 بغداد/ المدىكتب الجندي الاميركي كريستوفر كوردر الذي خدم في فرقة المشاة الأولى والفرقة المدرعة الأولى عن تجربته في "العراق.. الحرب المنسيّة"، وذلك في زاوية خصصتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية للجنود الذين شاركوا في حرب العراق وأفغانستان كي ينقلوا تجربتهم الميدانية كما عايشوها من الداخل.
يروي كوردر كيف اتصل به صديقه يسأله "كيف الحال في أفغانستان..أنا في العراق ولست في أفغانستان..لا لا أنت تمازحني، لقد انتهت الحرب هناك منذ وقت، رأيت ذلك على التلفاز..فعلاً؟! لقد نسوا أن يخبرونا ذلك هنا!!".ويستطرد الجندي الأميركي قائلا "حتى بعض زملائي هنا تختلط عليهم الأمور.. وقد ذهب بعضهم إلى القول بأن لا ضرورة لارتداء أي شارة تدل على ممارسة مهام المكافحة لأن المعركة انتهت"، ثم يقول كوردر "لكن مهلا، المشكلة أن أحداً لم يقل للعراقيين أن حربنا عليهم قد انتهت..ما زال الجنود يسقطون في الشوارع، والقوافل تتعرض للهجوم، والعبوات الناسفة تزرع في كل مكان".يعود كرودر في ذاكرته إلى اليوم الذي أعلن فيه الانتقال من عملية "تحرير العراق" إلى عمليّة الفجر الجديد، و يعترف قائلاً "أنا أدرك أن فريقي وأنا احتفلنا بتلك المناسبة بطريقة هستيرية، وامتلأت السماء بالألعاب النارية... ظننا أن الحرب انتهت... وما هو إلا بعض الوقت حتى دق جرس الإنذار معلناً وقوع انفجار قريب".ويقول كرودر في نهاية المطاف "كل تلك الأمور الرائعة التي ظننت أنني قمت بها أثناء تأديتي لمهامي لم أحمل منها سوى ذكرى واحدة..صورة امرأة وهي تصرخ فوق جثة زوجها الممزقة إلى أشلاء.. ويتساءل كرودر ساخراً "لكن ليس ذلك حقيقياً، صحيح؟ في الظاهر، لقد وضعت الحرب أوزارها، وعليه لا يمكن لهذا المشهد أن يكون حقيقياً".وعلق قائلا "إنه العراق..لقد تحوّل إلى حرب منسيّة".يخبر كرودر كيف استوقفه المسؤول العسكري وهو يجهّز نفسه للعودة إلى الديار ليقول له "لقد كنت في الجحيم وستعود..رأيت هنا أسوأ ما يمكن أن ترتكبه البشرية بحق بعضها البعض..لذلك ليس من المستحسن الحديث عن هذه التجربة في الديار"، ثم يضيف كرودر "ولكن للأسف ما من أحد هناك قد يكون مهتما".