السومرية نيوز/ دهوك عبر قرويون في قضاء زاخو بمحافظة دهوك ، عن مخاوفهم من انخفاض نسبة إيرادات المياه الواردة إليهم جراء إنشاء الحكومة التركية سداً على نهر هيزل قرب الحدود مع العراق، فيما طالبوا الجهات المعنية بوضع حد لضغوطات تركيا على العراق.
وقال مختار قرية دشت تخ الحدودية في دهوك كوريال وردة مخائيل، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الحكومة التركية أنشأت سداً كونكريتياً كبيراً على نهر هيزل الذي يبعد نحو كيلو متر واحد عن الحدود العراقية"، مبينا أن "الحكومة التركية كانت قد بدأت قبل أكثر من عام ببناء السد على النهر الذي يفصل الحدود العراقية التركية شمال غرب قضاء زاخو، (شمال غرب دهوك)".وأضاف مخائيل أن "حجم تخزين المياه أو وظيفة استخدامها غير معروفة حتى الآن"، مشيرا إلى أن "الكثير من أهالي القرية ومزارعيها عبروا عن مخاوفهم من أن يؤدي أنشاء السد إلى إنخفاض نسبة تدفق مياه النهر إلى القرية".وتقع قرية دشت تخ، شمال غرب قضاء زاخو، بمحافظة دهوك، وعلى نحو 2 كم عن الحدود العراقية التركية، كما تتألف القرية من 25 أسرة، إلاّ أن معظم السكان نزحوا من القرية خوفاً من الهجمات التركية. من جانبه، قال أحد أهالي القرية ويدعى جميل أوراها في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "نهر هيزل مصدر رئيسي لإرواء آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، فضلاً عن أنه يغذي نهر دجلة"، مشيرا إلى أن "إنشاء السد سيلحق أضراراً كبيرة على كافة نواحي الحياة بشكل مباشر". ودعا أوراها "الجهات المعنية الى التحرك للحد من الضغوطات التركية على العراق"، مشددا على ضرورة توفير مصادر المياه للمزارع التي يعتاش عليها أهالي القرية".ويدخل نهر هيزل من تركيا إلى الأراضي العراقية في منطقة دشت تخ، شمال غرب قضاء زاخو بمحافظة دهوك، ويفصل النهر الحدود العراقية عن التركية في منطقة شمال غرب قضاء زاخو، ثم يلتقي بنهر الخابور داخل الأراضي العراقية ليصب في دجلة.وتشير مصادر مطلعة إلى أن كمية التصريف من مياه نهر هيزل خلال العاميين الماضيين سجلت مابين خمسة آلاف إلى خمسين ألف لتر في الثانية، مؤكدة أن أكثر من عشر قرى تعتمد على نهر هيزل فضلا عن إرواء آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية. وكان نائب رئيس الوزراء روز شاويس أكد الشهر الماضي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن معظم المياه الواردة إلى العراق ترد عن طريق الأنهر المشتركة مع الدول المتشاطئة، حيث أن 68% من إيرادات حوض نهر دجلة و97% من إيراد نهر الفرات ترد من تركيا و سوريا وإيران، مبينا أن العراق تأثر بإجراءات الدول الواقعة في أعلى المجرى نتيجة لتوسع استخدامات المياه في تلك الدول، وغياب الاتفاقيات التي تحدد حصة كل بلد من تلك المياه. ويبلغ عدد روافد نهر دجلة التي تنبع من إيران سواء الموسمية منها أو الدائمة 30 رافدا، حيث قامت إيران بتحويل مسارات معظمها إلى داخل أراضيها، إضافة إلى بناء سدود عدة منها خمسة سدود على نهر الكارون.وأنشأت تركيا 14 سداً على نهر الفرات وروافده داخل أراضيها، وثمانية سدود على نهر دجلة وروافده، كما تحتاج إلى سنوات عدة لملء البحيرات الاصطناعية خلف هذه السدود، في حين أنشأت سوريا خمسة سدود ثلاثة منها شيدت في منتصف الستينيات.يذكر أن أزمة الجفاف تفاقمت في جميع المحافظات العراقية خلال العامين 2007 و2008 وما تلاها بسبب قلة سقوط الأمطار وسوء استعمال مياه السقي وانخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلاً من انخفاض حصصهما في العراق بنسبة بلغت الثلثين على مدى الـ25 عاماً الماضية.
قرى دهوك تحذّر من أزمة مياه بعد تشييد تركيا سداً قرب الحدود

نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 06:21 م