ســـلام خـــياطاقرأ العنوان السالف مقلوبا، ستلمح أسمال الكلمة المستوردة للعراق، ممزقة ومرقعة، نتنة الرائحة، منقوعة بالخيبة والخسران. - ديمقراطية هناك: اعتراف ضمني بحقوق الإنسان. (.......) سيدتي، هل بلغت الستين؟ سيدي هل بلغت الخامسة والستين؟؟ سارع(ي) للمطالبة بحقوقك التقاعدية الأساسية. كل يوم تأخير خسارة.. املأ الاستمارة رقم (.......)تستطيع الحصول عليها من المراكز البلدية في المنطقة، أو من مكاتب التوظيف أو اطلبها بالبريد على العنوان التالي
تتسلم الاستمارة بأي الطرق السالفة، دونما شفاعة أو توسل أو استعطاف، أو دفع رشوة، حقولها واضحة: الاسم وشهر وسنة الولادة والعنوان الكامل، درجة العوق إن وجد مع آخر تأييد من مؤسسة العمل إن كنت موظفا أو عاملا، موثقة من محام مجاز أو طبيب المنطقة أو صديق أو جار –بمواصفات- لا تنس التوقيع، تملأ الاستمارة، تدسها في صندوق البريد أو تحملها للدائرة ذات العنوان، وتنتظر، أسبوعا أو أكثر.. يصلك الجواب بقبول طلبك، مسبوقا بكلمة (أخبار سارة) أو رفض الطلب مع إيراد الأسباب مشفوعا باعتذار مسبب، لك حق الاعتراض أو الاستئناف.... ملاحظة في الهامش لك حق الشكوى على القرار، خلال مدة شهر..و...و. هي،طار،قم، يد...هنا: انتهاك علني للقوانين الوضعية وحقوق الإنسان، طوال سنوات الخدمة الوظيفية التي تقارب الأربعين عاما. يقتطع من راتبك الشهري قدر معلوم ليحتسب عند بلوغك السن القانونية أو طلبك الإحالة على التقاعد لأسباب معينة، تذهب لدائرة التقاعد (ثكلتك أمك) تشهد الجمع فيها كأيام الحشر، يغلب على وجوههم القتر والمعاناة والذلة، السلالم للطوابق العليا متآكلة ومتثلمة، نتن الأجساد المتراصة من العرق وعدم الاغتسال تزكم الأنوف، الموظف برم وعصبي المزاج، نافذ الصبر. في عيون الموظفين رغبة فاضحة بهدية، وإلا فالمعاملة ناقصة: ناقصة تأييد المختار أو المجلس البلدي، ناقصة البطاقة الذكية، ناقصة البطاقة التموينية، ناقصة بطاقة السكن، يروح طالب التقاعد.. يجيء طالب التقاعد، يصعد السلالم لاهثا.. ينزل السلالم المتاكلة متوكئا، يتعثر، ينكفئ، يقوم.. لاعنا الساعة التي ولد فيها، والعمر الذي أهدره سدى مهرولا باتجاه السراب.... شهر وأشهر، والراتب التقاعدي في ضمير الغيب.اللعنة، ولكن على من؟؟ والكل متهم ومدان والكل يدعي البراءة.
السطور الاخيرة: هي. طار. قم. يد
نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 08:47 م