TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل :اللواء عطا والفشل الأمني

شناشيل :اللواء عطا والفشل الأمني

نشر في: 14 أكتوبر, 2011: 09:28 م

 عدنان حسين الرد على اللواء قاسم عطا جاءه هذه المرة من واحد من أهل بيته، وليس منا نحن الإعلاميين لكي يتهمنا بأننا نتقصده أو نسعى للتقليل من شأن قدرات القوات الأمنية، فهذه المهمة تقوم بها سلسلة التفجيرات التي لا انقطاع لها، ولو كانت قدرات هذه القوات ذات شأن عظيم ما استطاع تنظيم القاعدة الإرهابي أو غيره التقليل من هذا الشأن.
بلهجة لم تخلُ من التهكّم قال عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب السيد حاكم الزامليإن لجنته "تمتلك معلومات استخبارية أكثر مما يمتلكه المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا وغيره"، مبينا أن "تلك المعلومات تم الإفصاح عنها إلى الجهات المسؤولة إلا أنها لم تؤخذ بالجدية والاهتمام".اللواء عطا انتقد يوم الخميس بلهجة قوية بعض السياسيين الذين بادروا بانتقاد أداء الأجهزة الأمنية بعد التفجيرات التي حدثت يوم الأربعاء وفي الأيام التي سبقته في العاصمة بغداد، وحاول تبرير فشل القوات الأمنية بالقول إن التفجيرات كانت محاولة من تنظيم القاعدة لإثبات وجوده والتشكيك بقدرات قوات الأمن عشيّة انسحاب القوات الأميركية من البلاد نهاية العام الحالي، وذلك بهدف زعزعة ثقة المواطن بالقوات الأمنية.وللقبول برأيه ولتعزيز الثقة بالقوات الأمنية أفاد اللواء عطا بأن هذه القوات تمكنت يوم الخميس من تفكيك سيارة مفخخة محملة بأكثر من 100 كيلو غرام من مادة سي فور( C4 ) شديدة الانفجار في منطقة الأعظمية، فضلا عن تفكيك سيارتين مفخختين يوم الأربعاء.حتى لو كان كلام اللواء عطا هذا صحيحا فان اكتشاف وتفكيك السيارات المفخخة جاء بعد فوات الأوان... بعد أن تمكن الفاعلون (تنظيم القاعدة أو غيره) من التفجير في عدة مواقع وقتل عشرات الناس وإصابة عشرات آخرين من المدنيين ومن قوات الأمن وتدمير ممتلكات عامة وخاصة.إن قيام أجهزة الأمن باكتشاف وتفكيك سيارات مفخخة واعتقال أمراء في القاعدة وغيرهم هو في صلب واجب هذه الأجهزة، وهو شيء لا يدعو إلى الكثير من الفخر والتباهي.. لكن عدم التمكن من اكتشاف السيارات المفخخة وتركها تنفجر في الناس، مدنيين وعسكريين، والممتلكات هو الفشل بعينه. وعندما تتكرر التفجيرات اليوم بعد الآخر فان الفشل يكون مركبا ومضاعفا تستحق عليه الأجهزة الأمنية وقياداتها اللوم من السياسيين والناس العاديين.الاعتراف بالفشل ليس فقط فضيلة وإنما هو أيضا قطع نصف الطريق إلى النجاح، والفشل الأمني واضح كل الوضوح يدفع الناس ثمنه دماً وممتلكات. ولن ننجح في دحر القاعدة وسواها ما لم نقرّ بوجود الفشل، وهو فشل يعود إلى عشرات الأسباب، أولها نظام المحاصصة وآخرها عدم وجود قيادات في الأجهزة الأمنية تعترف بالفشل إذا وقع، وبالخطأ إذا حدث.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram