TOP

جريدة المدى > سياسية > عراق ما بعد الانسحاب الأميركي: البقاء تهمة يتجنبها الجميع

عراق ما بعد الانسحاب الأميركي: البقاء تهمة يتجنبها الجميع

نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 07:50 م

□ بغداد/ ماجد طوفان لعل من المبكر الحديث عن وضع العراق بعد انسحاب أميركي مرتقب، وذلك بسبب أن وضع القوات الأميركية لم يحسم بعد من الجانب العراقي، وإن كان الموقف الأميركي يشير إلى رغبة واضحة في بقاء جزء من قواتها، ويعد موضوع بقاء القوات الأميركية بأي صيغة مقترحة من أشد الملفات حرجا لمختلف القيادات والكتل والائتلافات،
 باستثناء موقف التيار الصدري الذي أبدى مؤخرا وجهات نظر واقتراحات تبدو اقل تشددا، من الواضح أن البت ببقاء جزء من القوات الأميركية مع منحها حصانة أو عدم منحها، أصبح تهمة يتجنبها الجميع، وكلٌ يحاول أن يلقي بها في ملعب الآخر، والمفارقة أن من كان ضامناً للعملية السياسية أصبح عبئا على حلفائه، وفق هذه القراءة الأولية كيف سيبدو العراق بعد انسحاب القوات الأميركية؟ وما هي السيناريوهات المحتملة لشأن عراقي صفته الأولى والرئيسة العقد العصية، وثقة مفقودة بنسبة مئة بالمئة بين الفرقاء السياسيين، مع غياب واضح لشكل الدولة، وانتهاكات متعددة للدستور الذي صوت عليه أكثر من عشرة ملايين مواطن، وفوضى واسعة وكبيرة بين السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) التي نص الدستور على الفصل ما بينها، وهذا يعطي انطباعا أن الانسحاب الأميركي سيخلف وراءه الكثير من الأزمات، منها ما هو داخلي، ولاعبه الرئيس الجهات السياسية التي تمتلك أجنحة مسلحة، يضاف إليها الدعوات الأخيرة التي تحمل توجها طائفيا، ربما سيؤدي إلى عودة الاحتقان الطائفي مرة أخرى بسبب الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي، إذا ما علمنا أن أكثر من مسؤول حكومي وبرلماني صرح بعدم جاهزية القوات الأمنية، وبالتالي فأن هذا الفراغ ربما سيكون صيدا ثمينا لبعض القوى الإقليمية، ولعل المرشح الساخن لملء هذا الفراغ قطبا الصراع في المنطقة إيران والسعودية، ولا يمكن أن نغفل الدور التركي المتصاعد في المنطقة، والذي اخذ ينافس الدول الإقليمية برسم خارطة المنطقة والبحث عن المكاسب، ومن غير المستبعد أن يكون هناك تحالف عراقي سوري، بعد أن بدا واضحا الدعم العراقي للنظام السوري، وهذا يجعل التكهن بما بعد الانسحاب مسألة شبه مستحيلة. كل الكتل السياسية آخذة بترتيب أوراقها حسب ارتباطاتها الخارجية والتي أصبحت واضحة، ولا تحتاج إلى جهد كبير للإشارة إليها، أكثر من مراقب يخشى أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات بين أميركا وإيران من جهة، وبين إيران والسعودية من جهة أخرى خصوصا بعد الأزمة الأخيرة التي اتهمت فيها إيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، على هذا يبدو أن الاحتمالات كثيرة ومتشعبة ومعقدة، ومما يزيد من التعقيد أن الوضع الداخلي العراقي يحمل من الهشاشة ما هو الكثير إذا كان ذلك على المستوى الأمني أو السياسي، وهذه عوامل تدفع وبشدة إلى أن تكون السيناريوهات قائمة وقابلة للتنفيذ.يبقى هناك مفصل أساسي ربما ستتعامل به أميركا بمستوى عال من البراغماتية إذا ما تعرض العراق إلى انتكاسات حادة بعد الانسحاب، وربما سيكون مبدأ العقوبة حاضرا آنذاك، وهو أن تتنصل عن دعم العراق في حال حصول تلك الانتكاسات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram