TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :جحيم الفقر

نص ردن :جحيم الفقر

نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 07:30 م

 علاء حسن ملايين العراقيين يعيشون في جحيم الفقر وليس تحت خطه،  كما تشير الى ذلك تقارير المنظمات الانسانية الدولية ، وهذا الواقع يفرض على الدولة ان تعبر عن التزامها الاخلاقي تجاه شعبها ، وتسارع في انجاز قوانين الضمان الاجتماعي ، ولاسيما ان العراق يعد من الدول  الغنية،  ويمتلك ثاني احتياطي نفطي في العالم .
من المخجل جدا ان يعيش العراقيون في قاع الفقر ، ونخبهم السياسية كلها تدعي انها تحرص على تحقيق مصالح الشعب ، وانها خير ممثل لإرادته وتطلعاته ، وهي لا تتعدى الحصول على سكن ملائم ودخل ثابت .قبل ان يتمتع اعضاء مجلس النواب بعطلتهم التشريعية التي اقرها الدستور  ، قال النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد الحسين الياسري ان هناك العديد من التشريعات التي ستتم مناقشتها بعد العطلة،  تندرج في اطار الضمان الاجتماعي ،  ومنها قانون مكافحة الفقر  ،ووجه النائب عتبه الى وسائل الاعلام انتقاداً لانها لم تسلط الضوء على هذا القانون المهم ، وذكر ان اقراره سينقذ الملايين من العيش تحت خط الفقر ، بعد ضمان توفير الدخل للمشمولين به من موارد الدولة ومن التبرعات ، داعيا المراجع الدينية كافة لدعم القانون بوصفه يحمل أبعادا أنسانية .دعوة المرجعية الدينية التي جاءت على لسان النائب الياسري تكشف عن الرغبة في ان  يكون رجال الدين متبرعين لدعم الفقراء الذين اصبحوا وبحسب النائب يبحثون عن الغذاء في  النفايات ويسكنون في اماكن  تنعدم فيها الخدمات من الماء الصالح للشرب والكهرباء .العراق بميزانيته الضخمة مازال الملايين من شعبه يقبعون في قاع جحيم الفقر ، ومجلس النواب في دورته التشريعية السابقة فشل في اقرار قانون للضمان الاجتماعي والمبالغ المخصصة لشبكة الرعاية الاجتماعية  تعرضت لفساد مالي واداري ، وهذا الحال لم يحث النخب السياسية  على اثبات تمسكها  والتزامها بتحقيق مطالب العراقيين  ، علما ان برامجها الانتخابية ،  تضمنت فصولا طويلة من الوعود  لفتح نوافذ المستقبل الباهر.بعد سقوط النظام السابق وحتى اليوم لم يصدر تشريع في اطار تحقيق الضمان الاجتماعي ، وظلت الاطراف المشاركة في العملية السياسية منشغلة بهمومها وخلافاتها ، ومصالحها الحزبية ، ولم تلتفت جهة معينة لتطلب من الاخرين التوقف ، للاجابة على سؤال عما تحقق للعراقيين من انجازات ،  لكي نساعد الباحثين في النفايات عن غذائهم ،والسؤال هنا ترى هل يجوز لشرف السياسي ان يتجاهل جحيم الفقر وينشغل بتحقيق مصالحه ومكاسبه؟في السنوات السابقة عاش العراقيون تفاصيل مأساة فرض الحظر الاقتصادي ، وانعكس ذلك على حياتهم الاجتماعية ، والفقر الذي كاد يكون كفرا ، ترك تداعيات خطيرة،  مازالت قائمة حتى الان ، وبعد سنوات سقوط الديكتاتورية ، وانتعاش الأمال بمستقبل افضل ، وحال العراقيين اليوم مثل بائع النفط في حي الشعلة الذي كان يتمنى ان يحصل على حصته من النفط ليشتري دشداشة جديدة ، فأطلق  صرخته من جحيم الفقر ، ولكن لم يجبه أحد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram