إحسان شمران الياسرينواصل في هذا العمود إعادة نشر بعض ما كتبه الراحل (شمران الياسري- أبو كاطع) في عموده الشهير (بصراحة أبوكاطع) قبل أكثـر من ثلاثة عقود، لنُريح الناس، وليستذكروا سخريته ممن كانوا مسؤولين عن خلق المعاناة لهم.. فالترويح عن الناس جزء مهم من تعزيتهم عما ينقصهم، وكان الراحل رائداً في إبهاجهم.. ولن نشير إلى صلة تلك الكتابات بزماننا، بل يكفي أن يستمتع القارئ بها، ويخمّن (رباط الحچي):
السنبل محشوش بالجرية!rnماكان الغضب، وحده يوماً هو الطريق.. وما صنع الحزن لصاحبه معجزة. ومع ذلك، وفي لحظات معينة يجد المرء نفسه خالي اليدين، إلا من الحزن والغضب، وفي ما بعد ـ وقد يطول الحزن والغضب، وقد لا يطول اكثر من ساعات ـ يعرف الثوري طريقه الصحيح، ويهتدي الى صنع (المعجزات) الثورية. جريمة الصهاينة واسيادهم الامريكان وشركائهم الرجعيين في لبنان، اججت الغضب وعمقت الحزن في النفوس الخيرة. وتردد، من جديد، على ألسنة المعنيين بالتراث، اسم (أبو رغال). وقال خلف الدواح، وهو يشعل سيكارة من سكارة، وعلى تقاطيع وجهه صرامة، تبدو وكأنها اكبر من الكآبة وذلك في معرض تعليقه على احداث العاشر من نيسان ودور الرجعية اللبنانية في تسهيل جريمة الصهاينة: ـ ذيچ السنة جان (فلان..) مامور عد الشيوخ ومعروف عد كل الفلاليح بسمعته (الوصخه) ومعروفة حسبة زواجه: اشلون استخير له الشيخ وحده (هم معروفه).. يوم من الايام تجاسر (فلان) وشتم مرته. راحت للشيخ وسولفت له السالفه وچان يودي على المامور للقصر.. ويكَطّع الخيزرانه عليه.. المامور نفض هدومه، ونفخ عكَاله، وراح لبيته.. تحّزم باليرغ ولبس البرنو.. وشد على فرسه وتوجه على فلاليح البزايز (.. اثاري راد ياخذ حيف كرامته.. لكن منين؟) صايح واحد من الشحانى (اكو بيناتهم سر) وطلب من اهل البزايز ثلث اولاد سماهم بساميهم.. ودا وياهم الشحنه لجرية الشيوخ.. وهناك شهد الشحنه عد الشيخ كَال: لكَيناهم حاشين زرع امسنبل! ما اطولها عليك.. الشيخ انتقم من الاولاد: بسطهم.. وحبسهم اشچم يوم بالكَراج.. وبهالايام افتهموا الاولاد سالفة المامور والشيخ وشچية فلانه.. عكَب ما ردوا نشدوهم اهل البزايز:ـ ولكم صدك لكَو بحشيشكم سنبل!جاوب واحد من الاولاد: ـ لاعمي. لا. طلع السنبل محشوش بجرية الشيوخ !!
على هامش الصراحة: كل خميس: استذكاراً لصراحة (أبو كاطع)
نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 05:20 م