حذرت المتخصصة في علم الاجتماعي النفسي الدكتورة إيمان عبد السلام من مغبة تدخين ( الرنجيلة ) من قبل النساء والفتيات، مبينة أنها تقود إلى مشاكل نفسية وصحية وتسبب نفورا اجتماعيا.وأبانت الأسباب التي قدمتها الدكتورة عبد السلام، أن تدخين النرجيلة بالنسبة للنساء والفتيات ينبغي أن يعالج نفسياً، بغض النظر عن باقي المشكلات التي كانت حافزاً للجوء إلى التدخين، ساردة جملة من الأخطار النفسية والاجتماعية التي تعترض المدخنات.
ولفتت عبد السلام بالقول ( تلجأ الكثير من الفتيات الجامعيات إلى تقليد غيرهن، كالتدخين، والموضة، وإقامة العلاقات، وهو ما يجعلهن لا يعين خطورة الأمور التي قد تعرضهن لانتقادات مجتمعية لاذعة، ناهيك عن الأضرار النفسية والصحية). وقالت الدكتورة إنه يجب أن تكون هناك سيطرة على النفس والسلوك من قبل هؤلاء الفتيات، خاصة في ما يتعلق بجانب الإقلاع عن عادة تدخين النرجيلة التي يجب أن تخضع لمعايير مهمة عند اتباعها وتكون هذه المعايير بحسب رأي عبد السلام تأخذ الجانب الصحي والاجتماعي بنظر الاعتبار. وأفادت إيمان عبد السلام :على الرغم من أن المجتمع دائما ما يدان على الكثير من أفكاره وأحكامه، إلا أن التقليد ليس دائما مرغوباً، لأنه قد يكون البذرة الأولى للإدمان والخوف.وذهبت عبد السلام إلى ضرورة تحري أسباب اللجوء إلى التدخين، كأن يكون نتيجة لاتباع الموضة أو بسبب حاجة نفسية الغاية من ورائها إثبات الذات، أو للهروب من المشكلات. يذكر أن تدخين النرجيلة كان في السابق حكراً على الرجال، وبعد الانفتاح الذي شهدته البلاد في السنوات الأخيرة، دخلت النساء والفتيات عالم النرجيله، وبات تناولها في الأماكن العامة سلوكا لا يمسّ حياءهنّ، رغم أن المجتمع ما زال يضع علامات استفهام على المرأة المدخنة. عراقيات يواجهنَ العنف الأسري بالهروب على الرغم من أن المجتمع العراقي مجتمع محافظ، لا يسمح للمرأة بالإبلاغ عن أي عنف تتعرض له سواء أكان من داخل أسرتها أم من خارجها، كونه يعتبر اتجاها مخلاً بإيديولوجية النظام الأسري في البلاد، فالمرأة إما أن تتحمل ما تتعرض له من عنف موجّه من قبل أسرتها – كالأب أو الشقيق أو الزوج أو ربما أفراد عشيرتها – وإما أن تتحمل أيضاً، وإذا لم تطبق هذا الأمر فستلجأ أسرتها بشكل تلقائي إلى زجها في غياهب غسل العار. غير أن هناك استثناءات، ففاتن جعفر فتاة في العقد الرابع من عمرها، ولم يسبق لها أن خاضت تجربة الزواج، تقول إنها كانت في السابق تؤيد بشدة احترام مطالب الرجال من عشيرتها، وتحاول دائما تجاوز أي مشكلات تحدث بينها وبين إخوتها السبعة، مشيرة إلى أن تجاوزاتهم عليها فاقت صبرها، واعتراضهم المتواصل على أي شيء ترغب في تحقيقه كإكمال دراستها والزواج والعمل أو حتى الحصول على إرث والدها، دفع بها إلى الهروب من منزلها، والعيش مع واحدة من أقاربها سراً، لافتة إلى أنهم ما زالوا يبحثون عنها حتى هذه اللحظة، ويتوعدون بقتلها إذا ما عثروا عليها. وعلى الرغم من ذلك فإن فاتن تؤكد أنها تفكر باللجوء إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى ضد أخوتها، قد تكون فاتن جعفر استثناء، لكن حكايتها تثبت أن المرأة في مجتمعنا إذا أردت أن تحقق أي شيء وفي أي مجال فعليها اتخاذ موقف قد يستدعي أحياناً تعرض حياتها للقتل، لتحقيق ما تريد. لجوء المرأة إلى الهرب هو المحور الرئيسي الذي يجب التركيز عليه بنظر الباحثة الاجتماعية أنوار منذر، فالهرب ليس بالحل الصائب لأي مشكلة تعتري حياتنا، كما أن وسيلة الهرب مرفوضة وعواقها خطيرة، لافتة إلى ضرورة اتخاذ موقف صحيح لحل المشكلات التي تتعرض لها النساء من قبل أفراد أسرتها.
النساء والنرجيلة ... أكثر من إدمان
نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 07:59 م