الكتاب – في الطريق إلى بابادوغ الكاتب: أندرزيج ستاسياك ترجمة: هاجر العاني في "في الطريق الى بابادوغ" يقبض الكاتب البولندي أندرزيج ستاسياك على رحلته من قريته إلى بقاعٍ من أوربا الشرقية مغمورة ولكنها متأصلة.
تــُـقرَأ أفضل كتب الأسفار، مثل "في الطريق إلى بابادوغ" لأجل أمر أكثر من مجرد معلومات عن الأسفار والتي تقدمها تلك الكتب بل إنها تعطي القراء التجربة الحقيقية النابعة من الذهاب الى تلك البقاع، ببدء الكاتب أندرزيج ستاسياك رحلته من قريته الصغيرة زارني قرب الحدود البولندية السلوفاكية يتجه الى ذلك المكان حيث تلتقي اوكرانيا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا – ليس الامر كما يخطر على البال بالضبط عندما نقول بأن شخصاً قد ذهب للتجوال في أوربا – ومن هناك يمضي إلى مديات أبعد في أوربا تكون مغمورة، وفي نهاية المطاف إلى ساحل رومانيا حيث يتبدد نهر الدانوب في البحر الأسود قرب بلدة بابادوغ.وستاسياك، كاتب بولندي غزير الإنتاج كثيراً ما تـُـرجـِـمـَـت أعماله، له ستة كتب أخرى بالانكليزية، رحّالة، صبور، يلاحظ كل شيء، وهو يكتب "أحياناً في الظلمة كنت أرى شرارات من حدوة حصان"، وكما كان ويتمان طيف كيراواك في "في الطريق" وبالطبع يمكنك سماع كيراواك تتم محاكاته في عنوان هذا الكتاب، كذلك هو المفكر الروماني الكبير إي. إم سيوران الذي تتضمن كتبه "قصة اضمحلال قصيرة" فهو مؤلف ستاسياك الشبحي المـُـرَحـَّـب به، وعندما يرتحل الى قرية سيوران مسقط رأسه يلاحظ ستاسياك كل شيء بما في ذلك الروائح " التربة بين حصى الرصف... حزَم قش الإسطبل من الألجمة {جمع لجام التي لا تعد ولا تحصى، من الحقول كان يأتي هواء المراعي الخانق، من المزاريب التي تنزها البالوعات من الحظائر وزرائب الخنازير وفي أحد الأيام في النهر رأيت أحشاءً طافية".مادة عويصة غير أن عبقرية ستاسياك هو أنه يقدم كذلك الاقتباس المتباين اللازم من سيوران:"كان من الأفضل لي ألاّ أغادر هذه القرية بتاتاً، ولن أنسى أبداً اليوم الذي وضعني فيه والداي في العربة وذهبا بي الى المدرسة الثانوية الموجودة في البلدة، وكانت تلك نهاية حلمي الجميل وهدم دنياي"، وهذه التباينات أوجدت طبقات قرينة غير مألوفة لأغلب القراء.وبالطبع إن قراء هذا الكتاب يدخلون عالماً تكون فيه كل المعالم الممكن تمييزها هالكة، مكان حيث "بالنسبة لنا يبدأ كل شيء أو ينتهي بحرب"، إنه مكان حيث ما يزال العمل حقيقياً، مكان حيث يشعر المرء بـ " شناعة العالم واستمراريته"، مكان حيث "كان بين صفين من المنازل يتحرك قطيع من ماشية متخـَـمة، وكانت ترافقها نساء يرتدين أوشحة وجزماً بالية أو يرافقها أطفال، ولا توجد جزيرة تصنيع منعزلة ولا حاضرة لا تنام ولا شبكة عنكبوتية من الطرق وخطوط السكك يمكنها أن تسد هذه الصورة التي عمرها بنفس طول عمر العالم. البشري متصل بالبهيمي بانتظار انتهاء الليل معاً".ويأخذنا ستاسياك إلى بقاع حقيقية في (يوم الأموات) على سبيل المثال ويتوقف ويضيء الشموع في مقبرة حرب مذكـِّـراً إيانا بأن "جذور هذه الأشجار كانت تتغذى لأكثر من سبعين عاماً على جثث الأستونيين والكروات في زاوية من العالم لا يتفقدها أحد".عن الابزرفر
أسفار
نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 06:05 م