اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > مالوري و غزو ايفرست

مالوري و غزو ايفرست

نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 06:09 م

اسم الكتاب: داخل الصمت: الحرب العظمى  المؤلف: ويد ديفز ترجمة: عبد الخالق علي يشكل موت الكابتن سكوت ورفاقه في القطب الجنوبي عام 1912 سابقة نادرة في التضحية من أجل جيل من الشباب البريطاني الذين  سيلقون بأنفسهم في دوامة الحرب العظمى بعد سنوات قليلة.
في كتاب ويد ديفز  الجديد الرائع، يبدو الهدف المتبقي للاستطلاع الامبريالي وكأنه نتيجة وردٌّ على الحرب العالمية الأولى.  في حين أن حملة  سكوت كانت، في بعض جوانبها ، ضربا من العبث البطولي، إذ يمكن لغزو قمة افرست أن يساعد  في طرد الموتى. ما بين 1921 و 1924 انطلقت ثلاث حملات بريطانية الى جبل ايفرست انخرط فيها 23 من متسلقي الجبال، جميعهم – باستثناء ستة فقط – شاركوا في الحرب العظمى سواء مقاتلين أم عناصر طبية. بروس تشارلز، على سبيل المثال، نجا من معركة غاليبولي رغم إصابة ساقيه ونصيحة اللجنة الطبية له بالتقاعد والخلود الى الراحة وعدم صعود الجبال سيرا على الأقدام، إلا انه واصل  قيادة حملة ايفرست الثانية والثالثة. وهناك جورج مالوري، الذي كاد أن يفقد حياته في الرحلة الثالثة إلى الهملايا، خدم في تلك الحرب كضابط مدفعية إلا انه كان محظوظا عندما أعيد إلى وطنه ( بسبب تكرار إصابة قديمة أثناء التسلق ). يبدو  أن ديفيس يتحرك بسرعة  لتخطيط وتنفيذ الغزو على  ايفرست، لكن كلما جاءت شخصيات جديدة فان  ديفز يحكي بالتفصيل تجاربهم الفردية في المعركة من اجل ان لا تكون  الحرب  كخلفية وإنما  سلسلة متكررة من ذكريات الماضي. بهذه الحملات  حاول ديفز سرد واختبار مسالك الرواة، وضمان إبقاء القارئ مشدوداً إلى الصفحة. الطقس والارتفاع المتناهيان يشكلان ظاهرة لا يمكن احتمالها ( يمكن لقدميك أن تعاني من لسعة الصقيع وفي نفس الوقت من ضربة الشمس ). داخل الصمت يفسر كيف أن فكرة تسلق الجبل جاءت  من المسح الذي جرى في الهند والذي ينص  على أن قمة ايفرست هي في الواقع أعلى نقطة على سطح الأرض.الأكثر إثارة للإعجاب هو الطريقة التي يصور فيها  ديفز  التقاء   المعتقدات المتباينة. فبينما يرى البريطانيون  الجبل على انه  عقبة يجب التغلب عليها، فان سكان التبت يرون – بان روح الجبل ستقذفهم من فوقه -. وبينما يشعر أعضاء البعثة بالسرور لرؤية الطيور البرية النادرة ، فان التبت لم يؤثر عليهم كثيرا  كما سيؤثر  لاحقا  على ريتشارد جير . يطلق مالوري على التبت " بلد بغيض يقطنه اناس بغيضون".و على الرغم من إعجاب أعضاء  فريق التسلق  بقدرة سكان التبت على  تحمل المشاق، فقد لقي  سبعة من الحمالين حتفهم. يصرخ احد أعضاء الفريق: لماذا لا نشاركهم نحن البريطانيون  في هذا المصير؟. الاختلافات لا تفصل الغرب عن الشرق. داخل المعسكر البريطاني يرتئي البعض، مثل جورج فينتش،  استخدام الأكسجين  بمزيج من الريبة والازدراء. يخفي  مالوري  العديد من هذه الصراعات والتناقضات داخل نفسه. رغم  افتتانه بأسلوب الشواذ  في جامعة كامبريدج فانه  يتزوج، وينجب الأطفال، و يعود لبلده معلما في إحدى المدارس، إلا أن الجبل كان يغريه بالعودة مرارا و تكرارا. و يرى أن فينش هو الشريك المناسب في التسلق  لأنهما منسجمان جدا. لو أن  مالوري وزمرته يمثلون عصرا  مضى، فان حملتهم قد أسست قالبا بقي  بلا تغيير.  الممارسة المعاصرة  للأثرياء في شراء مكان على جبل ايفرست  "بدأت منذ بداية الحلم". الحفاظ على هذا الكم الهائل  من السرد هو انجاز رائع من التنظيم والإدارة الأدبية. إلى هذا الحد فان الكتاب يشبه  البعثات أنفسها: كل شبر إلى الأمام  يعتمد على  إمداد هائل من المعلومات. ليس هناك ما يرهق  القارئ، كما أن النثر الذي يستخدمه ديفز، رغم اضطراره الى تحمل كل هذا الثقل من  التضاريس الممتدة والوعرة ، لا يبدي للقارئ إلا بعض علامات  من  الإرهاق  تحت وطأة ذلك  الضغط: " لقد انتهت الحرب بالنسبة إليه ".ما يثير الدهشة هو أن تنبؤات مالوري أثبتت بأنها مضللة أحيانا   "لدي كل الأسباب التي تجعلني أتوقع بان ذروة الجبل ستكون ممتعة ". عند وصولنا الى  الصولة  النهائية على القمة، حل خيبة الامل القاتمة محل الاثارة.سواء كان  مالوري ورفيقه ايرفين ساندي قد ماتا وهما  في طريقهما  الى  القمة أو على طريق النزول فان ذلك ما زال تخمينا. في كلتا الحالتين، فان موتهما يجسد الهدف الأكبر للكتاب بشكل كان  ديفز قد أكد عليه. لقد أدت الحرب العظمى  ليس فقط الى موت أعداد ه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram