علاء حسن بعد حصول حوادث التفجير في العاصمة بغداد، وهي كثيرة لفشل الستراتيجية والخطط المعتمدة في إدارة الملف الأمني، تصدر دعوات من مسؤولين سابقين موجّهة لزملائهم الحاليين للاعتراف بالخطأ، وتقديم الاعتذار للشعب العراقي ثم إعلان الاستقالة، وفي هذا الإطار وبعد تفجيرات يوم الأربعاء الماضي، طالب وزير الداخلية السابق جواد البولاني كبار المسؤولين المكلفين بإدارة الملف الأمني بتقديم استقالتهم، واستبعد اتخاذ مثل هذا القرار الشجاع،
مؤكدا أن ثقافة الاستقالة غير واردة في العراق، وكأنه أشار إلى أن أصحاب المناصب الأمنية وهو كان احدهم في السنوات السابقة، لاتوجد في قواميسهم مفردة الاستقالة، فصاحب المنصب لايستطيع التنازل عن امتيازاته، والتخلي عن نفوذه وسلطاته الواسعة، لأسباب تتعلق بحادث طالما يوصف بأنه خرق أمني، ويعبر عن الرفسة الأخيرة للعناصر الإرهابية. الكثير من العراقيين على اختلاف انتماءاتهم، يؤيدون الوزير السابق في دعوته، ولاسيما انه قال إن رئيس الحكومة بوصفه القائد العام للقوات المسلحة يتحمل المسؤولية المباشرة عن ضمان استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، فضلا عن رفضه أي نوري المالكي اختيار المرشحين لوزارتي الأمن والدفاع، "لأن رئيس الوزراء يرفض أن يسلم لحيته بيد وزير " على حد قول البولاني.الاستقالة لدى المسؤولين الحاليين ربما تتحول إلى برتقالة دمرت حاله، أو اشـ....تقالة، بمعنى لا للاستقالة باستخدام فعل الأمر " اش "باللهجة الدارجة ضد من يحاول أن يجبر الآخرين على التخلي عن منصبه، والانتقال من الجنة إلى الجحيم، بناء على رغبة بعض من يرى الموقف، من زاوية أخرى بعيدة كل البعد عن موقع المسؤول المتخصص، الحريص على وضع المزيد من الحواجز الكونكريتية في شوارع العاصمة، لأن هذا الأسلوب هو الأمثل والأفضل في إضفاء مظاهر استتباب الأمن، ولعل أغرب حادثة بهذا الشأن ما حصل في تقاطع البياع بجانب الكرخ، صباح الأحد الماضي،عندما تشاجر عدد من شرطة النجدة مع رجال المرور وتشابك الطرفان بالأيدي وتبادلا اللكمات، بسبب وضع حاجز كونكريتي جديد، اعترض على وضعه رجال المرور، لأنه سيكون سببا في زحام مروري، وانتهى الشجار بتدخل المواطنين واستخدام فعل الأمر "اش " و"عيب ياجماعة " وانتهى الشجار بين عناصر الشرطة، ورجال المرور بوضع الحاجز الكونكرتي الجديد، وسط استياء وتذمر مستخدمي الطريق، مرددين العبارة الشهيرة " على راسي الخطة الأمنية ". موضوع الاستقالة الذي تناوله الكثير من كتاب الرأي، وثقافتها على حد وصف وزير الداخلية السابق البولاني سيتحول إلى "اشــ...تقالة " فالدعوة إلى هذا الموقف لم تجد آذانا صاغية، وستواجه الرفض والاستياء من قبل المسؤولين، لأن هؤلاء لهم الحق في إجبار الكتاب على الصمت، ومنعهم من التدخل في الشأن الأمني، وليس من حق البولاني أو غيره من الصحفيين والكتاب الطلب من المسؤول إعلان استقالته بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وعجزه عن تنفيذ وعوده بالقضاء على المجاميع الإرهابية "اش كافي عاد ".
نص ردن :اشـ.....تقالة
نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 07:46 م