TOP

جريدة المدى > محليات > كلام ابيض: حقوق ضائعة

كلام ابيض: حقوق ضائعة

نشر في: 28 سبتمبر, 2009: 02:16 ص

جلال العتابي rnلا أجافي الحقيقة في القول، ان اكثرية الاصدقاء الذين سألتهم : هل تملك دارا ؟ يأتي الجواب سريعا بكلمة لا ، يقول: "لا" ويغلفها بحسرة طويلة تمتد ذيولها على مساحة عينيه ، وتعبر الى سنوات عمره الضائعة ،يقول: لا ، بحزن تائه يتمنى أن يدله على امل يتحقق في بناء بيت صغير يأويه بقية العمر، ويلم شمل عائلته من شرور الزمان . احد الاصدقاء قال: نعم ولكن بإيجار يكسر الظهر، واردف : ادفع ثلثي راتبي لصاحب الشقة واعمل مضطرا في مهنة اخرى لكي اسدد مصروف البيت.
ولا أجافي الحقيقة في القول: ان ليس بمقدور الحكومة تحديد صورة واضحة للمستقبل الذي تريده وليس بمقدورها ان تحدد برامجها وخططها الخمسية والعشرية في الاعمار والبناء والاستثمار والاستيراد والاسكان والتأمين، وبالتالي يفهم المواطن صورة الغد الذي ينتظره. نسمع كثيرا بالمستقبل المشرق الذي ينطقه السياسي من على كرسيه العالي . فهل هذه الكلمة شعار براق يلوذ به من اسئلة حقيقية يلهج بها المواطن بما يعتريه من حاجيات اساسية في حياته اليومية ؟  صورة المستقبل  المشرق لا تعدو حلما بعيد المنال بدليل لم يتلمس الناس تحديدا واضحا للاليات والحلول الموضوعية التي من خلالها يتم تحويل الاحلام والشعارات الى حقائق ملموسة. نعم ثمة نيات صادقة لكن لوحدها لا يمكن ان تدفع باتجاه ما يرى من حقائق على الارض . لان الذين خبروا مقولات ( المستقبل الزاهر) يدركون قبل غيرهم ان كثيرا من الوعود البراقة غالبا ما تحولت الى كوارث كبيرة دفعوا نتائجها دما ومهانة.  تجربة ست سنوات ماضية اثبتت ان السياسيين  يهتمون بالتخطيط للحاضر والسيطرة على مجريات الامور الانية فقط ، وما يترتب عنها من تطورات احترازية او متوقعة من دون الاهتمام بشكل ايجابي بالمستقبل . ان اهمية رسم  صورة المستقبل تأتي من بعد النظر وتستند بالاساس الى متطلبات الواقع، الواقع الذي ما زال فيه المواطن يئن من فقدان الحاجيات الاساسية في حياته اليومية، وما تفرضه المتغيرات في العالم ، فهل يبقى يحلم بأشياء بسيطة ولا تعدو عن كونها من صغائر الامور في بلدان مجاورة لنا . لا نريد قصورا ولا شاليهات ولا شققا مفروشة على احدث طراز ، انما تأمين حق السكن بتوزيع قطعة ارض سكنية في بلادنا الواسعة ، وهذا يعتبر من مسلمات الامور . وبعيدا عن حقوق الضمان الاجتماعي الكبيرة ، والتي لم نطالب بها لحد الان .rn ودّعني صديقي الذي سألته هل تملك دارا؟ دون اجابه شافية ، لكنه التفت نحوي مسرعا وقال : ابحث عن بيت للايجار في بلاد الرافدين . rnjalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

موجة أمطار متأخرة تروي العطش وتعيد الأمل لبساتين بدرة
محليات

موجة أمطار متأخرة تروي العطش وتعيد الأمل لبساتين بدرة

 واسط / جبار بَچاي   منذ سنوات وأصحاب البساتين في قضاء بدرة شرقي واسط فقدوا الأمل ببساتينهم التي غدت مجرد جذوع نخيل واقفة بصمت وأشجار يابسة تنتظر فأس الحطّابين لتكون نارًا للشواء، فتقلصت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram