TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: الشعب ليس غبياً

كتابة على الحيطان: الشعب ليس غبياً

نشر في: 15 أكتوبر, 2011: 09:14 م

 عامر القيسيالشعب ليس غبياً، هذه حقيقة نريد أن نلقمها في رؤوس السادة المسؤولين في حكومتنا الميمونة، لأنهم يعتقدون عن يقين كما يبدو أننا مجموعة من المواطنين لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم، لذلك يمطروننا يوميا بعشرات التصريحات الفضائية المخالفة والمتناقضة تماما مع الواقع المعاش ومعطياته التي نعاني منها. فالأمن مستتب، بل إن الوضع الأمني في العراق أفضل منه في كل البلدان المحيطة بنا وغير المحيطة، وكأننا لا نكتوي يوميا بكل أنواع "الخروقات" الأمنية من تفجيرات إلى اغتيالات الكاتم إلى انتشار عصابات الجريمة المنظمة، ويقولون فوق هذا إن الوضع الأمني مستتب وان السيطرة مطلقة!
 وتعاني مؤسسات الدولة كافة من آفة الفساد المالي والإداري، وتضعنا منظمة الشفافية العالمية في ذيل قائمة الدول الغارقة بالفاسدين والمفسدين ومع ذلك يقول المسؤولون إنها تقارير مبالغ فيها وإننا نتخيل ونتوهم ونلتقط أخبار المتصيدين في الماء العكر في هيئة النزاهة العراقية وان علينا أن لانصدق أبدا أن عقدا ب مليار و700 ألف دولار للكهرباء كادت أن تذهب من المال العام لولا محاسن الصف او فضول الوطنيين!! وعلينا أيها السادة أن نصدق أن لنا حكومة شراكة وطنية حقيقية  وان العلاقات بين القوى السياسية مثل سمن على عسل كما تقول لنا الحكومة، وان لا نصدق أبدا الشتائم المتنوعة الأشكال والأصناف والاتهامات المتبادلة بين أبناء البيت الواحد، ومحاولات التسقيط السياسي التي تجري على رؤوس الأشهاد كما يقال علنا وان نعتبر أن نشر الغسيل الوسخ هو عمل من أعمال الحساد والحاسدين ممن لا يروق لهم ما نحن فيه من سعادة وهناء! علينا أيها السادة أن نصدق أن بلادنا لا تحتاج إلى أي نوع من أنواع التغيير بعد أن غرست عربة العملية السياسية في مستنقع المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية المقيتة، وان رياح الربيع العربي ما هي إلا أضغاث أحلام الخونة والمارقين وتجار السياسة وان أبواب العراق موصدة أمامها برتاجات لا تهتز من لعب "العيال" الذي تمارسه شعوب المنطقة. علينا أن نصدق أن نتائج اجتماعات القادة كانت ناجحة 100% وان لا تذهب أفكارنا وراء المندسين الذين سربوا من أن القادة دخلوا الاجتماع  لحل مشكلة واحدة فخرجوا وفي جعبهم سبع مشاكل الواحدة "اقمش" من الأخرى!! علينا أن نصدق مسؤولينا الكرام من أننا في بحبوحة من العيش وان حسّادنا لا ليلهم ليل ولا نهارهم نهار وهم يروننا نرفل بالعز والسعادة فيما هم يندبون حظهم العاثر لأنهم ليس في سفينتنا التي يقودها محترفو سياسة وفكر وفن وفلسفة!! في كل ازمة يخرج علينا أصحاب الربطات الأنيقة ليبشرونا بان الأزمة في طريقها إلى الحل، ثم نكتشف نحن عباد الله، من أن الأزمة تكبر وتتضخم وتلد لنا في طريق كرتها الثلجية عشرات الأزمات الأشد تعقيدا من الأزمة الأم. لا أحد يدري لماذا يتعاملون معنا بهذه الطريقة الاستخفافية، طريقة يستخفون بها بعقولنا ونباهتنا وما قيل عنّا بأننا "مفتحين باللبن" والآن أيها السادة أصبحنا بعد تجاربنا المريرة معكم "مفتحين بالتيزاب" فلا تستخفوا بنا أكثر من هذا، لأننا لسنا شعبا غبيا إلا إذا كنتم تعتبروننا مثلكم!!  rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram