إياد الصالحي يعتقد اغلب المتابعين لمنافسات منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم 2014 ان مدينة شنزن الصينية أهدت أسود الرافدين نصف بطاقة التأهل الى الدور الرابع الحاسم في ضوء الفوز الباهر الذي تحقق هناك بالرغم من المصاعب التي واجهت اللاعبين والضغوط الكبيرة من اجل تأكيد أحقيتهم في التواصل ضمن المجموعة الاولى وعدم قطع الأمل في هذه الجولة تحديداً!
ربما كان اعتقاد المتفائلين صائباً انطلاقاً من ثوابت فنية تحققت في الميدان ترتبط بحسابات ورصيد كل فريق بانتهاء رحلة الذهاب التي اكدت ان منتخبنا مع شقيقه الأردني هما الأرجح كفة لنيل بطاقتي المجموعة والذهاب الى دوري التحدي بين ثمانية منتخبات أخرى تطمح هي الاخرى لفك عقدة النحس وتشريف القارة الآسيوية بالتواجد في المحفل المونديالي الأكثر اهمية وإثارة بين مختلف البطولات العالمية ، لكن المراقب عن كثب لشكل واسلوب منتخبنا امام الصين لا يمكن ان يجزم انه قطع نسبة كبيرة من حظوظ التأهل الى الدور الرابع خاصة ان هناك مشكلات لم يعمل زيكو على حلها حتى الان بسبب قلة فترات وجوده مع اللاعبين قد تطلّ برؤوسها في رحلة الاياب ، منها ما زال خط هجوم منتخبنا يعاني الأمرين بترك يونس محمود مهاجماً حراً وسط كماشة المدافعين ومحاصرة حتى لاعبي وسط الفريق المنافس في حالة تراجعه الى وسط الملعب بسبب ابتعاد زميليه علاء عبد الزهرة ومصطفى كريم واحيانا عماد محمد في التناغم مع الكابتن ووضعه في زاوية حرجة اغلب الاوقات بانتظار الفرص او الحلول التكتيكية من خلال حركة المهاجمين ومشاغلتهم المدافعين ، ولهذا رأينا عبد الزهرة وكريم خارج الفاعلية والاحتكاك داخل منطقة الجزاء وكذلك بالنسبة لنشأت اكرم صاحب المجهود الوفير يكاد ينتهي دوره ما بعد تسليمه الكرات للمهاجمين ما قلل من خطورة منتخبنا وعرّض محاولاته للفشل امام يقظة ومعرفة المدافعين لامكانيات السفاح وسعيهم الى الحد من خطورته عبر منعه من تسلمه الكرة بحرية وابقائه حائراً من أمره.كما ان الاعداد الفني لمنتخبنا الوطني بكيفية اللعب تحت ضغط المنافس في الربع الاخير من الشوط الثاني ما زال بحاجة الى اعادة نظر خاصة اننا تألمنا لبقاء لاعبينا متفرجين ازاء المد الهجومي المتواصل للصينيين ومباغتاتهم مرمى محمد كاصد في اية لحظة لتعديل النتيجة ما يؤشر خللاً ما في عملية تنظيم صفوف المنتخب وعدم ايلاء خطة الرد السريع أهمية قصوى لان ذلك يعرضنا الى خسارة جهود فريق باكمله بسبب خطأ مدافع او حارس اصابه الاعياء بعدم التركيز نتيجة هذا الارتباك وسوء التمركز في ساحة منتخبنا.نعم ان مؤشرات انتزاع البطاقة الاولى او الثانية عن المجموعة الاولى متوفرة لدى اسود الرافدين لانهم يدركون ان قرار (فيفا) بفرض الحظر على ملاعبنا حرمهم من فرصة توظيف الارض والجمهور لصالحهم مرتين امام الصين وسنغافورة اللتين سنواجههما في ملعب العاصمة القطرية الدوحة ، وبالتالي فانهم مطالبون بالانضباط الكبير في منطقة الدفاع وتوازن محسوب في المقدمة لبسط سيطرتهم على جولة الاياب من دون مأزق أو ترقـّب لنتائج الآخرين .كما لابد لاتحاد الكرة من وقفة جادة ومثمرة لتسمية مدرب وطني ضمن الملاك التدريبي للمنتخب يذلل الكثير من المعوقات التي تواجه المدرب زيكو في انتقاء البدلاء أو معالجة حالة فنية ربما لا تأتي حلوله متوافقة مع اللاعب والمركز ، ولا بأس من معاونة المدرب الوطني له ليكون حلقة مهمة تسعفه في الوقت المناسب من دون حساسية أو تطفل على صلاحيات المدير الفني .ان منعطف الحسم لبيان بطلي المجموعة المؤهلين لتكملة المشوار والخائبين العائدين الى بلديهما سيظهر جلياً في الدور الرابع المقبل الذي لن نرضى بغير فوز منتخبنا لاسيما ان ارض الدوحة فاضت بالتفاؤل لهم في مناسبات سابقة وسط مؤازرة أهلهم القطريين وابناء الجالية النجباء.
مصارحة حرة :منعطف الدوحة الحاسم
نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 07:55 م