TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: لا بديـل له !

على هامش الصراحة: لا بديـل له !

نشر في: 18 أكتوبر, 2011: 06:28 م

 إحسان شمران الياسرييقولون (والعُهدة عليهم، واسأل الله أن يدخلهم جهنم إن كانوا كاذبين)، إن دولة رئيس الوزراء رفض استقالة احد المسؤولين (الفاشلين) نظراَ لعدم وجود (بديل له).. واسأل الله مرة أخرى أن يُلقي الزاعمين بهذا القول في الدرك الأسفل من النار إنْ كان افتراءً على الناس وعلى المسؤولين، ولكن لنفترض إن دولته رفض بالفعل استقالة احد المسؤولين.. ولنفترض إن ذاك المسؤول لم يكن فاشلاَ ،بل مسؤولا على درجة كبيرة من الأهمية، وعلى سعة كبيرة بمهام مؤسسته..
 وكان ناجحاَ نجاحاً منقطع النظير.. وكل هذه فرضيات قد لا تجد من يقرأها في زحمة الكم الهائل من الصحف والأخبار والفضائيات و(الثــرد)، ولكن لكل فرضية لذتها، ولكل برهان نظرية لذته وفائدته..ودعني اسأل، لماذا نفترض إن شخصاَ ما لا بديل له. ومن هو الشخص بمواصفات من هذه الشاكلة.. وهل في دولتنا (عُسر) ولادات بحيث إن أُماَ عراقية ماجدة ولدت ولم تلد بعدها النساء.. فالمهندس موجود، ونتعثر بالكفاءات منهم، ثم لا نسأل عنهم.. والاقتصاديون أكثر من (الهمً على القلب) كما يقول سيد مهدي.. والأطباء العراقيون يُديرون أفضل مستشفيات العالم.. حتى قال احدهم إن نقيب أطباء بريطانيا عراقي.. أما المحاسبون، فيبحثون عمن يوفر لهم فرصة عمل، وبعضهم بكفاءة تبزُ كفاءة الانكَليز والكنديين والأمريكان.. فهل من مزيد.. المحامون والحقوقيون والمتخصصون بالعلوم السلوكية والجغرافيا والتاريخ والدين والتربية (الوطنية والقومية) والأحياء والصيدلة وشؤون العشائر والمختارون والضباط والغواصون والبحارون.. ولا ادري بقية المهن العديدة.. فمن المسؤول الذي لا بديل له، والذي شعر (ويا للعجب) انه فاشل فطلب التنحي لان الأمة (كفرت) من فشله.. ومع ذلك تتمسك به الدولة وتقول (لا بديل له).. أهو (أينشتاين)؟ لا ادري.. ولكن الأخير لم يدع انه (لا بديل له)، حتى انه منح سائقه فرصة أن يُلقي المحاضرة بدلا عنه في إحدى الجامعات نظرا لمقدار ما استوعبه (السائق) من معلومات نتيجة مرافقته.. يعني إن (أينشتاين) أصبح له بديل. فمن المسؤول الذي ليس له بديل أو (لا بديل له)؟ إن مَن يدّعي، أو يوهم الناس، والرؤساء، أنْ لا بديل له، هو المسؤول الفاشل الذي ينصب (الشرك) للناس، ويضع كل شيء رهناَ بشخصه ابتداءً من الإبرة وحتى نصب المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء أو تحلية المياه أو إطلاق الصواريخ.. إن دولتنا ابعد ما تكون عن مثل هؤلاء الشخوص واقرب للهزيمة بوجودهم..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram