عامر القيسييقال بان السادة رؤساء الكتل يتهيأون لعقد اجتماع قمة جديد، لانعرف رقمه من كثرتها ، وهي في حقيقة الامر لم تتمخض حتى اللحظة عمّا يطمئن المواطن من ان الامور سائرة في طريق الحلحلة . في الاجتماع الاخير تسرب من ان المجتمعين دخلوا خفافا وخرجوا ثقالا ، ذلك ان المشكلة الرئيسية التي كانوا ينوون مناقشتها قد ولدت في داخل الاجتماع سبع مشاكل جديدة ، لاحاجة للاعلان عنها لان المواطنين يعرفون اضعاف هذا العدد من المشاكل ،ويكفيهم ما فيهم ونحن معهم طبعا .
وكمواطنين نحب قادتنا الى حد الوله ، فاننا نطالبهم بعدم الاكثار من عقد الاجتماعات العالية المستوى خوفا على صحتهم ، فلا نتمنى ان يرتفع ضغط اصغرهم ولا يهبط السكر عند اكبرهم، فهم قادتنا الاعزاء الذين يسيّرون البلاد والعباد باعلى درجات الاحساس بالمواطنة والوطن ، خصوصا وانهم ارباب حكمة لاتضاهيها حكمة ولاخبرة في ارجاء المعمورة. وهم يبهروننا بين فترة واخرى بمسرحية جديدة نبقى نتفرج على فصولها مأخوذين بحلاوتها وحبكة فصولها وطول ايام عرضها. وتتنوع مسرحيات قادتنا بين الكوميدية والدرامية والتراجيكوميدي وفي فترات الضجر يقدمون لنا مسرحيات نوعية في التهريج السياسي، وهم ياسادتي الكرام يفعلون كل ذلك من اجل سواد عيون الشعب، لانهم مؤمنون بمقولة "اعطني مسرحا جيدا اعطيك شعبا مثقفا" ولا احد فيهم يشك ان مسرحياتهم من النوع الجيد جدا التي تساهم في رفع وعي المواطن ، لكي يفهم الاحداث على اصولها وفصولها لكي لاتؤثر فيه دعايات المغرضين ممن يناصبون العداء لوجودهم التأريخي في هذا البلد التأريخي . انهم بكل بساطة لايتركون مناسبة تمر دون ان يثبتوا لنا انهم بمستوى الطموح والآمال المعقودة عليهم في خلق عراق ديمقراطي متحضر يعيش فيه المواطن بكرامة ورفاه متفوقا على جيرانه من مواطني بلدان لاتهش ولا تبش . نعم علينا ان نشكر الله والاميركان لانهم اتحفونا بنوعيات نادرة من السياسيين الذين لايغمض لهم جفن حتى يتأكدوا ان البلاد خالية من اي نوع من المنغصات التي تفسد على الناس حلاوة ايامهم . وانا اضم صوتي لصوتهم القائل بان المشتكين من كارثية الوضع ليسوا الا حفنة من الذين لايرون النقلات النوعية التي تسير فيها البلاد . ماذا نريد اكثر من حكومة وشعب مرتاح لايحتاج حتى الى وزير دفاع كما قال احدهم علنا ، ولماذا نفكر كثيرا بازمة السكن مادامت في طريقها الى الحل بعد 300 سنة بالكمال والتمام ، فصفقوا وهللوا ايها المستأجرين والساكنين في بيوت الصفيح في احزمة الفقر في العاصمة وبقية المحافظات ، فقد جاءكم الفرج ، وما عليكم الآن الا ان تفكروا في نوعية الاثاث التي ستزينون بها بيوتكم العامرة بعد 15 جيلا دون نقصان وهو زمن قياسي يساوي رمشة اعين في حسابات مسؤولينا الكرام . وعلى هذه الجعجعة نستطيع ان نحسب حساب حل المشكلات الصغيرة والثانوية في هذه البلاد السعيدة مثل البطالة والفساد المالي والتضخم والوضع الامني والكهرباء التي ستأتيكم 16 ساعة كاملة بعد ان تستلموا بيوتكم !!
كتابة على الحيطان: الشعب يريد الغاء الاجتماعات!
نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 08:00 م