TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فضاءات :أمن الإنسان والتنمية البشريّة

فضاءات :أمن الإنسان والتنمية البشريّة

نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 06:57 م

 د. مهدي صالح دوّاي عرّف تقرير التنمية البشرية الدولي 1994 أمن الإنسان بشكل عام على انه (التحرر من الخوف ومن الحاجة)، ومنذ ذلك التاريخ تعاظم الاهتمام بقضايا امن الإنسان حتى بات ذلك الأمن لصيقا بمفهوم التنمية البشرية بأبعادها النوعية والاستدامية  ، فبدون ذلك الأمن ستتعطل جهود التنمية عن بلوغ أهدافها ، وتتلاشى  تدريجيا المكتسبات الحياتية بعدما أصبح للأمن أبعاد عدة ، إذ تطرح أدبيات التنمية سبعة عناصر أو قيم لأمن الإنسان تقابلها المخاطر والتهديدات.
فالأمن الاقتصادي يقابله الفقر كأهم تهديد ، والأمن الغذائي؛ ويمثل الجوع أهم تهديداته ، والأمن الصحي؛ إذ تتكون المخاطر من الأذى والمرض ، والأمن البيئي؛ وتشمل المخاطر أشكال التلوث والتدهور البيئي ونضوب الموارد ، أما الأمن الشخصي فتهدده أشكال العنف المختلفة، والأمن المجتمعي ؛ حيث تمثل انتهاك سلامة التنوع الثقافي والتجانس أهم التهديدات ، أما الأمن السياسي؛ فيمثل القمع السياسي أهم أشكال التهديد له.ومادام الإنسان يمثل هدف التنمية ووسيلتها  - وفقا للرؤى المعاصرة - فقد بات من الأهم  الارتقاء بمنظومات الأمن  جميعها بهدف إطلاق مكنونات الإبداع لدى الإنسان ، وقد مرّ المجتمع العراقي بزمنيه (الحديث والمعاصر) بالعديد من الإشكاليات الأمنية ، التي كانت ومازالت تشكّل هواجس مقلقة أمام طموحات المخطط الاقتصادي والتنموي في إحداث عملية تغيير شاملة في بنية الاقتصاد العراقي للحاق بركب الدول المتقدمة .وتكمن صعوبة قياس امن الإنسان بكونه يعتمد على العديد من المؤشرات غير الكمية  ، مما يجعل التعاطي معه يحتاج المزيد من الدراسات النظرية والميدانية ، وخيّرا فعل الجهاز المركزي للإحصاء العراقي حينما أنجز استطلاعا ميدانيا لقياس امن الإنسان - اقتبس منه التقرير الوطني لحال التنمية البشرية في العراق 2008 العديد من الأفكار والرؤى لوضع الحلول ورسم السياسات المستقبلية في مجالات امن الإنسان - وأوصت تلك الدراسة الاستطلاعية بان تكون قضايا امن الإنسان نهجا يمكّن الناس من الاختيار، وان لا يعتمد على القوة العسكرية ولا يفرض على الناس، وان لا يتم تحقيقه لطرف أو جهة على حساب الآخرين. وقد اظهر استطلاع الدراسة في حينها ، أن فقدان الأمن السياسي أكثر تهديدا من فقدان الأمن بأنواعه الأخرى، مما يفضي ذلك الى أن العامل السياسي الايجابي يشكل عنق الزجاجة للمرور نحو آفاق التطوّر بأبعاده المتنوعة .فحتمية علاقة ( السبب – النتيجة ) في ما بين امن الإنسان والتنمية ستؤمّن أدوارا حقيقية لمؤسسات الدولة الأمنية والتنموية للارتقاء بأهدافها المرسومة ، وهنا تكمن أهم مرتكزات التنمية البشرية من خلال محورها الفاعل رأس المال البشري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram