اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ما الذي تبقّى من ثقافة الأطفال؟

ما الذي تبقّى من ثقافة الأطفال؟

نشر في: 15 أكتوبر, 2011: 05:59 م

خليل الربيعييعد العراق من أكثر الدول في المنطقة التي ركزت مبكراً على أدب الأطفال سرداً وشعراً وصحافةً ونقداً ودراسةً. فقد اهتم بالطفل من مرحلة الروضة حتى مرحلة الفتوة والمراهقة، فرسمت مجموعة من البرامج والمخططات التنموية للنهوض بالطفل العراقي، واهتمت بجوانبه السيكولوجية والاجتماعية والتربوية والأدبية والعلمية.
ومن المعلوم إن أدب الطفل في العراق ظهر في أوائل عشرينيات القرن الماضي حيث صدرت مجلات مثل (مجلة التلميذ) وغيرها بالإضافة إلى محاولات وكتابات كثيرة مخصصة للأطفال لكنه لم يظهر بشكل حقيقي وفعال إلا في أواخر الستينيات من القرن العشرين بصدور مجلة "مجلتي". وبعد ذلك، اتبعت هذه الصحيفة بجريدة "المزمار" التي كان لها صيت واسع داخل البلاد وخارجه. ومن هذه الفترة، انطلق أدب الأطفال في تطوره مداً وجزراً حسب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وعليه، فقد سار أدب الأطفال في العراق عبر مجموعة من المسارات الفنية والجمالية: كمرحلة الترجمة، ومرحلة التأليف، ومرحلة التجريب، ومرحلة الإبداع، ومرحلة التأصيل. وبعد التغيير السياسي الذي شهده العراق بعد سقوط النظام المباد.. شهد أدب الأطفال كما هو الحال في مرافق الحياة الأخرى تراجعاً ملحوظاً في إصدارات ثقافة الأطفال من حيث الكمية وليس النوعية لوجود أدباء ورسامين متخصصين في أدب الطفل جل اهتماماتهم هو النهوض بواقع الطفل العراقي.. وهم يمارسون هذا التخصص منذ عقود...ولكن المشكلة تكمن في عملية انسيابية المطبوع من خلال الدار الرائدة في مجال ثقافة الطفل إلا وهي دار ثقافة الأطفال التابعة إلى وزارة الثقافة.. هذه الدار التي تناضل وتجاهد من اجل النهوض بمستوى الثقافة الإبداعية للطفل في العراق.. ولكن..فكأن وزارة الثقافة تتعمد في إحباط العمل الثقافي والإبداعي لهذه الثلة الخيرة من المثقفين ومن المبدعين في مجال ثقافة الأطفال لاسيما ان دار ثقافة الأطفال هي من الدور العريقة والرائدة في مجال الإصدارات الخاصة بثقافة الطفل في الوطن العربي والشرق الأوسط.. فمعاناة هذه الدار تكمن من خلال طموحات مكبلة في أكبال الموازنة وعدم التخصيص المالي من قبل وزارة المالية،علماً بأن الدار تتعامل حسب ضوابط وقوانين النظام المباد كأجور للتعضيد ومكافآت الكتّاب والرسامين مما أدى إلى عزوف الكثير من الأدباء والمبدعين من التعامل مع الدار.. لاسيما أنها لا تتمكن من طبع عشرة منشورات خلال السنة الواحدة وهي التي كانت مطبوعاتها تصل إلى (100) مطبوع سنوياً في ثمانينيات القرن الماضي.. وكل ذلك بسبب عدم وجود تخصيص مالي للمطبوع وعدم وجود أجور مجزية للكاتب والرسام.. وعدم وجود دار للتوزيع لإيصال المطبوع إلى اكبر عدد ممكن من القراء.. وعلى الرغم من أن ثقافة الطفل هي من أهم الثقافات في العالم المتحضر.. فلا نعلم ما هي الرؤية من وراء هذا التضييق الخانق لثقافة الطفل.. وهل يمكن أن تترك ثقافة الطفل من دون رعاية والى متى؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram