□ ترجمة/ المدى الحرب القصيرة تحولت إلى حرب طويلة بلغت اليوم عشرة أيام، ولا ندري كيف ننهيها. قامت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بغزو أفغانستان قبل عشرة أعوام، لأسباب لم تكن مفهومة وشنت حربا قصيرة لا بد منها وبقينا عبر كافة الانحرافات والتغييرات مخدوعين بالأحداث والفوضى التي سياستنا هي المتغيرة،
لأسباب غدت أقل وأقل فهماً فالحرب القصيرة أصبحت حرباً طويلة، ولا ندري حتى اليوم متى ستنتهي أما الطموح بتحويل أفغانستان إلى نموذج للحكم الغربي فقد تم نبذه.وجاء عدد من الجنرالات المتفائلين وذهبوا وباطراد أرسل الدبلوماسيون المتشككون برقيات متشائمة إلى عواصمهم وازدهر عمل المنظمات التي تقدم المساعدات لتجد نفسها غير صالحة للعمل بسبب انتقال التوازن ما بين الحكومة والمتمردين.كما أن الصحفيين قد كتبوا تقاربهم وأعدوا برامجهم التلفازية، وحصل المرتزقة على الأموال ونال المستشارون أجورهم وتغير الغزاة وكذلك طالبان وصدرت كتب كثيرة، بعضها حقق أغلى المبيعات وبعضها يستثير العقل وبعضها خادعة وبعضها تفيد نفسها، أما في الوطن فكانت هناك تعليقات لا نهاية لها.وعلينا اليوم أن ننظر إلى الخلف على ما تعلمناه وإلى الأمام للإجابة عن سؤال عما يجب أن نفعله الآن فالذي فعلناه هو تضخيم قدرتنا القتالية، الدبلوماسية والاستخباراتية في تغيير مجتمعات أخرى الأمر كان واضحا في الولايات المتحدة الأمريكية ولم يكن غائبا في بريطانيا أو في دول أخرى شاركت في الحرب الأفغانية وهذه العجرفة المبالغ بها والإحساس بأن أي شيء ممكن تعود إلى لحظة الانتصار في نهاية الحرب الباردة وأبعادها العسكرية عبرت عن نفسها بإدعاء أحد المفكرين من الجناح اليمين أن الإمبراطورية الأمريكية قد "استولت على أرجاء الأرض كافة وأنها جاهزة لتغمر أغلب البقاع النائية بقوات حاضرة في لحظة الإنذار".إن المشكلة كانت أنهم ما أن يصبحوا في تلك الزاوية النائية سواء العراق أو أفغانستان فأن المنافسين الذين يجدون طريقهم بسرعة لمواجهة التفوق التكنولوجي للغزاة وهذه الثقة العسكرية المبالغ فيها التي كانت لدى القوات البريطانية انخفضت ولم تلم المشكلة الأولى وغدت القوة الناعمة مطلوبة أيضاً.ففي أفغانستان كان بعضهم "يشبهوننا"، من الطبقة المتوسطة أو ذوي تفكير "غربي"، ومن الممكن أن يحدث عزوتنا لأفغانستان زيادة في أعدادهم ولكن الأغلبية لا يشبهوننا، ولا نستطيع أن نجعلهم كذلك بمجرد الرغبة أو إصدار الأوامر.إن المشكلة لا تكمن في عدم القدرة على إخضاع أفغانستان، كما يدعي البعض، بل هي في كوننا نشبه الروس الذين كانوا من قبلنا، قد اشتبكنا على صراع بين طوائف مختلفة، بين المتحضرين والتقليديين وبين الطبقات الاجتماعية وأيضاً بين أشكال التدين: الحديثة والمفرطة وشققنا طريقنا إلى حرب أهلية لم نفهم طبيعتها في بادئ الأمر.وعندما فهمنا لم نعرف ما نفعل إزاءها إذ لا يمكن التغلب على طالبان كما أنها لا تقدر على حكم أفغانستان لوحدها، والتسوية المطروحة حالياً هو تقاسم السلطة كجزء من انسحاب القوات الأجنبية وقد لا يتحقق هذا الأمر بسهولة وعلينا أن نجعله هدفاً لنا.■ عن الغارديان
أفغانستـان: حــدود الـــقـــوة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 07:32 م