TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين :السوري واليماني

عين :السوري واليماني

نشر في: 15 أكتوبر, 2011: 08:55 م

 عبد الخالق كيطان لم أشك للحظة في أن يثبت الرؤساء: معمر القذافي، علي عبد الله صالح وبشار الأسد على مواقفهم لحظة اندلاع مظاهرات الربيع في بلدانهم. لقد كانت سرعة استجابة الرئيسين، التونسي والمصري، كفيلة بدغدغة مشاعر البعض في أن الأنظمة الديكتاتورية الجمهورية ستنهار بسرعة بعد ذلك، ولكن تاريخاً طويلاً من القمع المنظم في ليبيبا واليمن وسوريا كفيل بأن يجعل المراقب لا يتوقع من هذه الأنظمة
 إلا ما يراه على شاشات التلفزة يومياً من مذابح يندى لها جبين الإنسانية ترتكب باسم الوطنية والقومية ومحاربة الاستعمار والامبريالية والمؤامرات الخارجية وتنظيمات القاعدة الإرهابية!السيناريو ذاته يتكرر بصورة لافتة، والزعماء الثلاث يتمسّكون بكراسيهم بطريقة لا سابق لها إلا في العراق. وإذ سقط القذافي، بقوّة التدخل الخارجي، كما سقط صدام من قبلهم بالقوّة ذاتها، فإن صالح يناور ويناور بمكر ثعالب، ويصرّ الأسد على أن الموضوع برمّته ليس أكثر من "مؤامرة خارجية"، هكذا سترتكب المزيد من المجازر، وسيجري المزيد من الدم، والشعبان العربيان في اليمن وسوريا أمام خيارين كلاهما مرّ علقم: الاستمرار بالتظاهر، وبالتالي القبول بما يرسله جنود السلطة من صواريخ ورصاص، أو توجيه دعوة للغرب كي يتدخّل على غرار ما حصل في العراق، أو بلهجة أكثر قبولاً اليوم على غرار ما حصل في ليبيا. علي عبد الله صالح فاجأ الجميع بمناوراته التي امتدّت لشهور. فهو يقبل، على سبيل المثال، بالمبادرة الخليجية حيناً، ثم يدير لها ظهره لمّا يقبل فرقاء العملية السياسية بها. وحين يجد أن هؤلاء يضيّقون الخناق عليه يعود ليستنجد بالمبادرة من جديد. لعبة كرّ وفرّ ساذجة وغبية يعتقد أنها ستديم بقاءه في السلطة. متى يفهم السيّد صالح أن تاريخ صلاحية نظامه قد انتهى: يمانياً وعربياً وإقليمياً وإسلامياً ودولياً؟ هل ينفعه ذلك التلويح المتكرر بتنظيم القاعدة؟ لماذا لم يع الدرس الذي حدث أمامه في ليبيا؟ ألم يكرّر القذافي مراراً وتكراراً الحديث ذاته عن تنظيم القاعدة؟ وماذا كانت النتيجة؟ تحالف دولي أطاح به ولم يستمع إليه بهذا الخصوص.وفي سوريا، يستمرّ الإعلام السوري في تصوير المظاهرات الشعبية هناك بوصفها مؤامرة خارجية. فهو لا يكاد يوفر دولة لم يتّهمها، اللّهم باستثناء: إيران، لبنان والعراق (ولا داعي لذكر أسباب ذلك لأنها صارت معروفة للجميع). هذه الحشود من البشر التي لم تملّ من التظاهر، والتي جرّبت أنواعاً من الاحتجاج السلمي قوبلت بالرصاص في كلّ مرّة تخرج فيها إلى الشوارع. أقيمت مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن (وربما في العراق وتمّ التعتيم عليها باتفاق الطرفين العراقي والسوري)، ومع ذلك يصرّ هذا النظام على أن الأمر كلّه مجرد مؤامرة هدفها "دولة الصمود والممانعة والمقاومة"... يا إلهي.. متى تنتهي هذه الأسطوانة المشروخة المقرفة؟رؤساء من هذه العيّنات لا يحق لهم قيادة بلداننا ونحن نعيش في قرن ما بعد الحداثة. هذه العيّنات مازالت لا تعي شيئاً من لائحة حقوق الإنسان التي مضى عليها عقود طويلة من الزمن.. فكيف تريد هذه العينات أن يصدّقها الناس وهي تردّد هذه الأيام رغبتها بالحوار مع تيارات المعارضة؟ هذه العيّنات، السورية واليمانية، لولا الفضائيات والموبايلات واليوتيوب والانترنت وما إليه من وسائل الاتصال الحديثة، لقامت بما قام به صدام في ثمانينيات القرن الماضي: ضرب للشعب الأعزل بالأسلحة الكيمياوية ومقابر جماعية... النظامان السوري واليماني عليهما أن يفهما أن صلاحيتهما في الحكم قد انتهت. رجاءً وفّروا دم الناس في بلديكما..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram