اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأفلام الإباحية تعصف بالشباب والمراهقين في ميسان

الأفلام الإباحية تعصف بالشباب والمراهقين في ميسان

نشر في: 18 أكتوبر, 2011: 06:55 م

 العمارة/ رعد الرسامشرُّ البليّة ما يُضحكروى لي صديق ،والعهدة على الراوي ، طرفة مريرة  مفادها  أن شابا شبه مختل (نص ستاو) على حد وصفه،  من سكنة منطقته ،  كان في ما مضى هادئا منطويا على ذاته  لم يبدر منه ما يضايق أو يزعج أهالي المنطقة ، ولكنه انقلب في الآونة الأخيرة  إلى مشاكس،
فراح يدور على بعض المنازل  في أوقات متباينة، طارقا أبوابها بشدة، وزاعقا بأعلى صوت، مناديا بأسماء بعض المراهقين من سكنة تلك المنازل : "فلان .. فلان ..أطلع .. تعال راويني ..تره اكسر الباب"، وغالبا ما يخرج احد الساكنين ويقوم بتهدئته وسحبه بعيدا محاولا الاستفسار منه عما يريد رؤيته ولكنه كان يلتزم الصمت، وبعد تحري شباب المنطقة عن سر انقلاب سلوك وتصرفات هذا الشاب اكتشفوا أن بعض المراهقين من منطقتهم كانوا يختلون به كل مساء في أحد منعطفات الزقاق ويرونه مقاطع من الأفلام الإباحية المخزونة في هواتفهم النقالة ليضحكوا على تعليقاته وانفعالاته معها .rnوفي الوقت الذي أشار الصديق إلى أن بعض أولئك المراهقين  تمت معاقبتهم من قبل ذويهم ومصادرة  هواتفهم النقالة ،لفت إلى خطورة موضوعة تفشي ظاهرة تداول الأفلام الإباحية في أوساط الفئات العمرية المختلفة وخصوصا الفتيان والمراهقين وتأثيراتها السلبية على القيم والأخلاق والسلوك الاجتماعي راهنا ومستقبلا . وقد كنت استرجع  تفاصيل هذه الطرفة كلما لمحت مجموعة شبان مجتمعين لمعاينة محتويات نقال احدهم، أو شاهدت مراهقا منشغلا بتصفح  شاشة هاتفه النقال. حتى دفعني الفضول الصحفي لمعرفة مصادر هذه المقاطع الإباحية، فرحت اسأل هذا واستفسر من ذاك إلى أن أرشدني أحدهم إلى أحد المصادر الرئيسة لتسويق وتداول هذه الأفلام التي تروج باستخدام (رامات ) بحجم ظفر الإبهام  وبأسعار زهيدة في سوق الموبايلات .rnسوق قذرة.. يرتادها مراهقون وأطفال بلا رقابةوسوق الموبايل هذه عبارة عن تجمع لباعة بسطيات وزبائن من مختلف الأعمار وهي سوق مكشوفة تنقلت إلى أكثر من مكان لتستقر أخيرا في مساحة من رصيف الشارع المحاذي لبداية نهر الكحلاء قريبا من جسر الماجدية في مدينة العمارة، ورغم صغر هذه السوق ومحدودية زبائنها ‘ إلى أنها آخذة بالنمو والاتساع ، وبدأت تستقطب مؤخرا المراهقين والأطفال بعيدا عن كل رقيب ، وإذا ما كان ظاهر التعاملات التي تجري هنا هي بيع وشراء الهواتف النقالة الجديدة والمستعملة إلا أن حقيقة الأمر هو ان معظم نشاطات  مرتادي هذه السوق تتركز على بيع وشراء  ذاكرة الخزن الخارجية او ما يعرف بـ ( الفلاشات والرامات ) التي تباع هنا وأغلبها محملة  بالأفلام والمقاطع الإباحية، ورغم ان التعامل هنا  يجري بشكل علني ومكشوف إلا ان لغة التعامل تتميز بمسحة من الترميز والتمويه  خلال الترويج للبضاعة و المساومات عليها ، عبر استخدام مصطلحات من قبيل (4 كيكا عراقي ، 16 كيكا أجنبي ، كوكتيل ، زبد ودبس) وغيرها من المصطلحات التي تتعلق بماهية هذه الأفلام مثل جنسية أبطالها وألوان بشرتهم وغير ذلك من معلومات وقفنا عليها بعد جولة لأكثر من ساعة داخل جموع المحتشدين هنا. وهذه السوق بدأت صغيرة جدا وعلى نطاق ضيّق قبل سنوات قلائل في شارع التربية  وسط المدينة وبسبب الزحام  وشكاوى أصحاب المحال قامت الشرطة بمنع الباعة فانتقلوا الى سوق النجارين  ولنفس السبب تم طردهم من هناك فانتقلوا الى المكان الحالي.أول من تحدثنا إليه هنا كان أحد باعة المرطبات الذي اتخذ لعربته مكانا عند حافة الحشد، رجل يناهز الأربعين وخط الشيب سالفيه ، سألناه عن مشاهداته خلال عمله في هذا المكان فتردد قليلا وحاول التملص بلباقة ولكنه رضخ أخيرا لإلحاحنا وتحدث قائلا " هذه السوق تقام كل يوم من العصر إلى ما بعد مغيب الشمس وفي أيام الجمع تقام نهارا ومساء،  وبحكم عملي هنا فاني تعرفت على كثير من الباعة الدائمين، وكذلك عدد من رواد السوق الذين يكثرون من التردد هنا لبيع او شراء الموبايلات وملحقاتها"  وعن معلوماته بخصوص تداول الرامات والفلاشات المحملة بأفلام الجنس، أكد وجود هكذا أمور ولكنه ألقى باللائمة على عوائل الشباب والمراهقين والأطفال الذين يسمحون لأبنائهم بالتردد على السوق الذي وصفه بالقذر متابعا " كثيرا ما تحدث مشاجرات هنا  بسبب اكتشاف احدهم لموبايله المسروق بيد شخص يحاول بيعه أو مبادلته. إضافة الى تعامل أطفال في بيع هواتف ورامات مليئة بمقاطع الأفلام الخلاعية وبالتأكيد هذا يسبب انحرافهم " ونفى محدثنا وجود أية رقابة من قبل الشرطة أو الجهات الأخرى على هذه السوق . من جهته، قال فلاح حافظ جاسم، الذي يمارس  شراء وبيع الهواتف المستعملة هنا: انه يمارس هذا العمل اضطرارا ، فهو بالأساس كهربائي ولكن ندرة العمل  دفعته الى هذه السوق للبحث عن رزقه كما يقول، لافتا إلى أن العمل هنا  لا يدر عليه إلا ربحا بسيطا لا يتجاوز الـ 7 آلاف دينار في أحسن الأحوال عن كل هاتف يبيعه، مبيناً أن أياما تمر دون أن يبيع واحدا من ه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram