الرئيسية > سينما > معارك طاحنة تحدث بسبب الرجال.. وعند المرأة كلُّ شيء مباح!

معارك طاحنة تحدث بسبب الرجال.. وعند المرأة كلُّ شيء مباح!

نشر في: 19 أكتوبر, 2011: 08:31 م

بغداد – المدىمواضيع المرأة شائكة رغم تشابهها، ومشاعرها ورغباتها وطموحاتها أمور تثير أحياناً التشويش والفزع وعدم التمييز عند الكثيرين، نظرا لالتباس فهمها، والتعامل معها سواء أكان بعفوية أو بحذر أو حتى بخوف .. والرجل هو الآخر، موضوع شائك ومزدحم بالأوهام، هذه الرغبات والطموحات والأوهام خلقت مواقف وخيارات بين النساء، أباحت لحروبهن ومعاركهن تزيين صورهن أمام الرجل للفوز بقلبه..
وعلى ما يبدو أن المجتمع يحيط المرأة بخطاب دائم التوتر، خطابات تساهم  باستمرار في خلق إشكاليات تحيل مشاعرها وعواطفها إلى سمات وصفات يتداولها ويحكم عليها بأثر رجعي... تقول سارة حميد وهي في العقد الثالث من عمرها، بأنها تغار كثيراً على زوجها، وتحديداً من أية امرأة تتصل به أو تتحدث معه، مشيرة إلى أن مجال عمل زوجها يحتم عليه العمل مع مختلف النساء. هذه المشاعر التي خطفت راحة سارة، هي من أجل الحفاظ على حياتها الزوجية كما تقول، مشيرة إلى أنها في بداية الأمر، كانت تلجأ للشجار باستمرار مع زوجها، إلا أن هذا الأمر لم يغير شيئاً من حياته، بل على العكس زاده بعداً عنها، وإذا كان الزوج لا يشعرها بتلك العلاقات في السابق، فبسبب المشاحنات والتشنجات، بات اليوم لا يهتم بمشاعرها ويزاول مهامه في هذا الصدد علناً.  حكاية لمشاعر أخرىنورس محمد، موظفة في العقد الثالث من عمرها، تحركت في أحد الأيام مشاعر الإحباط بداخلها، فطرحتها ضحية لخيانة خطيبها، الذي أستطاع أن يحولها من امرأة محبة كالأحلام الجميلة، إلى كابوس ينهش في المحبين حتى يرديهم قتلى.. عن قصتها تقول: تعرفت عليه بعد علاقة عاطفية دامت لعامين، كنت رغم ثقتي العمياء به، أشعر بالخوف من عيون وتلميحات الزميلات، اللائي ما يبرحن أن ينتهزن أي فرصة للتقرب منه.. خلال عامين خضت معارك لا حصر لها معهن، من أجل الحفاظ على خطيبي خوفاً من أن تخطفه واحدة منهن، حتى أعلنت خطوبتنا، وبعد شهرين تركني، حتى دون معرفة الأسباب، إلا أنني علمت في ما بعد أنه أقام علاقة عاطفية مع زميلتي، وعلى أثرها فسخ الخطوبة معي. الانتقام هي حزمة المشاعر التي وقعت برمتها عليها، مشاعر استخدمها في صور ومواقف متنوعة ومختلفة، مشاحنات ومشاجرات وإشاعات ترمي بها على كل امرأة مخطوبة أو على تلك التي ارتبطت بعلاقة عاطفية مع شخص... هكذا أصبحت نورس!.   كيف يراها الرجل؟!.ولأن وميض رضا، الذي يعمل موظفا حكوميا يرى أن المرأة أصبحت مشاعرها مفتضحة أمام الجميع، وتغير سلوكها عما كان يعرف سابقاً، كونه يقاس بحيائها، والاعتقاد في أن المرأة التي لا تبدي مشاعرها، توضع في خانة النساء الضعيفات، غير القادرات على التعايش مع الآخرين، مشيراً إلى أن غالبية النساء تتشاجر لحسم المعركة لصالحهن ويتناسى من أجل ماذا تخاصمن.  هكذا يفسر بعض الرجال سلوك المرأة في التعبير عن مشاعرها السلبية، مشاجرات ومشاحنات وشكوك لا تنتهي، ولكن كيف إذا ما عبرت عن مشاعرها الإيجابية؟!..على الرغم من كم الانتقادات التي تتعرض لها النساء بهذا الصدد بسبب ارتكابهن لسلوكيات مرفوضة، إلا أن الشاب محمد جابر يعترف بأن التعبير عن المشاعر عند المرأة بالصورة التقليدية لم يعد له أي تأثيرات إيجابية في نظر النساء كالسابق.  كرامة المرأة أمام الرجلفي المقابل، ترى المواطنة سندس الياسري أن واقع المرأة قد أختلف، عما كان موجودا وشائعا في السابق، فقد كان الحياء واضحا للعيان، والذي هو في حقيقة الأمر واقعا يحتم على كل امرأة الحفاظ عليه، وما يحصل اليوم من تعبير سمج للمشاعر من قبل بعض النساء، يجعلهن فريسة سهلة المنال لمن يحاول استغلالهن من الرجال، بل أن الحروب التي تشنها المرأة على غيرها من النساء بسبب الرجل، هي بعيدة كل البعد عن تلك المشاعر النبيلة التي تحملها المرأة في ذاتها، لو كانت مؤمنة لقضيتها التي تعتبرها دافعاً عن مشاعرها تجاه هذا الرجل، متسائلة كيف يمكن أن تحفظ المرأة كرامتها أمام الرجل وهي تفعل تصرفات و أفعالا معيبة من أجله. وترى الياسري أن المرأة في حقيقتها ( الأنثوية ) لا تستطيع المبادرة والدفاع عمن تحب من خلال المشاجرات، لأن المجتمع يحكمها من خلال سمعتها وتصرفاتها، فأن بدر منها أي أمر غيّر نظرة هذا المجتمع عليها ربما ستوضع هذه المرأة أو تلك في خانة ضيقة من الأخلاق والحياء.. هيمنة المرأة النفسيّة وفي العادة، مشاعر الإنسان تقوم بطرح ايعازات إلى الجسد، ليترجم ما تبتغيه بصيغة أفعال وتحركات.. حيث ترى الباحثة الاجتماعية والنفسية سوسن كاظم أن أي ميول في المشاعر سواء أكانت إيجابية أو سلبية، خيراً أم شراً، فأنها تبدأ بشرارة، هذه الشرارة تتولد من مشهد معين أم موقف لم يكن مدرجاً في البال، لتتسع وتأخذ حجمها الذي يتفاقم وفق الغاية الحقيقية من صناعتها والتي حتماً لا ندركها، لذا نجد هذه المشاعر تشتغل في مجال نفسي لتتحول بعد سيطرتها على الشعور إلى سلوك، يجعلنا نأخذ قراراتنا وفق ما يريد هو، ونادراً ما نستطيع كبحه، رغم محاولاتنا بعكس ما تهوى مشاعرنا، لفرض هيمنتنا النفسية أمام هذا الرجل أو الزوج. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إردوغان عن دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح: "فرصة تاريخية"

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

أثار اهتمامي موضوع زوجات مقاتلي داعش فجسدت دور ربيعة

الفائزون في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

مقالات ذات صلة

سينما

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

قيس قاسم تطرح مُشاهدة "بغداد تثور" (2023)، للعراقي المقيم في النرويج كرار العزاوي، كغالبية الأفلام الوثائقية الراصدة حدثاً دراماتيكياً آنياً، السؤال الإشكالي نفسه: أينبغي التريّث والانتظار لتوثيقه، ريثما تنضج في ذهن السينمائي، المعني برصده،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram