علاء المفرجي أبو ظبيحضرت السينما المغربية بقوة في دورة المهرجان الخامسة من خلال أسماء مهمة فيها قدمت أفلاما ربما ستدخل حومة الصراع على الجوائز كما توقع عدد من النقاد هنا.. فبعد غياب أكثر من سبعة أعوام وتحديدا منذ إخراج فيلمه المهم (الملائكة لاتحلّق فوق الدار البيضاء)
الذي أخرجه عام 2004 ونال فيه عدداً من الجوائز في مهرجانات سينمائية مهمة، يقدم المخرج محمد العسلي فيلمه ( أيدٍ خشنة ) ، والفيلم الثاني كان للمخرج فوزي بن سعيدي حمل عنوان (موت للبيع). أما الفيلم الثالث فكان للمخرج هشام العسيري الذي يحمل عنوان (النهاية) وهو التجربة الروائية الثانية له.ففي أيد خشنة يقدم العسلي مشهدا بانارومياً للمدينة ( الدار البيضاء ) راصدا ملامحها من خلال رغبات وأحلام مستحيلة وأيضا من خلال علاقات حميمة تحاول أن تمتص حالات الانكسار.. تفاصيل كثيرة يعرضها المخرج تحاول بمجموعها أن تقدم لوحة متكاملة للمدينة ولنموذج من المجتمع المغربي ، السلطة حيث تهرم ، أحلام الهجرة المجهضة، علاقة عاطفية تتشكل بهدوء. حلاّق بشخصية قوية يقحم نفسه في عوالم ليست له لكنه يحاول أن يجد له مكانا فيها، يتنقل مع عازف قانون عجوز في بيوت الوزراء والمسؤولين وأصحاب السلطة ليمارس مهنته الحلاقة ، وليمارس معها تمشية معاملات البسطاء لقاء مبالغ مستغلا علاقاته التي توفرها مهنته، ثم المعلمة الشابة التي تلجأ لطرق ملتوية للحصول على طلب الهجرة للالتحاق بخطيبها في إسبانيا. وشخصيات أخرى تدور حول المحور نفسه.. إنه فيلم عن الناس والمكان ، عن الرغبات المستحيلة..الفيلم الثاني ( موت للبيع ) يغوص فيه المخرج بن سعيدي في قاع المجتمع المغربي في ميناء تطوان من خلال ثلاثة شبان ترسم حياتهم ظروف اجتماعية بائسة للتتقاطع مصائرهم في النهاية.. وفي لغة سينمائية رائعة يسرد سعيدي طبيعة البؤس والعلاقات الخطرة في وسط يتجلى منه الموت في كل شيء، عصابات منظمة ، المخدرات ، الجنس، ثم الصفقات المريبة. وهي الكليشيهات التي تناولها بن سعيدي في أفلامه السابقة ،ومنها ( ألف شهر) و ( ما أجمل العالم). وهو يقف أيضا عند حواضن التطرف والإرهاب ويعرضها بطريقة غير تقليدية.في فيلم (النهاية) يختار العسيري الدار البيضاء أيضا مكانا يقدم من خلاله موضوعه ، ولكن من خلال أجواء قاتمة ولامعقولة تتحرك فيها شخصيات فيلمه هذا.الأفلام العراقية حضرت هذه المرة من خلال منحة (سند) الذي أطلقه المهرجان العام الماضي، ويقدم منه المخرجان فيلما وثائقيا حمل عنوان (في أحضان أمي).. يتناول الفيلم معاناة شخص في إيجاد مكان يخصصه دارا للأيتام، ومن خلال رحلته لتوفير متطلبات هذا العمل الإنساني يصطدم بصعوبات هي نتيجة طبيعية لبلد استنزفته الحروب والمشاكل على مدى عقود من الزمن..أسهم الأبطال الحقيقيون لهذه القضية في تجسيد تفاصيل موضوع الفيلم، الذي حا ول أن يلقي ضوءا على الآثار السلبية للحروب والنزاعات الأهلية على جيل كامل من الناس، وأيضا إلى لفت الأنظار إلى ظاهرة تزايد عدد الأيتام في العراق.ضمن عروض المهرجان قدمت أفلام في عرضها العالمي الأول، ومن هذه الأفلام فيلم المخرج مايكل برانت "الدوبلير" الذي قدم ضمن قسم "عروض السينما العالمية" في هذا الفيلم يمنح مايكل برانت سينما الجاسوسية بعض الحبكات الجديدة. عبر قصة القاتل السوفييتي الأسطوري «كاسيوس» الذي يظهر من جديد لتبدأ المخابرات الأمريكية بتعقبه والقبض عليه. إنها لعبة القط والفأر التي لدى الجميع فيها ما يخفيه، وما يخسره أيضاً.كما شهد تقديم فيلمين آخرين في عرض عالمي أول، فضمن "مسابقة الأفلام الوثائقية" قدم فيلم "إل غوستو" (المزاج) إخراج صافيناز بوصبايا الحائز على منحة "سند"أيضا، والذي يأخذنا إلى مدينة «القصبة» في الجزائر ويستعرض النمط الموسيقى «الشعبي» الذي أسسه الراحل الحاج محمد العنقاء والممتزج فيه الميراث الموسيقى الأندلسي والبربري والأناشيد الإسلامية، بما يشكل روح القصبة نفسها والتسامح والتعايش والحب والفرح في جزائر الخمسينيات، وفي الوقت نفسه تسرد حكاية التحولات التي شهدتها الجزائر طوال ما يزيد على نصف قرن.ويأتي العرض العالمي الأول للفيلم الأمريكي "على شفير الحب" إخراج سام نيف، المشارك في "مسابقة آفاق جديدة"، في لقطتين فقط تمتد كل منهما زهاء 45 دقيقة يقدّم عبرهما الأمريكي سام نيف، مؤلفاً ومخرجاً، سرداً أقرب ما يكون إلى الفيديو المنزلي، لمنح الشخصيات بعداً شديد الواقعية، ترتسم من خلاله قصة حبّ ثلاثية محورها ساشا وميا وكايل الذين يختبرون معاً معنى الحبّ والعلاقة، ونهاية الحبّ أو تحوّله إلى شيء آخر.
في مهرجان أبوظبي السينمائي.."موت للبيـع"و"وأيدٍ خشنة"تألّق مغربي
نشر في: 16 أكتوبر, 2011: 07:01 م