بغداد/ إياس حسام الساموكدافع قيادي رفيع المستوى في ائتلاف العراقية، عن مبادرة رئيس البرلمان أسامة النجيفي التي يسعى من خلالها إلى جمع رؤساء السلطة التشريعية للسعودية وتركيا وإيران على طاولة حوار في بغداد، فيما لم يتفق ائتلاف دولة القانون على موقف موحد تجاه خطوات النجيفي،
بيد أن متخصصين في الشأن السياسي شددوا على وجود أيادٍ أميركية وراء هذه المبادرة، متوقعين صعوبة إيجاد حلول من خلالها وان واشنطن ستسعى وبجميع الأوراق التي تمتلكها للضغط لإيقاف التدخل الإيراني ما بعد الانسحاب.rnرئيس كتلة (حل) البرلمانية، عضو الوفد المفاوض لائتلاف العراقية احمد المساري، وجه انتقادات شديدة للأطراف التي تسعى للتقليل من أهمية مبادرة النجيفي، في إشارة منه إلى ائتلاف دولة القانون، متهما إياه بأنه لا يريد استقرار المنطقة وتفعيل الحوار.وعلى العكس من المخاوف التي أبداها النائب عن الكتلة ذاتها، محمد الكربولي والذي وصفها بـ "سلاح ذي حدين" وإذا ما فشلت فأنها ستعزز الانقسام في المحيط الإقليمي، ظهر المساري في تصريح لـ"المدى"، أمس متفاءل بها وتساءل "لماذا لا تدعم الأطراف موقف رئيس البرلمان في هذا الخصوص، أليست خطوته تعتبر عودة لتأثير بغداد على المحيط الإقليمي ولاسيما في تهدئة الأجواء المشحونة بين طهران والرياض على خلفية قضية محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن والتي وجهت أصابع الاتهام فيها إلى إيران".وحاول المساري الرد على جميع الاعتراضات التي وضعت من قبل ائتلاف دولة القانون والتي كان أحدها عبر النائب خالد الأسدي، والذي رأى أمس الاول أنه "كان من الأجدى بالنجيفي عرض مبادرته على العراقيين قبل التوجه بها للجوار"، رئيس كتلة (حل) النيابية أعرب عن امتعاضه من هذا القول، وشدد على أن "النجيفي رئيس أعلى سلطة في العراق، بل هو فوق نوري المالكي وبالتالي فله أن يفعل ما يشاء في سبيل الحفاظ على امن المنطقة ويجب على الشركاء الالتفاف حوله ومساندته من اجل حل المشاكل المستعصية في المنطقة ومن يرى عكس ذلك فهو مع استمرار التشنج والخلافات". وفيما يتعلق بعدم قناعة دولة القانون والتي نقلها علي الشلاه بموافقة الجانب السعودي على مبادرة رئيس البرلمان، رد المساري "لا أريد الخوض في هكذا سجالات، ولكنني أود الإشارة إلى مسألة غاية في الأهمية، ان النجيفي طرح ما يريد، وللأطراف الإقليمية التي تريد الخير لها ولجيرانها الموافقة عليها بما في ذلك السعودية وإيران وتركيا وعلى بغداد التعامل معها باعتبارها واقع حال واللجوء إلى الحوار من اجل كسر الجمود السياسي".من جانبه كسر القيادي في دولة القانون عبد الهادي الحساني، من حدة التصريحات لنواب ائتلافه، واعتبرها تعبيرا عن وجهات نظر شخصية، مؤكدا وقوف دولة القانون مع أية مبادرة مبنية على المصلحة العامة.وأضاف الحساني في تصريح لـ"المدى"، أمس "ما أدلى به نوابنا لا يعد انتقادا إنما وجهات نظر مختلفة تحمل أبعادا معينة ونحن نرحب بإرجاع العلاقات مع جميع دول الجوار"، إلا انه حمل على الرياض أنها لا تريد علاقة تمثل الواقع العربي الإسلامي مع العراق، داعيا اياها إلى طرق الأبواب من اجل ترطيب الأجواء والنظر الى المصالح المشتركة من خلال تفعيل العلاقات السياسية والتجارية".ومن وجهة نظر القيادي في دولة القانون، فأن المشاكل التي تواجه المنطقة اغلبها مفتعل وان التوجه الأصلح يكون من خلال عدم التدخل في الشؤون الداخلية وتكوين اتحاد مشترك كما حصل في أوربا، وان نجاح النجيفي يعد خطوة ايجابية لجميع دول المنطقة".من جانب آخر يرى مراقبون في مبادرة رئيس البرلمان أيادي أميركية تسعى لخلق جبهة تركية سعودية لمواجهة التغلغل الإيراني المحتمل بعد الرحيل الأميركي نهاية العام، وان تحركات رئيس البرلمان لم تأت من رغبات شخصية لولا وجود موافقة لإدارة واشنطن عليها، أما عن اعتراضات دولة القانون على خطوات النجيفي فلا تعدو كونها وجهة نظر حزبية تحاول إفشال أي مشروع جديد من الممكن أن يحسب للكتلة المنافسة لها لاسيما وان النجيفي يعد ابرز قيادات القائمة العراقية وبالرغم من قربه من دولة القانون والحزب الحاكم يبقى منافسا له في المرحلة المقبلة التي ستشهد عددا من الاستحقاقات السياسية.أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل يصف مهمة النجيفي بالصعبة في التوفيق بين توجهات الدول الإقليمية المختلفة، وتابع في حديثه لـ"المدى"، "ليس الغرض من خطوة رئيس البرلمان الاجتماع لأن ذلك الأمر تحقق في العراق بين واشنطن وطهران للتوفيق بين مصالحهما ولكنه فشل".إن المسألة قد تبدو شائكة في جمع الرياض وطهران على طاولة حوار واحدة، لكن الأمر يزداد تعقيدا وحسب، فاضل، إذا ما أضيفت أنقرة كطرف ثالث لهذه المعادلة، وأوضح "في هذه الحالة سيكون من المتعذر جدا الوصول الى حلول منصفة للعراقيين، لافتقار بغداد وسائل ضغط على هذه الدول التي تمتلك أوراق لعب قوية داخل البلاد"، ويبدو ان فاضل يشير هنا إلى الأطراف السياسية العراقية الحليفة لها فضلا عن المجموعات المسلحة المدعومة من
مبادرة النجيفي تدخل مرحلة التسقيط السياسي.. والعراقية: من يرفضها باطل

نشر في: 19 أكتوبر, 2011: 08:27 م









