TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: رسالة الى وزير الكهرباء ..

كتابة على الحيطان: رسالة الى وزير الكهرباء ..

نشر في: 14 أكتوبر, 2011: 09:26 م

 عامر القيسي السيد عبد الكريم عفتان.. نعرف جيدا ان مجرد قبولك  منصب وزير للكهرباء، تكون  قد وضعت نفسك في تحد فشل فيه اسلافك بعد ان  صرفوا المليارات من الدولارات بين فساد مالي وسوء تخطيط وهدر مال عام بسبب عدم كفاءة ليس الوزراء فقط وانما الطاقم التنفيذي للخطط المعلنة.
 شخصيا كنت اتمنى عليك ان لاتبادر بمنح وعود وردية هي جزء من احلامك واحلامنا، وهي وعود تناقلتها وسائل الاعلام عن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني. بتوفير 16 ساعة من الكهرباء اليومية، اذا تحققت فاننا في نعيم مابعده نعيم ياسيادة الوزير، واما القول بان المستقبل القريب سيشهد الغاء القطع المبرمج فهذا يعني انك رجل المهمات الصعبة حقيقة.دورنا في الاعلام ان ندعم التوجهات الايجابية لحل المشكلات حتى يثبت العكس ، ولانك تسلمت وزارة ازمتها تشبه الازمة الامنية والسياسية في البلاد  فانك ستكون امام تحد نوعي خطير  في اثبات الوعود والعهود التي سمعنا بها ولم نجن منها غير المزيد من تدهور الوضعين الامني والكهربائي . لااريد في رسالتي هذه ان احبط هممك ومشاريعك واحلامك في خدمة المواطنين وانقاذهم من واحدة من أهم  الازمات المستعصية، لكنني كنت اتمنى عليك ان تبدأ مشوارك بالعمل الملموس الذي يؤشر الى ان الازمة في طريقها الى الحلحلة والحل، اما وأنك قد بدأت بوعود وردية، فارى انك لن ترى النوم الا لاسباب بيولوجية بحتة. فالمشوار الذي امامك ليس فنيا خالصا، ستجد امامك ياسيادة الوزير مافيات الفساد المعششة في الوزارة مع دعمها السياسي من قبل احزاب في السلطة وخارجها  وهي مافيات خطيرة لاتتورع من ارتكاب جرائم القتل من اجل حفنة من الدولارات، فان وضعت اصبعك على هذا الجرح واستطعت ان تستأصله من الوزارة ، تستطيع القول ان ابواب حل الازمة ستفتح امامك وان بمقدار بسيط  ،  وستواجه ثانيا  محاولات لعرقلة عملك وافشاله لكي لايكون " حد أحسن من حد " كما يقول المصريون .ولاني كما حال المواطنين كنّا نشهد " تبخر " الوعود والعهود ، فان امامك مهمة التعامل مع الازمة بطرق غير التي فشلت حتى الآن والبحث عن افكار جديدة والاعتماد على المخلصين من الموظفين والمهندسين والكفاءات الراقية في مجال الطاقة  وهم كثر في الوزارة لكن محاربتهم وتهميشهم كان على رأس قائمة مهام الفاسدين والمفسدين ، والتي ادت الى اغتيال البعض منهم وهجران البعض الآخر الوزارة والبلاد معا فيما  بقي البعض الآخر في ملاذات آمنة في الوزارة حفاظا على ارواحهم وارواح عوائلهم . وهذا كلام لانقوله من وهم خيالنا ، عليك ياسيادة الوزير ان تفتش فتجد ان مانقوله هو جزء من واقع ازمة الكهرباء.نعرف جيدا ان الازمة مرتبطة بالوضع العام الامني والسياسي ، لكن قبولك المنصب يعني قبولك التحدي وليس من اجل الكرسي والامتيازات ،وهذا ما لانتمناه لك ، والخطوة الاولى باتجاه النجاح هي مغادرة الكرسي والمكتب معا والانخراط بالعمل الميداني اليومي  مع تمنياتنا لك بنحقيق 24 ساعة كهرباء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram