TOP

جريدة المدى > سياسية > صـراع الكتـل السـيــاسـيــة إلـى أيـــن؟

صـراع الكتـل السـيــاسـيــة إلـى أيـــن؟

نشر في: 16 أكتوبر, 2011: 09:09 م

بعد فصل تشريعي شابه الكثير من التقصير في عمل مجلس النواب، بدا واضحا أن العملية السياسية في العراق مقبلة على العديد من الأزمات الجديدة، ويبدو أن التراكمات الكمية والنوعية للأزمات السياسية التي يشهدها العراق عصية على الحل وفق المعطيات الموجودة على الأرض،
ويمكن القول إن الخارطة السياسية ستشهد تغييرات جذرية لدى بعض الكتل، وبالتالي سنشهد اصطفافات سياسية جديدة وفقا للمصالح وتوازنات القوى.ويبدو أن اللاعب الرئيس في تلك التغييرات يتحرك بمستويين؛ خارجي والمتمثل بدول الجوار وتحديدا إيران والسعودية، وربما تمتد الجغرافية أوسع من ذلك، يضاف إلى ذلك اللاعب الرئيسي والضامن للعملية السياسية كما يراه البعض وهي الولايات المتحدة الأميركية، التي تواجه الآن مأزقا حقيقيا مع شركائها فيما يخص بقاء جزء من قواتها وما يتعلق بموضوع الحصانة القانونية، والمستوى الآخر تتلاعب به الكتل السياسية صاحبة النفوذ الكبير، ومن الواضح إن الصراع الداخلي قطع شوطا كبيرا بهذا الاتجاه، فكل كتلة أو حزب يسعى إلى تفتيت الكتلة الأخرى، وهي لعبة تشبه لعبة القط والفأر، ولعل القائمة العراقية هي المرشح الكبير لان تتشظى وبالتالي فأن انفراط عقدها سيتيح لغريمها (دولة القانون) الأول والتقليدي فسحة لالتقاط الأنفاس، والتقليل من مطالبات العراقية التي بدأت خسائرها منذ (تخلّيها) عن رئاسة الوزراء، وأخيرا ويبدو انه ليس آخرا، خسارتها مجلس السياسات الإستراتيجية، هل يمكن القول إن ائتلاف دولة القانون كان أكثر تماسكا من العراقية؟ وهل سياسة العراقية كانت فاقدة للموضوعية والنظرة الثاقبة فتمخض عن ذلك وكما يشير أكثر من مراقب إلى تفتت في ائتلاف العراقية، بل إن هناك من يقول إنها مقبلة على انشطارات كبيرة، الأيام الماضية شهدت الإعلان عن تشكيل تكتل جديد داخل القائمة العراقية يحمل اسم (تصحيح)، وقبله خرج من عباءتها (العراقية البيضاء)، أكثر من مراقب فسّر تشكيل هذا التكتل بأنه مؤشر واضح إلى أن العراقية مقبلة على تغييرات جوهرية على مستوى قياداتها، ولعل ما يؤشر أن هناك أزمة زعامات فيها، التصريحات التي تلت الإعلان عن التشكيل الجديد، إذ صرح الأمين العام لكتلة تصحيح "الكيان يتعرض لحملة مسعورة منذ ثلاثة أيام تشن من قبل أشباه الرجال الذين اتهموا هذا الكيان بأنه تابع لرئيس الوزراء والإسناد والصحوات"، مؤكدا أن "الكيان الجديد سيتعرض إلى هجمة شرسة ممن باعوا ضمائرهم للدوائر الإقليمية والغربية وممن يستحوذون ويسيطرون على كل شيء دون منافس". وأوضح رئيس التكتل الجديد أن "روح العملية السياسية في العراق دارت ولا تزال تدور حول الصراع المحموم للاستحواذ على المناصب والكراسي تحت مظلة الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "ما جرى ويجري في العملية السياسية لا يعدو كونه صراعا يدور في متاهات هذه العملية ضمن طائفية وحزبية ضيقة". ويبدو جليا أن الصراع داخل الكتل في محتواه وجوهره يدور حول الكاسب والمغانم، بعض الأحزاب المنضوية داخل الكتل تشعر أنها لم تحصل على حصتها، وهذا أكثر ما يتجسد داخل ائتلاف العراقية، التي تعاني كثرة القيادات والرؤوس فيها، وفي السياق ذاته جاءت تصريحات رئيس البرلمان أسامة النجيفي الأخيرة لتزيد من تعقيد المشهد، وهي تصريحات عدها المراقبون بأنها طائفية ولا يمكن أن تصدر من رأس السلطة التشريعية، في حين عدها آخرون انها نوع من الضغط السياسي مارسه النجيفي على الحكومة للحصول على مكاسب جديدة، ووفق هذه المسارات السياسية المرتبكة، والتي تبقي العملية السياسية تراوح في مكانها، يبدو ألا أفق واضحا لانفراج فعلي وحقيقي بين الفرقاء السياسيين، فالكل يراهن على عامل الزمن والدعم الخارجي بقدر ما افرغ السياسيون الداخل العراقي من محتواه قافزين على الثابت الوطني باتجاه مصالح وتحالفات خارجية، وربما هذا التوصيف أصاب المواطن العراقي باليأس، وولد هوة كبيرة بينه وبين نخبه السياسية التي انشغلت بصراعاتها، تاركة المواطن يعاني مشاكل جمة لها أول وليس لها آخر، وتبقى كل الاحتمالات واردة في مشهد يتسم بعراقيته، إذ ليس هناك وضع سياسي في العالم يشبه المشهد العراقي. بعض الكتل أدمتها سياساتها وتحالفاتها، وخساراتها لن تتوقف إلا بما يشبه المعجزة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram