ابتسام عبد اللهفي عام 2003، نشر كريغ تومبسون وهو رسام هزلي، سيرة من رسوم تخطيطية باسم "أغطية"، نقل عبرها قصة طفولته التي اتسمت بمظاهر دينية بروتستانتية وصراعه مع معتقدات والديه، وأيضاً عن قصة حبه الأول كان الكتاب مثيراً، وحصل على نصف دزينة من الجوائز ورسالة إعجاب من الفائز بجائزة بوليتز آرت سبيجيلمان، لأنه بكتابه أثار الإعجاب بالرسومات التخطيطية وقدرتها على التعبير، وكتاب كريغ ثومبسون الجديد هو رواية بعنوان (حبيبي).
إن ما يميز عمل ثومبسون هو مهارته في استخدام أسلوب الارتجاع الفني وكيفية استغلال أحداث أو مشاهد حدثت في الماضي .إن رسوماته الخلابة وحجم الكتاب (عدد صفحاته 600)، إضافة جيدة لعمله السابق، (أغطية)  تعلن بوضوح عن مولد نجم.حبيبي (اسم الكتاب أصلاً هو – هبيبي)، كتاب سيترك تأثيره على القراء بقوة ولا يعود السبب  إلى أن جوهره يتناول قصة حب عذبة ومؤثرة، ولا يعود أيضاً إلى جمال رسومات ثومبسون، بل أن قوته تعود إلى تركيبته المكونة من عناصر شتى مدهشة.وفي (حبيبي) استوحى ثومبسون أحداث الرواية من الإنجيل والقرآن، وعناصر من قصص "ألف ليلة وليلة"، وأيضاً من قصائد الرومي وبدر شاكر السياب، الشاعر العراقي الكبير، وكما يبدو  إنه أمضى وقتاً طويلاً في قراءتهما، مستلهماً ومستعيناً بالخط العربي والزخرفات الإسلامية ،ويهدف ثومبسون إلى القول – بلطف أحياناً وبسخرية حينا آخر – إن تلك الزخارف والرسومات القديمة أمتعت الناس قديماً، وهي ما تزال كذلك في الوقت الحاضر، فهو إذن كتاب يصل ويربط الذكريات المدفونة.وتدور أحداث الرواية في مكان سرمدي غريب، أطلق عليه الكاتب اسم (وانا توليا)، يحكمه سلطان يبدو أكثر انتماء إلى زمن مغبر (وحريمه يحرسهنّ الخصيان) ،وهناك صحراء وفي أحد الكثبان، قارب جانح، وهناك نهر مملوء حتى الحافات بقنان بلاستيكية وإطارات قديمة ،أما بطلا الرواية فهما دودولا وزام، طفلان من العبيد، مال الواحد منهما للآخر عن طريق الصدفة وليس الدم. ودودولا بارعة في قص الحكايات، وزام هو شقيقها الأصغر والمخلص لها.ويحرك ثومبسون بمقدرة تامة هاتين الشخصيتين عبر الزمن والطبيعة الأسطورية، وتحدث عدة أمور رهيبة وأخرى صالحة، إذ يفترق الاثنان ثم يجتمعان ويفترقان ثانية.إنها حكاية مؤثرة ومدهشة ،ولا يمكن وصفها بالكلمات، لأن الرواية في داخلها تخفي ألف قصة أخرى إنها مثل صندوق مجوهرات خرافي ،وعلى القارئ قراءتها مرة إثر مرة.عن الغارديان