اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > يوميات المدى في القاهرة: أقــدمــهــا "كــوبــــري" الـــعــشّـــاق

يوميات المدى في القاهرة: أقــدمــهــا "كــوبــــري" الـــعــشّـــاق

نشر في: 14 أكتوبر, 2011: 06:25 م

 القاهرة/ يوسف المحمداويلا يمكن لمن يطأ أرض القاهرة أن يتجاهل نيلها وجسورها الممتدة عليه، لأن للنيل في ذاكرة المدينة أكثـر من حكاية ،وفي أذهان المصريين صور له أكبر من كونه نهراً، فهو واهب الحياة فيها منذ الأزل،
إذ حيكت الأساطير عنه وتنوعت الروايات بشأنه وكيف لا وهو النيل أطول أنهار العالم،الذي يختلف في جريانه عن الأنهار الأخرى، فهو الوحيد بينها الذي يجري من الجنوب باتجاه الشمال، وفضلاً عن كونه واهب الحياة لمصر له الفضل في اعتدال مناخ القاهرة، على الرغم من موقعها في قارة تعد أُتون القارات، من حيث ارتفاع درجات الحرارة، فهبوب نسيم النيل يمنح القاهرة درجات جرارة معتدلة في الصيف، حيث تكون أعلى درجات الحرارة فيها هي 33م، أما في الشتاء فتبلغ 17م.rnما معنى كلمة النيل؟ كنت أتصور حين أشاهد الأفلام المصرية وأسمع دعاءهم (الله ينيلك، لا أخفيكم بأني كنت أتصور بأنهم يقصدون  إغراقه في النيل)، ولكن المقصود به هو (الله يموتك) أي يجعلك أزرق، وكلمة النيل مأخوذة من الكلمة اليونانية (نيلوس)، والتي معناها وادي النهر، أما الاسم الهيروغليفي للنيل فهو (إتيروم) ومعناه النهر العظيم أو الكبير، وعند الأقباط يسمى (بيارو) أو (فيارو) وتعني النهر، يبلغ طول النيل ما بين ابعد منابعه حتى مصبه (6700) كم، فهو ينبع من نهر كاغيرا في بوروندي ورواندا حتى الدلتا في مصر،علما أن منابع النيل مختلفة، فهناك النيل الأبيض الذي ينبع من بحيرة فكتوريا بأوغندا، فيما النيل الأزرق ينبع من بحيرة ناتا في أثيوبيا، ورافد صغير آخر هو نهر عطبره... ويصب في ساحل البحر الأبيض المتوسط ، ويضم حوض النيل تسع دول أفريقية تقاسمت المياه في ما بينها وفق اتفاقات عديدة أبرمت بين تلك الدول لتحديد آليات صرف المياه وكذلك إقامة السدود.rnثلاثةُ سدودٍ فقط    لذا تجد النيل لا يتعرض لانحباس المياه أو قلتها كما يحدث لرافدي العراق دجلة والفرات بعد أن شنت دول الجوار حرب المياه ضدهما وتسعى الى تجفيفهما لعدم وجود اتفاقية بين الحكومات العراقية السابقة واللاحقة مع تلك الدول لضمان حصة العراق المائية، فالحرب المقامة ضد أنهارنا ومسطحاتنا المائية واضحة من خلال بناء تلك الدول للسدود وتغيير مجاري الأنهار ومصبات الروافد التي تصب في حوضي دجلة والفرات داخل العراق، والمصيبة أن حكومات ما بعد التغيير تبرم الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية بمليارات الدولارات مع تركيا وإيران ولم تفكر بإبرام اتفاقية بشأن المياه،تكون متلازمة مع تلك الاتفاقيات،حيث تجد تلكؤ الدولتين في الإيفاء بالتزاماتهما المائية اتجاه العراق، المهم لا يهم مادام الإصغاء أبكم.والنيل على امتداد المسافة الفاصلة ما بين المنبع والمصب لا توجد عليه غير ثلاثة سدود رئيسة: سدي (الروسريس) و(سينار) في السودان، والسد العالي في مصر، حيث حرمت المعاهدات بين تلك البلدان إقامة سدود إضافية على النهر، لذا يصل معدل تدفق المياه في النيل إلى حوالي 300 مليون متر مكعب يومياً.rnمصر أم الدنيا من يرى النيل لا بد أن يسلم إلى البديهية المصرية القائلة (مصر أم الدنيا) لأنك ترى على ضفتيه صروحاً من العمران تتسابق في جماليتها، فالقاهرة التي أدام العمران فيها الخديوي إسماعيل في منتصف القرن التاسع عشر، كان يشيدها وهو يمسك بيديه خريطة بناء باريس، فكان حلمه أن يرى فيها مدينة النور وبالذات الجزء الغربي منها، وما يميز القاهرة ليس نيلها فقط وأهراماتها وإنما جسورها التي تربط جزر النيل بشطريها الشرقي والغربي، والبالغ عددها (67) جسراً.rnمراكب للرقص والغناءعندما طلبت من صديقي الشاعر العراقي ماجد موجد المقيم في القاهرة أن يصطحبني في رحلة مع هذا النهر العظيم، استجاب لطلبي وانطلقنا بيختٍ خاص من مرسى أبو الفدا في حي الزمالك لأجد نفسي وسط هذا النهر الخرافي بكل شيء، بحقيقته، بالأساطير التي توارثها الأجيال عنه، ساعتان من الزمان لم تكن كافية أبداً، فمع كل شبر مائي ولحظة من دقائقنا الـ (120)، كانت لي خطوة مع التاريخ والوجع الذي يحيلني إلى بلاد ما بين النهرين التي تحولت للأسف إلى بلاد ما بين "النارين"!، فما يعيشه العراق من كارثة مائية تحيلك من غير قصد إلى حسد القاهرة وأهلها على ما فيها من نعمة المياه، كورنيشات تملأها الأشجار، فنادق، عمارات شاهقة، أبراج، سفن عائمة أضحت مطاعم خمسة نجوم، مراكب شراعية،  يخوت تملأها الزغاريد والحب والأغاني راقصات في ذلك المركب يمتعن السواح برقصهن الشرقي،.. التفت باتجاه دجلة الخير لأهمس مع النفس.. هل هناك من خير سيأتي ولو بعد حين، فلا يخوت تراقص أمواجه ولا قصائد الحصيري تكحل ضفتيه.. والمركب يسير كنت أسير خيبتي على ما أنا فيه، ولكن لم يمنعني ذلك من مناشدة النيل بقصيدة أحمد شوقي (عروس النيل):من أي عهد في القرى تتدفقُوبأي كفٍ في المدائن تغدقُومن السماء نزلت أم فجرّتمن عليا الجنان جداولَ تترقرقوبأي نولٍ أنت ناسج بردةللضفتين جديدها لا يخلقrn أصل الحضارة في صعيدك ثابتوبناتها حسن عليك مخلق..rnالخليفة عمر يخاطب النيلأغلب مدن مصر تقع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram