بغداد/ قيصر البغداديتجربة فتح الدراسات المسائية قبل عشرين سنة مضت في الجامعات العراقية، وجد فيها الكثيرون فرصة لإكمال الدراسة الجامعية خصوصا من كبار السن الذين لم تسمح لهم الظروف بمتابعة دراستهم الجامعية أو من الطلبة الذين فشلوا في الحصول على مقاعد دراسية فالتحقوا مجبرين بالجيش العراقي البعض أستطاع إكمال دراسته الجامعية والحصول على وظائف بينما أكمل بعضهم الدراسات العليا ليكون بذلك قد حقق ما عجز عن تحقيقه في بداية حياته.
وفي السنوات الأخيرة ولاسيما بعد 2003، تذبذب الدوام المسائي بسبب الظروف الأمنية في البداية ثم إلحاق طلبته بالدوام الصباحي ليزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للجامعات والأساتذة والطلبة أيضا، وبعد استقرار الوضع الأمني خلال السنتين الماضيتين، عاد الدوام المسائي لينتظم في جميع الكليات تقريبا رغم إنه صار يبدأ وينتهي ظهرا، ومابين مشجعين للدوام المسائي ومعارضين، تباينت آراء الطلبة والأهالي، فمنهم من أعتبره يسيء للمستوى التعليمي بشكل عام بينما أيد آخرون الفكرة على إنها تتيح فرصا جديدة للعديد من الشباب من الذين يحلمون بإكمال دراستهم الجامعية. الطالب (منتصر كامل) من كلية القانون/ المرحلة الرابعة يقول: تعد تجربة الدراسة المسائية خطوة داعمة لطموحات وأحلام الشباب، فأنا لم أحصل على معدل يؤهلني لدخول كلية القانون التي أرغب بها فاضطررت للانتساب الى أحد المعاهد الصباحية وعندما أكملت دراستي تقدمت للقبول في كلية القانون في الدوام المسائي حيث كانت المعدلات المطلوبة قليلة نسبيا، وفعلا تم قبولي واستطعت النجاح رغم صعوبتها، أنا أرى بان معدل الطالب الذي يحصل عليه في البكالوريا ليس مقياسا لمستواه فقد يحصل الطالب على معدل عال ويقبل في كلية الطب أو القانون ثم يفشل، فالبكالوريا هي سنة تخضع للكثير من الظروف والضغوطات التي قد تتسبب في هبوط معدل الطالب بينما هو يمكنه أن يكون شخصا نافعا في المجتمع ويحصل على اعلى الشهادات. ويؤكد منتصر رغبته باكمال دراسته العليا بعد التخرج ومنافسة طلبة الدراسات الصباحية.أما في ما يخص الملاكات التدريسية، فقد أبدى البعض تحفظا في ما يخص التجربة المسائية، ورفضها البعض رفضا قاطعا رغم قيامهم بالتدريس لطلبة المسائي، حيث قالت التدريسية (تحرير الكناني) الجامعة المستنصرية: أقوم بالتدريس لطلبة الصباحي والمسائي في وقت واحد وأجد أن طلبة المسائي يتعاملون مع الموضوع بلا اهتمام وكأنهم يستطيعون الحصول على الشهادة بسهولة بنقودهم، والمشكلة إن بعضهم كبار في السن، أي أننا نشعر بأنهم أهل للمسؤولية وإنهم جاءوا واقتطعوا من وقتهم ووقت عائلاتهم الكثير ليحصلوا على شهادة أفضل تضاف الى سعيهم للحصول على وظيفة أو مستقبل أفضل بينما نصطدم بمستوياتهم، وبعضهم يكون قد نسي حتى كيفية الدراسة أو فقد قدرته على هضم المواد لذا نجد نسبة التاركين للدراسة في المراحل الأولى خصوصا كثيرة..وأكد الدكتور (رفيق التميمي) تدني مستويات طلبة المسائي خصوصا الذين استطاعوا الانتقال إلى الدوام الصباحي من خلال الوساطات أو بسبب الظروف الأمنية، وأضاف: بالطبع لا يمكن الحكم بشكل عام، فهناك بعض الطلبة الجيدين من الذين لم تؤتهم الفرصة للحصول على معدلات مناسبة للقبول في اختصاصات يرغبون بها في الدوام الصباحي فانتسبوا إلى المسائي واستطاعوا تحقيق أهدافهم وبعضهم أكمل دراسته العليا. وطالب الدكتور التميمي وزارة التعليم العالي بسن ضوابط تأخذ بعين الاعتبار مستوى الطالب الدراسي ومعدله لقبوله في الدوام المسائي وأن لا تتدخل الوساطات والظروف في ذلك حيث إن الخريج يمثل نواة في المجتمع وعنصرا فاعلا في عملية بنائه. بينما شكا بعض طلبة المسائي من عدم إيلاء الاهتمام الكامل من قبل الوزارة بطلبة المسائي وإن الأساتذة القائمين على التدريس هم من الخريجين الجدد حيث قالت الطالبة (مي عبد الرزاق): الخلل ليس في الطلبة فقط، بل إن الأساتذة القائمين على تدريس طلبة المسائي هم من حملة الشهادات الجدد الذين لا يمتلكون خبرة طويلة وبعضهم حصل على الشهادة بالمصادفة أو بظروف معينة خلال حكم النظام السابق، وحتى الجيدين منهم لا يأخذون طلبة المسائي على محمل الجدية فتغيب الأساتذة والطلبة يشكل لنا مشكلة في متابعة الدروس، إضافة الى قلة توفر الظروف الملائمة مثل خطوط النقل وغيرها، معاناتنا أكبر من معاناة طلبة الصباحي ولكن لا يوجد من يولينا الاهتمام. وأكدت الطالبة مي ارتفاع أجور الدراسة المسائية التي باتت تشكل عائقا لمن يمتلك الطموح بإكمال دراسته الجامعية.وطالب بعض الطلبة بتوسيع الدراسات المسائية وأخذها بعين الاعتبار كونها لا تختلف في مناهجها وجديتها عن الصباحية رغم وجود بعض الخلل الذي أشار له الطالب (نور هادي) قائلا: استطعت إكمال دراستي العليا رغم كوني خريج دراسة مسائية وكنت من المتفوقين لكن المشكلة إن بعض الطلبة ينجحون بـ(الكوترا) بينما نبذل جهدا نحن الذين نتعامل مع الموضوع بجدية، وذلك بسبب تهاون بعض الأساتذة مع الطلبة وقبولهم للأعذار والهدايا وغيرها وأظن أن المتضرر في كل ذلك هو المجتمع في حالة فشل الخريج في عمله، وعلى الدولة أن لا تنظر إلى الموضوع على انه مادي فقط بل تحسب حساب هذا العدد الهائل من الخريجين وهل يمكن توفير وظائف كافية لهم؟
حلبة الديوك.. الخصومة تتسع بين الصباحي والمسائي في الجامعات العراقيّة
نشر في: 15 أكتوبر, 2011: 05:53 م