TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :ليكليكس

نص ردن :ليكليكس

نشر في: 15 أكتوبر, 2011: 08:56 م

 علاء حسن مفردة "ليك " في اللهجة العامية تعني الخرق بكل أشكاله وانواعه واصنافه ، وهي ليست لها علاقة بالموقع الالكتروني "ويكيليكس" الذي شغل الدنيا والناس والحكومات واجهزة المخابرات الدولية والاقليمية .
الـ "ليك" العراقي يتمثل بالخرق الامني المتكرر ومن خلاله تمكن الإرهابيون من تنفيذ عملياتهم الاجرامية الاسبوع الماضي في العاصمة بغداد ، وعلى خلفية ذلك صدرت تصريحات من مسؤولين وقادة أمنيين ، اكدوا فيها وجود "ليكليكس " داخل الاجهزة الامنية ، فوكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات ، اعلن سعي الوزارة لمعالجة الخرق "الليك " في اقرب وقت ممكن ، ومعاقبة المقصرين، ثم احالتهم للقضاء ، وقبل ايام قليلة من حوادث يوم الاربعاء الماضي قال عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي ان لجنته تشعر بالقلق الشديد لحصول خرق داخل جهاز المخابرات، ونتيجة ذلك اغتيل ستة ضباط من الجهاز في احياء متفرقة من العاصمة ، واكد ان قيادة القوات المسلحة عازمة على معالجته اي "الليك " داخل الاجهزة الامنية.الاعلان عن وجود "الليك " داخل اجهزتنا الامنية يعطي مؤشرا واضحا على انها بحاجة الى تطهير وتخليصها من العناصر المندسة المرتبطة بجماعات ارهابية ، وما يؤكد ذلك ان تصريحات بعض النواب ، وبعد اي حادث يتهمون حزب البعث المنحل وتنظيم القاعدة بتنفيذه ، وهؤلاء النواب يعلمون بان معظم  القادة الأمنيين ، كانوا مشمولين باجراءات اجتثاث البعث ، وبقرار من رئيس الحكومة تم توقيف اي اجراء ضدهم ، بعد ان اثبتوا ، كما قيل ،ولاءهم الوطني وقدرتهم على ادارة الملف الامني بمهنية عالية ."ليكليكس" الملف الامني من المتوقع ان يتوسع ، وقد يصل الى ضباط كبار ، في ظل انعدام الخطوات العملية لمعالجة الخرق ، وتصاعد التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الاطراف المشاركة في الحكومة ، فبعد مرور ساعات على احداث يوم الاربعاء الماضي ، اتهم النائب عن ائتلاف دولة القانون عمار الشبلي جهات سياسية بالوقوف وراء اثارة العنف في البلاد ، وذكر ان الاجهزة الامنية عثرت على صواريخ واجهزة كاتمة للصوت في سيارة احد النواب ، وبذلك اشار النائب الى خرق اخر لايقل خطورة عن "ليك" الاجهزة الامنية. اصحاب القرار والمقربون منهم ، يرفضون كشف المتورطين بالخرق الامني ، وتصريحاتهم بهذا الشأن جعلت عناصر الاجهزة الامنية يشعرون بان هناك "علاسة " داخل صفوفهم ، ربما حملوا رتبا عسكرية عالية ، او احتلوا مواقع مهمة في ادارة الملف الامني ، وعندما يشعر رجل الامن بان الخرق يستهدف حياته ، فانه يبقى يخاف حتى من ظله ، ويعجز عن تنفيذ واجباته .من يتحدث عن الخرق وتورط جهات سياسية بإثارة العنف عليه ان يشخص المتهمين بالأسماء ، ويقدم الأدلة الأكيدة ، واذا كان عاجزا عن هذه المهمة فليتجه الى موقع ويكيليكس ليزوده بالمعلومات ، وبعد ساعات لا اكثر سيعلن الموقع الالكتروني بالوثائق فضيحة "ليكليكس" عراقية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram