TOP

جريدة المدى > سياسية > تقرير أميركي يكشف الانتهاكات بحق حرية الصحافة في العراق

تقرير أميركي يكشف الانتهاكات بحق حرية الصحافة في العراق

نشر في: 20 أكتوبر, 2011: 06:54 م

انتهت الصحافة العراقية الى ما لم يكن يفترض ان تنتهي اليه. فعندما أطاحت القوات الأمريكية بصدام حسين، افتخرت ادارة الرئيس جورج بوش بظهور ما وصفته بالصحافة الحرة والمفتوحة في العراق. وأنفقت الادارة أكثر من 500 مليون دولار لتطوير تلفزيون العراقية الجديد
والمحطات الإذاعية وتدريب الصحافيين الشباب العراقيين، وهو مبلغ لم يسبق لواشنطن ان أنفقته على مثل هذا النوع من البرامج.ويقول تقرير نشرته مجلة "ناشيونال جورنال" الأميركية انه بدلا من تأسيس صحافة حرة يبدو العراق اليوم أشبه الصين وليس بأميركا. وبدأ الهجوم على الصحافة يوم 17 شباط هذا العام، مع مقتل الصحفي هلال الأحمدي في الموصل، والذي ركز على الفساد الحكومي. وبعد سبعة أيام، اقتحم جنود مكتب مرصد الحريات الصحفية، وهو احد المنظمات المستقلة المدافعة عن الصحافيين. ويقول زياد العجيلي، مدير المرصد "إنهم يريدون منا إغلاق المرصد كي يمهدوا الطريق أمام ما يعتزمون القيام به". وصادرت القوات أقراصا صلبة وكاميرات، وغيرها من الملفات الخاصة بالمرصد.في الأسبوع التالي، احتج عشرات الآلاف من الشباب العراقيين على أداء الحكومة، استجابةً لاحتجاجات الربيع العربي. أولا، بدأ وكلاء الحكومة العراقية باعتقال صحافيين كانوا يغطون الاحتجاجات، ومصادرة كاميراتهم وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. اكتسحت فرق أمنية وضربت عشرات المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص لتفريق الحشود. وقتل تسعة عشر شخصا واعتقل عدة آلاف. ويقدر العجيلي انه تم القبض على 160 صحافيا في غضون خمسة أيام من الاحتجاجات. وقال انه تم اعتقال وضرب المئات من الصحافيين الآخرين في الأشهر التي تلت.واعتقل علي السومري وهو محرر في صحيفة الصباح المملوكة للدولة ، يوم 25 فبراير بينما كان يتناول طعام الغداء مع الصحفي هادي المهدي( الذي تم اغتياله لاحقا في منزله) واثنين من الصحافيين العراقيين الآخرين. ضرب الجنود الصحافيين الأربعة بالعصي الخشبية وبأعقاب بنادقهم. ثم قام الجنود باعتقال الصحافيين. وقال السومري "اعتقدت انهم سيقتلوننا". تم التحقيق مع الصحافيين الأربعة لساعات واتهموا بأنهم بعثيون. ثم أطلق سراحهم لاحقا في اليوم نفسه وهم يحملون في أجسادهم كدمات ونزيفا.بعد ذلك جرى اغتيال الصحفي هادي المهدي. ويعتقد أصدقاء الأخير، أنهم يعرفون بالفعل من قام باغتياله: الأتباع الموالون لرئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته التي تقول إنها تحقق في مقتله. كما يعتقد أصدقاء المهدي أن اغتيال الأخير يأتي في إطار حملة حكومية هائلة على الصحافة.لم تواجه كل الانتقادات حيال الحكومة مثل هذه المعاملة القاسية. فهناك جناح تابع  للتيار لصدري يدير محطة فضائية تلفزيونية وصحيفة وكل منهما ينتقد بانتظام رئيس الحكومة نوري المالكي، ولكن الحكومة لم تتحرك ضدهما بسبب قوة  التيار  السياسية. ولكن تم إغلاق مكاتب قناة البغدادية في تشرين الثاني الماضي. وقالت الحكومة إن الفضائية كانت تساعد الإرهابيين.صرنا نخاف كحالنا في عهد صدام كان للعنف أثر مروع في صفوف الصحافيين. واعترف العديد من الصحافيين العراقيين في لقاءات خاصة انهم قلصوا من تقاريرهم المنتقدة للحكومة أو خففوا من لهجتها. وتقول غادة العاملي مديرة مؤسسة "المدى" الإعلامية: "نشعر بالخوف كما كنا نخاف خلال عهد صدام". وقامت الحكومة بمداهمة مكتب المدى في بغداد في تموز الماضي. واخبر مسؤول من وزارة الداخلية العاملي في وقت لاحق بان عليها أن تكون "أكثر حذرا" بشأن ما تنشره الصحيفة. وتواجه مؤسسة المدى الآن دعوى تشهير غرامتها 7 ملايين دولار، رفعها اللواء قاسم عطا، المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد التي يسيطر عليها المالكي. ويقول علي حسين مدير تحرير صحيفة المدى، وواحد من أربعة متهمين في دعوى قاسم عطا ان  الدعوى "محاولة واضحة لإفلاس جريدتنا وإغلاقها". وأسهمت إدارة بوش في زرع البذرات الأولى لتخريب الصحافة. إذ أنشأت سلطة الائتلاف المؤقتة التي حكمت العراق بعد الغزو الأمريكي، شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإعلام والاتصالات في العام 2004 لتعزيز حرية الصحافة. لكن تلك الهيئات المستقلة هي الآن تحت سيطرة الحكومة العراقية، ويجري استخدامها لنشر الدعاية المؤيدة للحكومة وإسكات الأصوات المنتقدة. ويصف العراقيون تلفزيون العراقية التابع لشبكة الإعلام العراقي بأنه "تلفزيون المالكي". وطبقا لما ذكره مركز مساعدة وسائل الإعلام الدولية، ومقره واشنطن فان هيئة الإعلام والاتصالات تستخدم بشكل روتيني "سلطاتها التنظيمية لتقييد وسائل الإعلام والتضييق على تغطيتها الإخبارية".من جهته فشل الجيش الأمريكي في أن يكون قدوة حسنة. في تشرين الثاني 2005 ، اكتشف صحفيون أمريكان برنامجا سريا يشرف عليه الجيش الأميركي يدفع أموالا لوسائل الإعلام العراقية كي تنشر مقالات مؤيدة للولايات المتحدة. وفي 2004، أغلق الجنود الاميركان صحيفة الحوزة التابعة للتيار الصدري.ويقول اللواء جيفري بوكانن، المتحدث باسم الجيش الأمريكي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram