عامر القيسي لو تسنى لأصحاب القرار السياسي في البلاد أن يجروا استطلاعا دقيقا للرأي العام عن اعتقاداتهم بشأن التفجيرات التي تجري في البلاد واغتيالات الكواتم، لما تردد معظمهم من القول بان ما يجري هو من داخل البيت الواحد، وهو اعتقاد ليس جديدا على الاستشعار الشعبي عن بُعد. ويوميا يتحفنا القادة بتصريحات تؤكد صحة استنتاجات الناس التي تؤكدها أيضا التقارير الخاصة والعامة.
هاهو السيد طارق الهاشمي وهو في موقع الهرم السياسي يقول في تصريح صحفي "أن من يقدم الملاذات الآمنة للمجرمين والقتلة ويوفر لهم المحاضن للتحرك، والمتفجرات موجود بين العراقيين" ولا اظن ان السيد الهاشمي، ان لم اكن في غير جادة الصواب، انه يقصدنا نحن المواطنين الذين نسعى صباح مساء من اجل لقمة عيشنا. فنحن لا نستطيع أن نقدم ملاذات للقتلة ولا نوفر لهم المحاضن للتحرك، فهذا العمل، ويشاطرني الرأي السيد الهاشمي، من اختصاص قوى وأحزاب وكيانات تستطيع بسبب نفوذها داخل السلطة قادرة على ان توفر ملاذات وتهرب أسلحة وترصد تحركات وتساعد في تنفيذ الجرائم، ثم تستنكر وتشجب وتذرف الدموع وربما تلطم الخدود على الضحايا. وبالأمس قال لنا السيد المالكي إن قواتنا الأمنية مخترقة، لكنه لم يقل لنا من هي القوى القادرة على اختراق قوات أمنية معظمها من الأحزاب المتنفذة في الحكومة والبرلمان! بل انه قال انه اكتشف ان بعض الضباط يهربون معلومات إلى بعض دول الجوار، ولم نعرف أية دولة هي ولماذا لم تتخذ الحكومة موقفا تجاه دولة تخرب حياتنا وأيامنا "السعيدة". وهذا الموضوع أكدته أكثر من مرّة القيادات الأمنية كافة وهم يحللون لنا واقعنا الأمني البائس. هذه نغمة ليست جديدة ومع ذلك يستمر قادتنا في تذكيرنا بها دون أن يقولوا ماذا فعلوا أو ماذا سيفعلون!نشرت احدى الصحف المحلية أمس معلومات عن تقرير دولي يؤكد وجود بعض السياسيين العراقيين متورطين بقضايا إرهاب سيتم الكشف عنهم قريبا وحسب التقرير فان بعض هذه الممارسات تصل الى مستوى "الابادة الانسانية" بل إن التقرير يقول ان جهات سياسية معروفة تقف وراء تلك الجرائم! ربما لا يكون التقرير دقيقا، لكن الذي نعرفه ان بعض المجرمين بيننا، وانهم يتمتعون بحماية سياسية ولا نقول رسمية، والاجرام غير مقتصر على التصفيات بالكواتم والتفجيرات السياسية، فنهب مال الشعب جريمة والرؤوس التي تمارسها محميّة بسور سليمان وبشعار "اليوصل حدنه نكص ايده"!على قادتنا الكرام ان يكفوا عن تخويفنا يوميا وان يقدموا لنا، ان كانوا راغبين بذلك، كشفا لحساب الدماء التي اهدرت بسبب مصاصي الدماء من المتواجدين بيننا، والا يكون عملهم انتقائيا وتسقيطيا وأوراقا يستخدمونها في ألاعيبهم السياسية متى كلما دعت ضرورتهم ومصالحهم ذلك.انني فقط اريد ان أسأل: اذا كانت الحكومة غير قادرة على مكافحة الفساد المالي وحل ازمات البطالة والكهرباء والبيئة والصحة والتعليم وحماية حدود الوطن والتخلص من المجرمين الجالسين بقربها.. فماذا تفعل هذه الحكومة يا ناس؟
كتابة على الحيطان :المجرمون بيننا !!
نشر في: 18 أكتوبر, 2011: 08:46 م