عمر الدليميrnبعقوبةrnلبعقوبة متعة القصيدة ودهشتها..rnهكذا أجابني علي الناصري الشاعر الشفاف ابن الناصرية عام 1979 عندما سألته عن سر تعلقه ببعقوبة إذ كان يقضي فيها جلّ أيام إجازته التي كان يحصل عليها من وحدته العسكرية حيث كان متطوعا في صفوف الجيش العراقي قبل أن يحمل حقيبته ويهرب إلى دولة الكويت ومن هناك إلى حيث لا ادري إذ كان مطلب الحرية لذلك الشيوعي الشاب أهم من كل أحلامه فسلاما أيها الناصري حيا كنت أم ميتا يا ابن بعقوبة روحا وقصيدة..
وحقاً لك بعقوبة.. يا ليمونة الرافدين وضحكتهما باذخة الجمال كل الحب وأنت تنهضين من جديد بذلك البريق الأخاذ وتنشرين أخضرك الشفاف على المكان والزمن.rnبعقوبة.. لمحة تاريخيةrnتشير المصادر التاريخية إلى إن تسمية بعقوبة قد وردت في معجم البلدان لياقوت الحموي في القرن الثالث عشر للميلاد باسم (بعقوبا و باعقوبا) - وقال في وصفها (قرية كبيرة كالمدينة، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، من أعمال طريق خراسان، وهي كثيرة الأنهار والبساتين، واسعة الفواكه، متكاثفة النخل، وبها رطب وليمون، يضرب بحسنها وجودتها المثل، وهي راكبة على نهر ديالى من جانبه الغربي، ونهر جلولاء يجري في وسطها، وعلى جنبي النهر سوقان، وعليه قنطرة، تصل ما بين السوقين والسفن تجري تحت القنطرة إلى باجسرا وغيرها من القرى، وبها عدة حمامات ومساجد..) و»باعقوبا» سبقت الإسلام، كما جاء في الأسفار السريانية، و ذكرها الرحالون العرب والأجانب في كتبهم في القرون الوسطى والفترات اللاحقة واسمها الحالي متأت من اللغة الآرامية التي كانت سائدة قبل وبعيد الإسلام باسم «باعقوبا» –المختصرة لـ « بيت عاقوبا « ومعناه موضع (الفاحص) أو (المعقب) أو (الحبس) بسبب موقعها على طريق القوافل إلى إيرانِ. وفي الجوانب التاريخية أيضا يشير الباحث طه هاشم الدليمي إلى أن بعقوبة كانت تسمى باسم طريق خراسان بسبب وقوعها على الطريق المؤدي إلى إيران، ثم خففت هذه التسمية وصارت تسمى خراسان ومن ثم حرف الاسم المذكور ليصبح خريسان وهو الاسم الذي حمله فيما بعد نهر جلولاء الذي ينحدر من ناظم الصدور الحالي متعرجا ما بين القرى والبساتين حتى يصل إلى مناطق جنوب بهرز ليتلاشى هناك.rnبعقوبيون بناؤونrnمحافظ ديالى الدكتور عبد الناصر المهداوي ما فتئ يتحدث بحماس عن طموحاته للنهوض بالواقع الخدمي للمحافظة عموما ولمدينة بعقوبة تحديدا ويلمس البعقوبيون جدية الرجل في تنفيذ أفكاره ونجد انه في متابعة دائمة للدوائر الخدمية في المحافظة، ومع ذلك فالتركة ثقيلة خاصة وان الكثير من البنى التحتية قد دمرت بفعل الإرهاب والعمليات العسكرية التي شهدتها أحياء بعقوبة من زقاق لزقاق.rnالفسحة الأمنية الطيبة التي تشهدها المحافظة عموما ومدينة بعقوبة خاصة جاءت بعد جهد مكثف وكبير للقوات العراقية من الجيش والشرطة ويتواصل هذا الجهد على مدار الساعة لتعزيز ما تحقق من مكسب كبير هو الأمن الذي له انعكاساته على مجمل الحياة العامة.rnضابط العلاقات والإعلام في مديرية شرطة محافظة ديالى الرائد غالب عطية خلف تحدث للمدى قائلاً:rn- لدينا دوريات مستمرة نهارا وليلا بهدف حماية المواطنين من التفجيرات العشوائية التي باتت تستهدفهم بشكل عام بعدهم هدفا سهلا حيث لم يستطيعوا مواجهة القوات الأمنية، ولكننا نتواجد في كل الأمكنة خاصة التجمعات والأسواق والمتنزهات التي تستقبل المواطنين في المساءات إذ عاد ليل بعقوبة لتلك الحميمية التي تميزه، ومن جانبنا كمعنيين بتوفير الأمن فأننا نستخدم الأجهزة المتطورة والكلاب البوليسية للكشف عن المتفجرات فضلا عن الدوريات والتواجد الميداني.rnقلنا لقائممقام مدينة بعقوبة عبد الله الحيالي، إن ليل بعقوبة صار يشيع البهجة في النفوس لكن ما يخدش مشهد الجمال هو قلة الاهتمام بنظافة الأمكنة حيث تواجهنا أكوام النفايات أينما حللنا فعلل الأمر بقلة التخصيصات ولكننا لا نوافقه الرأي ونقول إن سبب هذا الخلل هو غياب الرؤية العلمية والعملية لاستثمار الموارد.rnشعربين ليل ووردrnأمسية رمضانية حالمة تلك التي نظمتها مؤسسة النور الجامعة وهي من منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع رابطة الإعلاميين الموحدة واتحاد الأدباء في ديالى، إذ كان جليا ذلك التعطش الآخذ بتلابيب نفوس من حضر تلك الأمسية التي شارك فيها أدباء ومثقفو وشعراء المحافظة وجامعيون وممثلو منظمات المجتمع المدني.rnعامر لطيف آل يحيى مدير مكتب ديالى لمفوضية الانتخابات تحدث للمدى قائلاً:rn- ما يبهجني في هذه الأمسية إنها قد أعادت لنا ليل بعقوبة ومناسيبها الرائعة حيث كان اتحاد أدباء ديالى متنفسا ومشغلا فكريا يلمّ بين جنبيه كل مثقفي المحافظة ولا ادري أي وصف أقوله وما يعتمل في نفسي من مشاعر الشكر والعرفان لمؤسسة النور الجامعة التي بادرت بإقامة هذه الأمسية واستجاب لها الأخوة في اتحاد الأدباء والإعلاميون وما يزيد من شعور الغبطة والطمأنينة هو هذا الحضور النسوي الذي يدل على عودة الروح للحياة في مدينتنا.rnومثل هذا الرأي عبر عنه الحاضرون الذين حلقت بهم قصائد الشعراء مع نسمات المساء البعقوبي في حدائق المسبح وكان الفن التشكيلي والقصة والرأي في الشأن العام محاور تداولها الحاضرون من خلال مشاركات المدعوين للأمسية الذين
ليمونة الرافدين تستعيد عافيتها ومساءات بعقوبة تحفل بالطمأنينة والأمل
نشر في: 27 سبتمبر, 2009: 07:51 م