اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > مزاج الإنترنت يتغيّر وفق الشمس

مزاج الإنترنت يتغيّر وفق الشمس

نشر في: 11 أكتوبر, 2011: 07:06 م

لندن/ يو بي اي تبيّن من تحليل المساهمات على شبكة تويتر وجود حالة عالمية خاصة، وهي أن الناس في كل أرجاء العالم يتمتعون بأفضل مزاج خلال الصباح والمساء، بغض النظر عن مكان وجودهم. وهذه عيّنة واحدة فقط من الآليات الاجتماعية الجديدة التي سيمكنها تغيير طريقة فهمنا للإنسان والمجتمع. يرتفع مزاج العالم وينخفض بالاعتماد على طريقة تحرك الشمس فوق رؤوسنا، بغض النظر عن الفوارق القائمة بيننا.
 وشيء مثل هذا أكّده ربما من كانوا يصلّون لكثير من آلهة الشمس خلال التاريخ البشري. وقد انضم إليهم في عام 2011 في مجلة ساينس العلماء من جامعة كورنيل بالولايات المتحدة «سكوت غولدر» و«مايكل ميسي»، اللذان أنجزا دراسة تمكن قراءتها على بعض العناوين المتخصصة على شبكة الانترنت.تعتمد الدراسة على تحليل الأخبار الواردة على شبكة تويتر. وقد ميّز الكاتبان بين المشاعر الإيجابية والسلبية للمتحدثين (ما يعرف بتحليل المشاعر)، حيث قاما بقياسها باعتبارها قيما مستقلة، لا كقيم متعاكسة موجودة ضمن مجموعة واحدة متواصلة. بكلام آخر، إذا لم يكن الخبر إيجابيا جدا، فهذا لا يعني بأن الشخص المعني أراد بالضرورة أن يرسل إشارات سلبية. هو بكل بساطة لا يعبر بشكل إيجابي.وبناء على هذه التحليلات، توصلا لنتيجة مفادها أن فترة النهار هي مؤشر جيد لمزاج الناس من أنحاء مختلفة حول العالم، وكذلك من ثقافات مختلفة. ويتمتع الناس بمشاعر إيجابية خلال الصباح على وجه الخصوص، على أن تنخفض نسبتها خلال النهار، وتقفز إلى ذروتها الجديدة خلال المساء. وبشكل عام فان الناس يتمتعون بمزاج أفضل خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن حتى خلالها فان أسعد الأوقات هي في الصباح والمساء. ويتأثر المزاج على تويتر بفصول السنة، أو بكلام أدق، بتغييراتها. وكلما طال النهار، ارتفع المزاج، وإذا قصر النهار، كان التوجه معاكسا بالطبع. المثير هو أنه بالرغم من انخفاض نسبة الأخبار الإيجابية بشكل عام خلال الشتاء، فان تلك السلبية لا تزداد أيضا. ليست هذه تأكيدات خارقة، وهو ما يعتبر أمرا جيدا، وفق علماء الاجتماع. ويصعب التصور ربما، بأن تأتي دراسات شاملة مثل هذه بنتائج غير متوقعة قادرة على دحض تجاربنا اليومية. إلا أن الكاتبين يعتقدان، بأن انتصارهما الأكبر يتمثّل في الأسلوب المستخدم: أي استخدام المعلومات من الشبكة الاجتماعية والانترنت عموما. والدراسات الاجتماعية بناء على هذه المعلومات تملك، وفق أنصار هذا الأسلوب في علم الاجتماع، تأثيرا يشبه مراقبة حالة الطقس من القمر الصناعي المخصص لذلك. فهي تكشف بعدا جديدا كليا للظواهر الخاضعة للرقابة.العمل على هذه المعلومات قد أظهر على سبيل المثال بأن الآراء حيال السياسيين المختلفين تتغير من يوم لآخر. وتراقب مجموعة أميركية أخرى على تويتر «مزاج الشعب» خلال النهار (الدراسة لم تنشر لكن كتّابها نشروها على صفحة خاصة على الانترنت). كما راقبت دراسة أخرى أصبحت معروفة جدا اليوم، السعادة من خلال تحليل المدوّنات وأظهرت، أن للإنترنت أيضا أيامه السعيدة وغير السعيدة (السعيدة هي بالطبع الأعياد بالدرجة الرئيسة.(الفريق نفسه الذي يعمل مع بيتر دودس من جامعة فيرمونت أنجز بدوره دراسة شاملة أخرى من تويتر. فقد حاول قياس سعادة مستخدمي الانترنت من المعلومات التي جمعها من أكثر من أربعة مليارات ونصف رسالة تم إرسالها خلال ثلاثة أعوام. العمل لم يُنشر حتى الآن في أية مجلة، لكنه متوافر بسهولة على موقع (arXiv.org)،وحتى في دراستهم تظهر الإيقاعات التي يشير إليها ميسي وغولدر في مجلة ساينس.لكن الحقيقة تتمثل أيضا في أن قياس المعطيات من الشبكة الاجتماعية قد أصبح بمنزلة موضة. والمعلومات الإلكترونية تتمتع بكثير من المنافع، مقارنة بالأهداف الأكثر استعمالا والأرخص في الدراسات الاجتماعية، أي طلاب الجامعات،. فعلى سبيل المثال إن قياس اعتماد المزاج وإيقاع النوم على مجموعة الشباب والشابات المقيمين في السكن الطلابي، لن يأتي بنتائج فعالة ذات طابع عام. وللإنترنت عيوبه أيضا، حيث يمكن على سبيل المثال انتقاد بحث المزاج العالمي على التويتر، لأن الأمر لا يرتبط بالعاطفة نفسها أو التجارب، بل بالإخبار عنها. ويعلم كتّاب رسائل التويتر، بل أنهم يأملون ربما، بأن يقرأ أشخاص آخرون الأحرف الـ 140 التي يكتبونها، ولذلك فإنه من الواضح بأنهم يتملقون أمام الجمهور. وقد أوجزت النيويورك تايمز ذلك الأمر بشكل جميل، عندما أفادت بأن الناس لا يكتبون عمّا يشعرون به، بل ما يظنون بأنهم سيُعجب الآخرين. وهذا يمكن أن يكون صحيحا. لكن الصحيح أيضا هو أن المعادلات المنتظمة لذروة وانهيار المزاج الجيد والسيئ على التويتر، هي حقيقة اجتماعية. وتمكن إضافة المدونات أيضا إلى مصادر المعلومات الجديدة، وشبكة الأصدقاء على الفيسبوك أو دوائر غوغل. وتظهر على الشبكات أمواج من المعلومات التي لم يرها أحد من قبل. والناس، خصوصا علماء الاجتماع منهم، يملكون عندئذ فرصة فريدة لإظهار ماذا يمكنهم قراءته عنّا من تلك الأخبار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram