بغداد/ المدىتساءلت صحيفة واشنطن بوست الاميركية: كيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد العراق فيما قوات بلادها ونفوذها يتقلصان؟ وردّت في مقال لها ان على إدارة أوباما مراجعة واحدة من الأفكار الجيدة للجنة بيكر- هاملتون ويمكنها أن تجمع الدول المجاورة للعراق لمنعه من التفتت. وتابع المقال: ان معظم توصيات بيكر- هاملتون أصبحت طي النسيان،
وألغتها الزيادة في عدد الأميركيين التي قام بها الرئيس جورج بوش عام 2007، ومن المؤكد أن الزيادة جعلت الأمن أفضل ، لكن التفجيرات الأخيرة في العراق تذكير بأن الزيادة لم تكن مؤشرا لعهد جديد من السلام والحب. وما زالت المصالحة السياسية شعارا أكثر منها حقيقة - والجيران هم خطر متربص ببغداد أكثر مما هم شركاء لها. واضاف المقال انه ما زال لأميركا نفوذ يمكّنها من المساعدة، وذلك بجمع كافة القوى القابلة للانفجار على حدود العراق- سوريا والأردن وتركيا والسعودية وإيران، وان إطار عمل أمني إقليمي سوف يساعد بغداد ، لكن يمكنه إيضا تقليل التوترات التي تشبه قنبلة موقوتة في المنطقة. ولعدة سنوات، أرادت الولايات المتحدة أن يكون رئيس الوزراء نوري المالكي، قائدا قويا يمكن له ضمان السيادة العراقية. لكن تصرف المالكي في الأسابيع الأخيرة عقد الحركة الإقليمية. وبدلا من العمل لحل المشاكل مع جيرانه ، خلق مشاكل جديدة. وقالت الصحيفة ان سوريا مثال للقوة الإقليمية الصعبة، وقد كانت إدارة أوباما تعمل بحذر لإعادة بناء العلاقات السورية الأميركية، وان ممثلين عن القيادة المركزية قاموا بزيارتين إلى دمشق هذا الصيف لمناقشة التعاون الأمني في العراق. وقد أدى ذلك إلى اتفاق مؤقت على أن يلتقي ممثلون عسكريون أميركيون وسوريون على الحدود العراقية السورية في العشرين من آب الماضي، واقترح مسؤولون أميركيون ان يتضمن العراق أيضا. وعندما زار المالكي دمشق في 18 من آب الماضي، أخبر الرئيس بشار الأسد أنه يعارض الخطة الأميركية - السورية لمناقشة أمن العراق، وأنه سيقاطع الاجتماع الذي سيعقد في العشرين من شهر آب. وطالب أيضا أن يقوم الأسد بتسليم القادة البعثيين الذين يعيشون في سوريا إلى السلطات. رفض الأسد قائلا: أن هؤلاء البعثيين عارضوا نظام صدام ولا يشكلون أي تهديد. في 19 آب ، تفجرت الأمور فقد هاجم إرهابيون في بغداد وزارة الخارجية ووزارة المالية ، وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من مئة شخص وجرح 500 على الاقل. وسرعان ما ألقت حكومة المالكي اللوم على دمشق، وأذاعت قناة العراقية اعترافا للبعثي وسام علي كاظم إبراهيم ، الذي قال أن الهجوم جرى التخطيط له في سوريا. وفي صباح العشرين من آب، أعلمت السفارة الأميركية في دمشق سوريا أن الاجتماع المخطط له في ذلك اليوم قد ألغي. وطالب المالكي بمحكمة دولية لتقييم تورط سوريا المزعوم. وتابعت الصحيفة في تقريرها ان العديد من المسؤولين الأميركيين الكبار يقولون أن الدليل لا يدعم التهم التي يوجهها المالكي، وأن التفجيرات شبيهة على الأرجح بعمل القاعدة في العراق. ويقول أحد المسؤولين الأميركيين «إذا أخذنا بعين الاعتبار كل شيء نعرفه، يبدو من غير المحتمل أن تكون المؤامرة قد دُبرت في سوريا». وكان مسؤولون أميركيون قدموا لسوريا معلومات استخباراتية عن الخلايا الإرهابية العاملة داخل البلاد، والتي يزعم بأنها تحرك «مقاتلين أجانب» إلى العراق، وأشار السوريون إلى أنهم سوف يتخذون الإجراءات اللازمة. في غضون ذلك، تناقش الدولتان تخفيفا تدريجيا للعقوبات المفروضة ضد دمشق. المفقود هو إطار عمل أمني إقليمي يمكن أن يسمح لعراق ما بعد الحرب أن يستعيد تدريجيا مكانته كلاعب قوي مع سوريا، وإيران وباقي الدول. إطار العمل هذا يعني جر جميع الجيران العنيدين إلى حوار بناء. هذا النوع من دبلوماسية تغيير اللعبة ممكن فقط للقوى العظمى كالولايات المتحدة. وهو آخر شيء كبير يمكن أن تقوم به أميركا من أجل أمن العراق فيما الولايات المتحدة تنسحب، ولا تشرك أي جنود، فهل هناك من يقبل هذا العرض في فريق أوباما للامن الوطني؟.
العراقيون وجيرانهم .. وعود مطمئنة ووقائع متفجرة
نشر في: 27 سبتمبر, 2009: 01:41 ص