TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: الأمن والمواطن

كردستانيات: الأمن والمواطن

نشر في: 18 أكتوبر, 2011: 06:49 م

 وديع غزوانفي ظل الأوضاع الأمنية المتردية سنبقى إلى حين نندب ضحايانا من الشهداء أو من المعوقين جراء  العمليات الإرهابية التي لم تفرق بين عراقي وآخر،  وتستهدف الجميع بلا استثناء عرباً وكرداً و تركماناً وغيرهم مسؤولين وضباطاً وكادحين لا فرق، المهم عند هؤلاء المجرمين عدم إيقاف مسلسل الدم  العراقي الذي ينزف بحرقة.
 ومن الطبيعي أن نلقي باللائمة على قادة الأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها لأنهم المعنيون أكثر من غيرهم بهذا الجانب، لكننا لا نغفل الأسباب الأخرى ولا نتجاهلها وفي مقدمة ذلك الصراعات السياسية وفرض قيادات وعناصر على المؤسسات الأمنية  جاءت بها المحاصصات التي شوهت كل شيء جميل كان يمكن ان يكون في العراق، عناصر غير مؤهلة أما بسبب أنها لا تعرف من شؤون الأمن إلا اسمه، وعديمة الخبرة والمقدرة والدراية  أو أن بعضها لا يؤمن بالذي جرى وحصل في العراق، وكلا النموذجين خطر، على الأقل هذا ما تردده دائماً النخب السياسية لكنها لا تعمل شيئاً لتغييره نحو الأحسن.. وسط ذلك كله هنالك قضية مهمة نعتقد أن أجهزتنا تعاملت معها بسطحية واقصد دور المواطن في تعزيز الأمن، ليس بالضرورة من خلال  تجنيده كمخبر سري أو عين لها، لقاء مبالغ مالية تصرف له، ولكن من خلال ترسيخ قناعة بواجباته تجاه مجتمعه الذي يعيش فيه. لقد أثبتت تجربة المخبر السري فشلها حيث لم تسفر إلا عن زج الأبرياء في المعتقلات، لذا فان  توعية المواطن بدوره هي المهمة في هذا المجال،  ونظن أن أول خطوة في هذا المجال إزالة حاجز الخوف وعدم الثقة بينه وبين الأجهزة الأمنية التي تحتاج إلى جهود أكثر من جهة، ليس من بينها بالتأكيد تلك الإعلانات السقيمة والبائسة التي تنشر وتذاع في الفضائيات بمبالغ كبيرة جداً. لا تعوزنا هنا النماذج عن سلبية المواطن تجاه عدم ممارسة الحد الأدنى من واجبه في هذا المجال ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما حصل قبل أيام في منطقة سكنية وسط حي الجامعة عندما تصدت عصابة إجرامية لسائق سيارة يعمل في الكهرباء وأمطرته برصاصات أدت إلى انحراف سيارته ثم - وتمادياً في الاستهتار - جاءت هذه المجموعة الى  السيارة لتجهز عليه بالكامل ثم تواصل طريقها راجلة إلى زقاق مجاور دون خوف، والناس يتفرجون شباباً وشيوخاً ونساء، دون أي رد فعل ايجابي من احد. المؤلم أكثر أن الضابط عندما حضر على رأس قوة رفض الجميع التعاون معه  وإعطاءه أوصافاً تقريبية للجناة الذين لم يكونوا ملثمين بحجة الخوف والرهبة، ما كان من الضابط إلا خاطب أهل المحلة قائلاً تصوروا لو كان الشهيد ابنكم ماذا كنتم تفعلون؟ هل تلوذون بالصمت؟ والى متى؟.  وحذرهم من أن مثل هذا التصرف يشجع المجرمين على انتهاك محلاتهم وربما يستهدفون بعد حين أي واحد آخر من المنطقة!  لم يجب احد وظلوا واجمين لكنهم يعرفون أنهم على خطأ.قد يعتقد البعض ان هذا التصرف طبيعياً في ظل الانفلات الامني الذي قد يتيح للمجاميع الإرهابية الانتقام، وهذا ما حصل فعلاً في بعض المناطق التي مارس الإرهاب دوراً خبيثاً افقد البعض إنسانيتهم ولكنه في كل الأحوال يتقاطع مع كل القيم ولا يحقق الأمن الذي هو مسؤولية الجميع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram