بغداد/ منتصر الساعدي انهمرت الدموع وانطلق لسانها بصوت خافت كله حيرة وألم وندم على أيامها الماضية والآتية.. قالت: تمتعت بنعمة الجمال التي تفوقت بها على الكثيرات من بنات جيلي، فجذبت بها انتباه العديد من الشباب.. وجربت حظي مع العديد من الشباب بعلاقات بريئة وأحيانا جنسية متحررة من القيود.
ومع ذلك كانت أحلامي كبيرة تفوق كل تلك التفاهات التي تدور بين الفتيات في سن المراهقة. كنت احلم دائما بالزواج والاستقرار برغم علاقاتي المتعددة مع شباب اختارهم بعناية من اجل متعتي والقيام بتجربة اعتقدت أنها مطلوبة من كل فتاة يجب أن تعرفها وتمر بها. وكأي فتاة تحلم بالزواج تود أن يكون زوجها شاباً وسيماً ميسور الحال يستطيع أن يلبي لها كل احتياجاتها ويجعلها تعيش معه حياة هادئة مريحة ومستقرة. وبالرغم من تقدم العديد من الشباب للارتباط بي إلا أنني كنت ارفضهم جميعا في انتظار ذلك الفارس الذي احلم به. ومن وراء القضبان جلست أمامي وقد طأطأت رأسها بانكسار شديد وتحجرت الدموع بعينها.. احتبس صوتها الدافئ داخل تلك الحنجرة الممتلئة بالكلمات البائسة عن حياة لا قيمة لها تكاد تشبه حياة الحيوانات في غابة مفتوحة! أضافت: مع مرور الأيام أتى ذلك الفارس.. نسخة طبق الأصل من فارس أحلامي، ولكن مع اختلاف هو أن حالته المادية لم تكن ميسرة إلى حد كبير.. ولولا خوفي من أن يفوتني قطار الزواج لانتظرت المزيد من الوقت لكي يأتي الفارس الكامل الذي حلمت به. لكنني قبلت الزواج من نصف فارس على أمل أن يكتمل مع مرور الأيام وتتحسن أوضاعه المادية.. وتم الزفاف وكانت فرحتي به كبيرة، إذ أدركت أنني حققت نصف أحلامي وأنني في طريقي لتحقيق النصف الآخر لتكتمل أحلامي وأعيش إلى جواره كما تخيلت. مع مرور الوقت عمل زوجي على توفير كل طلباتي بإمكاناته المحدودة أو على قدر ما يستطيع، وعشنا معاً حياة هادئة سعيدة الى حد كبير نعمنا فيها بالحب والسعادة.. وحظينا بحب الكثيرين من الأهل والجيران والأصدقاء.. حتى ظهر فجأة في حياتنا ذلك الصديق لزوجي الذي يملك معرضا للأجهزة الكهربائية في الكرادة.. كانت حالته ميسورة جدا وكان دائم الزيارة لزوجي!في كل مرة كان يأتي محملا بالهدايا التي جذب بها انتباهي إليه.. لكنني كنت مع ذلك مخلصة لزوجي الى ابعد الحدود ولم تتح له الفرصة حتى بالكلام معي، ولكن نظراته المسمومة لي كانت تخترق جسدي وتحرقه لأنني كنت أرى فيه النصف الآخر من أحلامي ولكن كان بعيد المنال.أضافت قائلة: في احد الأيام مرض زوجي مرضا شديدا واستنزف علاجه كل ما نملك من نقود حتى وافته المنية. مات زوجي وأصبحت أرملة، وأنا لم أتعد الثانية والثلاثين من عمري. ضاقت الدنيا في وجهي.. لا ادري ماذا افعل أو أين اذهب. في تلك الايام بدأ نصف حلمي الغائب واضحا.. ظهر فجأة أمامي صديق زوجي صاحب معرض الأجهزة الكهربائية، فذهبت اليه وعرض عليّ المساعدة. فكرت في الأمر وبعد ذلك قررت الإفادة منه.. فكنت أقوم بشراء الأجهزة منه بالتقسيط وأقوم ببيعها على معارفي وأصدقائي بالتقسيط أيضا، ولكن كنت أضاعف المبلغ عليهم من اجل تدبير أمور حياتي ومعيشتي! في البداية كان صديق زوجي يعاملني معاملة حسنة من اجل الوفاء لزوجي. فكنت أقوم ببيع هذه الأجهزة واحصل على نصيبي من الربح وأقوم بالتوقيع له على وصولات أمانة بثمن تلك الأجهزة.. ولكنني بدأت ألاحظ تغييراً في معاملته لي وبدأ يبتزني ويهددني إذا لم ادفع أقساط الأجهزة أو أعيدها له.. حتى تراكمت الديون عليّ وأصبحت مبلغاً كبيراً لا استطيع أن أسدده له، ولم اعرف كيف أتصرف. .. وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها خاصة من ذلك الرجل الذي اعتبرته الصديق الوفي لزوجي الراحل، فقد انتهز فرصة عدم تمكني من تسديد الأقساط له فعرض علي أن أمارس معه الجنس في سبيل التنازل عن المبلغ.. بل هددني بأنه إذا لم أوافق، فسيقدم عليّ شكوى في المحاكم ليتم توقيفي على تلك الوصولات! في تلك اللحظة كان عليّ أن أفكر بسرعة لكنه لم يعطني فرصة للتفكير بعد أن أربك كل حساباتي ووضع السجن أمام عيني.. فوافقت على ممارسة الجنس معه.. ويبدو أن هذا الطريق أصبح مهنتي ومستقبل حياتي لأنني لم أمارس الجنس معه فقط بل ومع أصدقائه في شقته الجميلة مقابل المال الذي كنت احصل عليه منهم في كل مرة لمن يستطيع أن يدفع ثمن ذلك!وفي احد الأيام وأثناء زيارتي الى الشمال تعرفت على امرأة تدير صالونا للحلاقة مشهورا في بغداد وبيتا جميلا لممارسة الجنس والمتعة فيه. وبدأت ارتاد هذا البيت حيث كانت تطلب مني الحضور لمنزلها خصيصا لقضاء السهرات الحمر مع الزبائن حتى احترفت ذلك الطريق. وفي احد الأيام قبضت عليّ الشرطة متلبسة بممارسة الرذيلة والبغاء مع تلك المرأة وأحلتُ إلى المحكمة التي أمرت بحبسي على ذمة التحقيق.. بعدها قدمت إلى المحكمة من اجل محاكمتي وتأجل إصدار الحكم أكثر من مرة لوجود واسطة مؤثرة لدى تلك المرأة على القاضي الذي حاكمنا.. أنهت اعترافها أمام القاضي بعدما أكدت أنها ليس لديها ما تندم عليه لكنها نادمة على خيانتها لزوجها الراحل مع اعز أصدقائه!
القاضي أمر بـ"التأجيل "..سمسارة استطاعت أن تُغيّر مجرى الأحداث في المحكمة
نشر في: 14 أكتوبر, 2011: 07:34 م