إحسان شمران الياسري أما سلّة الورد، فواضح إننا نتحدث عن إناء من الخوص أو المعدن توضع فيه بعض الورود وتقدم في المناسبات. وبعض هذه الورود يكون صناعياً وبعضها طبيعياً. ويُبدع البعض في ترتيب محتويات (السلة) لإبهار الناس بجماليتها وبالعطور التي تفوح منها (إن كانت طبيعية). ولكن ما قصة (التيل)، وبعضنا يُحذّر صاحبه من شخص شرير أو (متعافي) فيقول له (يمعود لا تندكَـ بتيل فلان..)؟
وأخيرا تبين أن (التيل) هو عمود الكهرباء أو الهاتف. و(التيول) كثيرة في بغداد، بعضها يجلب لنا الكهرباء، وبعضها ينام بالساعات دون أن يطرق بابه هذه الـ (كهرباء).ومن مجموعة التعاريف تتكون لدينا جملة تقول (سلة ورد فوكَـ التيل).. وأنا أعرف أن بعض (اللقالق) تبني أعشاشها فوق أعمدة (تيول) الضغط العالي.. ويكون عش اللقلق مثل سلة هائلة يضع بيوضه فيها ثم يتولى تربية أفراخه حتى تكبر. وقد اعتاد الناس عدم التحرش باللقالق، إذ يعتبرون وجودها نذير خير وأمان..ولكن ثمة (سلة ورد فوكَـ التيل).. فأين هي السلة، وأين التيل..؟.. لقد حصل هذا وشاهدت المئات من سلال الورود في مدينة من مدن الدنيا.. وتذكرت حبيبتي بغداد.. ففي مدينة اسطنبول ،وصرت أحقد على كل تقصير في الجهد العراقي في خدمة المدن عندما أزور هذه المدينة، وضعوا سلالاً معدنية على أعمدة الكهرباء بنسق مضبوط (ضبط العكَال) ،من حيث حجوم السلال وارتفاعها الذي يبلغ نحو ثلاثة أمتار.. حيث تطوق السلة العمود وتُزرع فيها أنواع معينة من الورود التي تتدلى من جوانب السلة في مهرجان عجيب تتزاحم الزهور متعددة الألوان. وحيث يبعد كل عمود عن الآخر نحو (25)م، فإنك ترى على تلك المسافات، وعلى ارتفاعات محسوبة عشرات السِلال التي تتعلق بأعمدة الكهرباء وكأنها جزء منها، حتى كأن الأتراك لا يريدون لعمود الكهرباء أن يغتصب مساحة الأرض التي يقف عليها، وكل الأرض في اسطنبول خضراء، فيزرعون في قلبه نباتات تضيء النفوس، وتُعلّم الخلق أن الأرض مُلك للخضرة ولا يجوز أن يمتلكها جسم معدني يحول دون اخضرارها!لو كانت الجريدة تسمح بإرسال صور أعمدة الكهرباء وفوقها سلال الورد لأرسلتها هدية إلى أمانة بغداد وكوادرها التي تحفر الشوارع وتتركها تذري تراباَ علينا حتى يحين موعد تسليم المقاول حصته التالية من الإسفلت!!
على هامش الصراحة :سلّة ورد فوكَـ التيل
نشر في: 11 أكتوبر, 2011: 09:08 م