عن: فوكس نيوز حذر المشرعون الأميركان الأحد الماضي من أن العراق سيواجه أعمال عنف متجددة، إذا ما انسحبت القوات الأميركية في نهاية العام، حيث أصر البيت الأبيض على عدم التخلي عن التفاوض بشأن إبقاء بعض القوات حتى لو تمسك المسؤولون العراقيون بعدم منح الحصانة للقوات الباقية في العراق.
بينما تقترب الساعة من موعد الانسحاب المقرر في 31 كانون الأول، فأن كلا الطرفين يبديان رغبتهما في إبقاء قوات أميركية في العراق من اجل التدريب وحفظ السلام. إلا أن مسؤولا حكوميا عراقيا ذكر بان الكتل السياسية العراقية كافة تتفق على عدم منح الجنود الباقين الحصانة من الملاحقة القضائية عن قتل المدنيين العراقيين أو غيرهم. و قد اعتبر البنتاغون أن ذلك يعتبر عائقا أمام الاتفاق.قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية "إن الحكومة العراقية ترحب بتدريب قواتها الأمنية، لكن دون منح المدربين الحصانة من القانون، وهذا هو قرار الكتل السياسية كافة. العراق والولايات المتحدة يبحثان معا عن خيارات أخرى لتسهيل مهمة التدريب". مع ذلك فان المفاوضات جارية بين الطرفين، حيث أنكر البيت الأبيض السبت تقريرا صادرا عن الاسيوشيتد بريس من أن الإدارة الأميركية قد قررت سحب قطعاتها كافة –ما عدا 160 جنديا سيبقون لحماية السفارة الأميركية-. يقول تومي فيتور الناطق باسم مجلس الأمن القومي "لقد أوضح الرئيس أوباما مرارا بأننا ملتزمون باتفاقياتنا مع الحكومة العراقية بخصوص سحب قواتنا كافة في نهاية العام. وفي الوقت نفسه نحن نبني شراكة واسعة مع العراق بموجب اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي تتضمن علاقة أمنية متينة، وان المحادثات بشأن طبيعة تلك العلاقة مستمرة".ذكرت السيناتور ديانا فينستين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أن بدون اتفاقية وضع القوات لا يمكن للولايات المتحدة أن تترك قواتها في بلد ضد رغبة حكومته، إلا أنها منزعجة من سحب كامل القوات(44 ألف مقاتل) الآن واستشهدت بكوريا كمثال على أن العراق سيستغرق وقتا طويلا لكي يحقق الاستقرار. تقول "اعتقد وأتفهم أن الشعب الأميركي يريد عودة أبنائه إلى الوطن، لكن من المهم أيضا انجاز الواجب بشكل يوفر فرصة كبيرة لاستقرار البلد، و اعتقد أن ذلك هدف رئيسي لأفغانستان والعراق. لذا فاني أتمنى أن يتمكنوا بسرعة من التفاوض بشأن اتفاقية وضع القوات. وإذا لم تتحقق الاتفاقية علينا حينها سحب أبنائنا".السيناتور جون مكين، الجمهوري البارز في لجنة الخدمة المسلحة في مجلس الشيوخ، قال إن من بين اكبر التهديدات الإستراتيجية والأمنية للانسحاب الكامل هو إعطاء الفرصة لإيران للدخول إلى العراق كما تحاول أن تفعل الآن في جنوب العراق، بالإضافة إلى احتمال تخلخل الاستقرار والعنف الطائفي. يقول مكين إن على الولايات المتحدة ان تترك ما يقارب 13 ألف مقاتل في العراق، "الحقيقة إن هناك مناطق مضطربة في شمال العراق تحتاج إلى قوات لحفظ السلام وإلى مساعدة تقنية في جمع المعلومات الاستخبارية. كما أنهم بحاجة إلى المساعدة الجوية، و في رأيي إن الإدارة لم تتناول هذه الأمور بالشكل الصحيح". من جانب آخر ذكرت صحيفة نيويورك تايمز انه بعد انتشار خبر رفض العراق منح الحصانة لمن سيبقى من الجنود الأميركان، ألغت الولايات المتحدة خططها لإبقاء القوات بعد نهاية العام.في مقابلة حصرية مع صحيفة ويكلي ستاندرد، انتقد هيرمان كين من الحزب الجمهوري، السياسة الخارجية "الغبية" للرئيس أوباما تجاه العراق والتي تشبه تماما سياسة إدارة جورج دبليو بوش. حيث اشتكى كين من أن اوباما كان يرسل برقيات سحب القوات من أفغانستان وانه يفعل الشيء نفسه في العراق. يقول كين "لدينا 43 ألف جندي من أبنائنا في العراق. العراقيون يتقدمون بمساعدة هؤلاء الجنود، فماذا يفعل أوباما؟ يقول بأننا سنسحب 40 ألف جندي في نهاية العام. اعتذر عن القول أن هذا غير صحيح سياسيا و انه إجراء غبي. في هذا التحليل يقدم كين عاملين على قدر من الأهمية: إن اتفاق سحب القوات الأميركية من العراق نهاية 2011 وقعته إدارة بوش عام 2008، وأن أي تغيير في ذلك الاتفاق سيتطلب موافقة الحكومة العراقية. أن اتفاقية وضع القوات التي وقعتها إدارة بوش ووافقت عليها حكومة نوري المالكي تقول بوضوح: (تنسحب كافة قوات الولايات المتحدة من كل مناطق العراق في يوم 31 كانون الأول 2011). عند توقيع تلك الاتفاقية تساءل الكثير من النقاد ما إذا كان بوش يقيد و يكبّل الإدارة القادمة كي لا تستطيع أن تقرر مسار حرب العراق كما تشاء. لكن مع كل تلك الاعتراضات الأميركية فان اتفاقية بوش – المالكي لعام 2008 فيها شيء يبدو أن كين قد تجاهله وهو شرط موافقة البرلمان العراقي عليها. ذكر كين بان أوباما كان يسأل القادة الميدانيين بخصوص أفغانستان لكنه لا يفعل ذلك في حالة العراق. لكن لماذا لا يعترف منتقدو أوباما بأنه كان يستمع للبنتاغون بشأن ضرورة الحصانة؟ وإنهم بدلا من ذلك يعلقون إذعان أوباما على آراء البنتاغون، و يعلقون قيود اتفاقية وضع القوات على البيت الأبيض.rn ترجمة عبدالخالق علي
واشنطن تحذّر من تجدد العنف بعد الانسحاب

نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 07:57 م









