 عن : نيويورك تايمز بعد هجمات الأربعاء الدامية التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين، كان الشيء الملفت للنظر هو أن ما حدث بدا شيئا طبيعيا، فعلى مدى ثماني سنوات اعتاد العراقيون على الإخلاء واستئناف الحياة بعد أعمال العنف التي تكاد تنتزع العواطف والآلام وتوقف الحياة العملية لو أنها حدثت في بلدان أخرى. هذه المشاهد تبدو مألوفة وتدل على قدرة المتمردين. يتساءل عماد كريم،
 صاحب المخبز الذي افتتح مخبزه بعد ساعات من الهجوم وبعد أن رافق احد العاملين إلى المستشفى لإصابته في عينه، "ماذا يمكن للعراقيين أن يفعلوا؟ هذه هي حياتنا وعلينا أن نحياها كل يوم" و سرعان ما أصلح السقف المتضرر و قدّر خسائره بحوالي ألفي دولار. عند الزاوية كان محل الحلاق مفتوحا، وثلاثة رجال يجلسون عنده بلا عمل وهم يدخنون ويحتسون الشاي. في الشارع كان رجل يكنس قطع الزجاج المتكسرة، و سيارة سابا صفراء –الرخيصة الإيرانية الصنع التي تغزو أسطول سيارات الأجرة في بغداد– يتصاعد منها دخان بعد إخماد النار فيها، ورافعة ترفع عاملا يصلح مصباح الشارع خارج البوابة الرئيسية لمركز الشرطة الذي كان هدفا للهجوم.قال احد رجال الشرطة "بعد ساعتين عادت الحياة إلى طبيعتها"، رجل آخر يرتدي (تيشيرت) مكتوبا عليه "عملية الفجر الجديد" دون أن يعلم بان هذه العبارة كانت الصفحة الأخيرة للمهمة العسكرية الأميركية في العراق، وعندما أخبرناه بذلك قال ضاحكا "هل هذا صحيح؟ سأحرقه إذن". رجل آخر فتح أزرار قميصه ليرينا آثار أطلاقات نارية تعرض لها قائلا بأنه لا يصدق أن سيأتي يوم يتحرر فيه وطنه من الهجمات الإرهابية مع وجود الأميركان أو بدونهم، سيستمر العراق بالتعامل مع هذه الأحداث"، ثم جاء رجل ودعا المراسل إلى بيته. اعتذر الرجل -رافد قرياقوس، صائغ مسيحي- عن عدم تقديم شيء لضيفه حتى ولو قنينة ماء. لقد فقد كلبه في الهجوم، وأشار، وهو يقف وسط الأرضية المليئة بقطع الزجاج المتناثر، إلى صورة للسيدة مريم العذراء قائلا "هذه التي أنقذت حياتي!". اشتكى أصحاب المحال من قصور القوات الأمنية وابدوا شكوكهم من دعم دول الجوار للأعمال الإرهابية في العراق. ترجمة: المدى