رعد العراقي لا اعرف بالضبط الى اين ستذهب بنا الفلسفة الجديدة التي هبطت على بعض الزملاء الصحفيين عندما اكتشفوا وسيلة مبتكرة لقلب الوقائع وتجريد النقد البنـّاء من كل اسلحته الفعالة في تشخيص مواطن الضعف في الساحة الرياضية العراقية .
انقلاب خطير في ادوات العمل المهني بقصد او من دونه عندما تفرض على القراء سياسة جديدة عنوانها (الأنا) وعرض البطولات الوهمية وامجاد افتراضية نسمع بها ولا نلمس أي فعل حقيقي لها فتتحول الساحة الصحفية من منبر التصحيح والتشخيص الى مقهى لسرد الحكايات والإسقاط لكل من اراد ان يقترب من حقيقة ما يجري في اروقة الصروح الرياضية التي باتت بالفعل مدججة باقلام لا تسمح لأحد بالاقتراب منها! قبل ايام قرأت مقالاً للزميل اياد الصالحي في صحيفة (المدى) يشير فيه الى قضية في غاية الاهمية تتعلق بهجمة شرسة على اتحاد كرة القدم ومحاولة البعض انتهاج اسلوب التشهير والاستهداف الشخصي من خلال التحري عن الاموال وكيفية انفاقها بينما ان هناك الكثير من الغموض وغض الطرف عن اتحادات اخرى ...! وهو بذلك اراد ان يعيد للعمل الصحفي دوره الحقيقي من دون الانجرار وراء صراعات انتقامية وتحويله الى هيئة رقابة وتدقيق مالية ! لكنه بذات الوقت استثنى الزملاء من ذوي الخبرة والدراية في كشف العلل من دون استخدام اسلوب التشهير المقيت. لكن يبدو ان الزميل اياد الصالحي وهو مشغول بعرض قضيته كشف اسراراً جديدة عن وجود خيوط خفية تحرك بعض الاسماء الصحفية التي تتخذ من الابهار والعناوين الرنانة والهجوم الشخصي وسيلة للوصول الى مآربها المعروفة! تفاجأت كثيراً حينما وجدت ان هناك من لا يرغب بوضع نفسه في خانة اصحاب النقد البناء فخلع رداء الخبرة وسارع الى تبرئة ساحته وكأنه يرتضي ان يكون له مكان بين الاقلام التي غزت الصحافة الرياضية والتي اشار اليها مقال (المدى) على الرغم من ان اللغة كانت واضحة جدا وسهام النقد موجهة نحو اهدافها بدقة ولا تحتاج الى الكثير من التفكير والرؤية لمعرفة من هم الذين يمارسون حملات عشوائية بصحفهم او من خلال المنتديات الكروية باسلوب اقرب الى (الفزعات) ولغايات شخصية بحتة لا تقبل الجدل! هناك الكثير من التناقضات الغريبة والقفز على الحقائق لم يكتف اصحابها بايضاح وجهات النظر والدفاع عن النفس على الرغم من عدم وجود أي اتهامات لهم ! لكنهم حاولوا ان يخلطوا الاوراق ويستعرضوا امجادهم وتارة باظهارهم الحرص على ان تكون اقلامهم مشرعة لتشخيص كل مواطن الفساد في أي ركن من اركان الرياضة العراقية من دون استثناء مع اننا لم نلمس له هذا الاتجاه سابقا !في زحمة ذلك تناسى هؤلاء بان هناك من يستشف ما بين السطور ويمسك بالنوايا حتى وان كانت مخفية في وسط بهرجة المعاني لنكتشف سريعا بان الكاتب استغل الموضوع لاجل النفاذ من محنة تعهده بكشف أي خلل في كل المؤسسات الرياضية حتى وان كان في الوزارة او اللجنة الاولمبية بعد ان اختار نشر مقاله في صحيفة رسمية لا يخفى عن الجميع جهة اصدارها وهي اولى السقطات التي وقع بها لاننا بالتأكيد سوف ننتظر ما يخط رياعه من نقد يكشف به ما يجري في الاتحادات الرياضية وداخل اللجنة الاولمبية بقلب لا يرتجف حتى وان امتدت اليه حبال من مسد شرط ان نستمتع بقراءتها بذات الصحيفة التي تشرّفت بمقاله العتيد!
رأيك وأنت حر :(فزعات) النقد!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 15 أكتوبر, 2011: 07:45 م