علاء المفرجي أبو ظبي الانتفاضة الخضراء التي هزت إيران على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، كانت خلفية لقصة حب تضمنها الفيلم الفرنسي "أزهار الشر" وهو التجربة الأولى  لمخرجه دايفيد دوسا.. وأزهار الشر كما يعرف الكثير هي مجموعة قصائد كتبها الشاعر الفرنسي شارل بودلير .
 لكن لا القصائد ولا الثورة الخضراء كانت المحور الأساس لموضوع الفيلم، بل هي مواقع التواصل الاجتماعي التي لعبت دوراً استثنائياً في إشعال حركات التغيير في المنطقة والتي كانت الساحة الإيرانية أول اختبار في فاعليتها في التحريض وتبادل الأخبار. الفيلم هو قصة حب في باريس بين (رشيد) وهو شاب فرنسي من أصل جزائري والشابة (اناهيتا) الناشطة في حركة التغيير في بلادها والوافدة حديثاً إلى باريس بسبب تفاقم أحداث بلدها. ومع تطور هذه العلاقة بالتوازي مع تطورها المحتدم في إيران الذي نستقبل تفاصيله من مواقع التواصل، تتقاطع حيثيات الحدثين بما يمنح السرد تطوراً ليس من الصعب فك شيفراته.. الفيلم عن التواصل الحضاري وأيضا عن ثور المعلومات التي تضرب أطنابها في كل مفاصل الحياة.. أدّى دور الشخصيات الرئيسة في الفيلم رشيد يوسف واليس بلايدي.وكما في هذا الفيلم فان الفيلم الثاني كان التجربة الأولى للمخرجة المغربية ليلى كيلاني، الذي حمل عنوان (على الحافة) وتأخذنا فيه إلى مدينة طنجة حيث حكاية أربع نساء تسكنهن رغبة الانعتاق من ظروف اجتماعية واقتصادية متردية ، وهو ما يجعلهن يقفن على الحافة بين التطلع للانغمار بالحياة وترفها أو السقوط في وهدة الخسارة، فمن العمل المضني في مصنع يمارس في الاستلاب على أوضح صورة، إلى السرقة من خلال مرافقة الرجال إلى ليالٍ حمراء.. لتكون النتيجة الضياع، وهي النتيجة المؤسسة على أرضية من القهر والامتهان.الفيلم مشغول بحرفية عالية لم تفسدها ما يفسد التجربة الأولى.. الأداء في هذا الفيلم كان متميزاً، خاصة الأداء المبهر للممثلة صوفيا عصابي.من جهة أخرى، تواصلت فعاليات المهرجان، حيث عقدت أمس جلسة نقاشية بعنوان "نجيب محفوظ سينمائياً" تبحث في جوانب علاقة نجيب محفوظ بالسينما كاتباً وإنساناً، كجزء فعال من عالمه الإبداعي. حيث ناقش المشاركون مساهمة نجيب محفوظ في السينما من خلال أعماله الروائية والقصصية التي أخذت طريقها إلى الشاشة، أو مساهمته ككاتب سيناريو، أو قصصه المكتوبة مباشرة للسينما، وقدمت دراسة مقارنة لعمله الذي اقتبسته السينما المكسيكية،  ومراجعة نقدية لأفلام صلاح أبو سيف وحسن الإمام التي اقتبساها عن محفوظ وكانا شديدي التأثر به. وأطلق خلال الجلسة كتاب "نجيب محفوظ سينمائياً"، الذي نشره المهرجان . وشارك في الجلسة النقاد: سمير فريد، وكمال رمزي ووائل عبد الفتاح، وكذلك الذين شاركوا بمقالات في الكتاب، وعبود أبوجوده الذي أُخذ قسم من ملصقات أفلام محفوظ المعروضة في بهو المهرجان من مقتنياته. أدار الندوة الناقد إنتشال التميمي، المبرمج الأول للأفلام العربية في المهرجان . وتشهد دورة هذا العام عرض عدد من الأفلام المقتبسة عن روايات محفوظ في إطار تخصيص المهرجان جانبا احتفائيا به.وفي خطوة هي الأولى من نوعها قدم أمس وضمن جديد المهرجان لهذا الدورة "ليلة السيدات"، وهي عروض خاصة بالنساء فقط يهدف المهرجان من خلالها إلى التأثير في فئة معينة من الجمهور وتشجيعها على التواصل مع المهرجان ومنح النساء يوماً خاصاً بهن ليشاهدن الأفلام معاً. ويتضمن البرنامج تقديم العرض الدولي الأول للفيلم الأمريكي "فليحفظ الرب حذائي"  إخراج جولي بيناسرا، وهو فيلم طريف ومرح حول علاقة الحب بين النساء وأحذيتهن ذات الكعوب العالية. مع آراء من أشهر المصممين مثل كريستيان لوبوتان ومانولو بلانيك وبيير هاردي، وأيضاً بعض المشاهير من المهووسات بالكعوب العالية مثل فيرجي وديتا فون تيس وكيلي رولاند. أما الفيلم الثاني المخصص للسيدات في عرضه الدولي الأول فهو الوثائقي "فتاة الموديل" من إخراج آشلي سابين ودايفيد ريدمن، والذي يطرح من البداية إشكالية عمل الأطفال، حيث في مكان ما من سيبيريا نرى عشرات الفتيات التي تتراوح أعمارهن بين الثانية عشرة والخامسة عشرة، وهن يخضعن لتجربة أداء من نوع آخر، المهم فيها هو النحافة والطول، مقاس الوركين والصدر..الخ، وذلك بما يتوافق مع متطلبات «الزبون» وهو في هذه الحالة السوق اليابانية التي تبحث عن معايير محددة، في طليعتها ألا يتجاوز عمر الفتاة الخامسة عشرة. لكن بالنسبة إلى العائلات الفقيرة في سيبيريا النائية فإن هذا يشكل فرصة ذهبية تخرجها من حال الفقر الذي يرزحون تحته.كانت عروض "مسابقة الأفلام القصيرة" قد انطلقت بما تحمله من تجارب مميزة لمخرجين عرب وعالميين، بينما تتابع "مسابقة أفلام الإمارات" عروضها مع عدد من الأفلام الروائية القصيرة.