أبو ظبي/ علاء المفرجي المخرج المكسيكي الطليعي ارتور ربستين تلميذ المخرج الاسباني السريالي الكبير لويس بونويل، واحد أهم رموز السينما المكسيكية الآن حضر المهرجان مصطحبا فيلمه المهم (أسباب القلب)، الذي كان مخلصا فيه لمنهجه في اعتماد الأدب والروايات العالمية موضوعات لأفلامه. فمنذ فيلمه الأول (وقت للقلب) الذي تعاون في كتابته معه اثنان من أهم كتاب الرواية في أمريكا اللاتينية،
غابريل غارسيا ماركيز وكارل فوينتس وليس انتهاء بأعمال ماركيز ونجيب محفوظ، فان ربستين اغترف من عيون الروايات موضوعا لأفلامه، ولكن بمعالجة تشير إلى أسلوبه المتفرد بالعمل.وكما نقل ربستين أجواء القاهرة إلى المكسيك في فيلمه المعد عن رواية نجيب محفوظ (بداية ونهاية)، فانه قد اختار في فيلمه (أسباب القلب) إحدى أهم الشخصيات الروائية في الأدب الفرنسي (ايما) في رواية جوستاف فلوبير (مدام بوفاري) لتكون موضوعا لفيلمه هذا.من خلال امرأة مكسيكية تعيش الأجواء النفسية والاجتماعية نفسها. ومنذ المشهد الاستهلالي في الفيلم يجعلنا ربستين نعيش لحظات القلق والخواء الذي تعيشه بطلة الفيلم التي تتنازعها الرغبة في الانعتاق من القيد الاجتماعي والإحساس باللاجدوى من حياة لا جديد فيها سوى الهمّ الاجتماعي والاقتصادي.. ومثل ايما شخصية فلوبير تشعر بالنفور من الحاضر الرتيب، حالمة بحياة مكتظة بالعاطفة لتنغمس فيها برغبة عارمة، لكنها تصطدم بواقع لا يمنح أمثالها فرصة الانفلات..امرأة متزوجة من زوج خال من الحياة لا يوليها الاهتمام المطلوب.. تعشق مهاجر كوبي لا يبادلها الحب نفسه، فهو منشغل بحياته وطموحه في أن يكون عازف ساكسفون مشهور، وهي لا تتوانى أيضا في خيانة الاثنين في لحظة يأس مطبقة مع رجل جار لها. تحاول الزوجة الانفلات من هذه الدائرة المغلقة بلاجدوى لتقرر الانتحار.. وعند جثمانها يجتمع الرجال الثلاثة مع ابنتها الصغيرة بحوار هامس تصحبه موسيقى الساكسفون الحزينة..بلغة سينمائية جميلة يستبطن ربستين دواخل شخصياته، بأجواء قاتمة تقبض النفس – الفيلم منفذ بالأبيض والأسود – وأداء معجز للممثلة ارسيليا راميريز.أفلام أخرى ضمها منهاج الدورة الحالية للمهرجان.. فقد عرض فيلم المخرج الأمريكي ستيفن سودربيرغ ( عدوى) ..وصاحب (ترافيك) و (ايرين بروكيفيتش) يتحدث في فيلمه هذا عن انتشار فيروس في العالم يتسبب بموت ضحاياه في أيام معدودات. ومع تفشي الوباء، تسارع الأوساط الطبية العالمية للعثور على علاج لهذا المرض والسيطرة على الذعر المتفشي بين الناس أسرع من تفشي الفيروس نفسه ... يفتح سودربرغ في ( عدوى) ظاهرة انتشار الأوبئة التي تسببها فيروسات غير معروفة سابقا، وهو الأمر الذي يثير شكوكا حول دور شركات الأدوية الكبيرة في العالم بهذا الموضوع.. استعان سودربرغ بعدد من أهم نجوم السينما الأمريكية . مات دايمون، غوينيث بالترو، كايت ونسليت، جود لو، ماريون غوتيلار ولورنس فيشبورن.كما قدم أمس الأربعاء العرض الأول لفيلم المخرج الإماراتي نواف الجناحي "ظل البحر"، المشارك ضمن مسابقة آفاق جديدة. والفيلم هو أول شريط إماراتي طويل تنتجه شركة إيمج نيشن أبو ظبي. يأتي الفيلم، الذي يندرج ضمن الأعداد المتزايدة من الأفلام الإماراتية الطويلة، بعد عامين من تحقيق المخرج لفيلمه الروائي الطويل الأول "الدائرة" والذي حاز استقبالاً نقدياً مشجعاً. وتدور أحداثه في أحد أحياء رأس الخيمة الشعبية، حيث العادات والتقاليد والثقافة المحلية تجعل من التعبير عن المشاعر بحرية أمراً صعباً. هكذا نتابع قصة المراهقيْن منصور وكلثم في رحلتهما لاكتشاف الذات وسط أجواء عائلية وقيم مرتبكة. وفي الوثائقي قدم آخر أفلام المخرج الإيطالي الشهير ناني موريتي "لدينا حبر أعظم"، الذي يتخيل بحسّ كوميدي أزمة تحدث في الفاتيكان عندما يرفض الكاردينال ملفيل (مايكل بيكولي) قيادة المؤمنين الكاثوليك روحياً.جلسة نقاشية عقدت بعنوان (أبعد من هوليوود وبوليوود/ مستقبل السينما المستقلة في المنطقة)، تبحث في سر نجاح الأفلام غير الهوليوودية او البوليوودية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويشارك فيها خبراء من شركات المبيعات العالمية، ومن الموزعين الإقليميين، الذين يناقشون أنواع الأفلام التي تثير اهتمامهم، وعلاقتهم بالمهرجانات السينمائية، وعملية صنع القرار التي تقف وراء الصفقات السينمائية في هذه المنطقة. وقد تضمنت المشاركين جان لوكا شقرا، رئيس مجلس إدارة "فرونت رو فيلمد إنترتينمنت"؛ مايكل ورنر، رئيس "فورتيسيمو فيلمز"؛ فردريك سيشلر، رئيس "باشا بيكتشرز"؛ ماهي جولتشن ديبالا، المدير التنفيذي في "فارز فيلم"؛ وهشام الغانم، المدير العام لشركة الكويت الوطنية للسينما.من جهة أخرى، تم الإعلان عن جوائز مجلة (فاراييتي اربيا) العريقة في عالم صناعة الترفيه، وشريكة المهرجان منذ وقت طويل، حيث تم اختيار المخرج الإيراني أصغر فرهادي من قبل مجلة "فاراييتي" للفوز بجائزة "مخرج الشرق الأوسط".. وفرهادي هو المخرج الرابع الذي يحوز على جائزة "فاراييتي" التقديرية في المهرجان. وقد عُرف بفيلمه "عن إيلي" الذي
مدام بوفاري برؤية تلميذ بونويل.. والأميركي سودربرغ يلاحق فايروساً غامضاً
نشر في: 19 أكتوبر, 2011: 06:12 م