يستعد رئيس حكومة كردستان برهم صالح الى التوجه الى بغداد على رأس وفد كردي رسمي لإجراء مفاوضات مع المسؤولين في الحكومة المركزية من أجل حل الملفات العالقة بين الطرفين.وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون إقليم كردستان عادل برواري إن الوفد الكردستاني الحكومي سيصل إلى بغداد خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
واضاف ان برهم صالح سيطرح على رئيس الوزراء نوري المالكي كل القضايا العالقة، وسبق ان تم الاتفاق على حلها في اربيل في اواخر العام الماضي، كما سيستمع إلى الحلول التي سيقدمها المالكي. وقال إن صالح سيطلب من رئيس الوزراء تحديد سقف زمني لتنفيذ مطالب الأكراد، متوقعاَ تشكيل لجان مشتركة بين حكومتي بغداد وأربيل للعمل على تنفيذ الاتفاقات.وكان أحد نواب التحالف الكردستاني كشف عن تعهدات وقعها المالكي لمسعود البارزاني خلال تشكيل الحكومة الحالية، ومنها تنفيذ المادة 140 من الدستور، والخاصة بالمناطق المتنازع عليها خلال سنتين، اضافة الى تخصيص ميزانية لقوات حرس الاقليم "البيشمركة" من ضمن موازنة وزارة الدفاع العراقية خلال سنة، وإقرار قانون النفط والغاز المتفق عليه في ستة أشهر.يذكر ان وفد التحالف الكردستاني، الذي زار بغداد قبل ايام، قد بحث القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان، واشار الى أنه جاء لإنقاذ العملية السياسية من المخاطر التي تحيق بها. وقال رئيس الوفد فاضل ميراني إن "الزيارة تأتي من منطلق مشاركة الكرد الاصيلة في الوطن، ولإنقاذ العملية السياسية من المخاطر التي تحيق بها"، مبينًا أن العملية السياسية لا تسير في الاتجاه الذي يمكنها من تلبية مطالب الشعب.وتزايدت حدة التوتر بين حكومتي بغداد وأربيل أخيرًا على خلفية عدم تطبيق المادة الدستورية 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها، ورفض إقليم كردستان مسودة لقانون النفط والغاز أقرّتها الحكومة العراقية، وبعثت بها الى مجلس النواب للتصويت عليها. ويقول الإقليم إن مسودة القانون تحصر الصلاحيات بيد الحكومة الاتحادية في إدارة الثروة النفطية على حساب الإقليم والمحافظات، لكن بغداد ترد مؤكدة أن النفط ملك للشعب العراقي وفقًا لدستور البلاد، ولا يحق لأي محافظة أو اقليم بأن يبسط سيطرته على الثروة النفطية. وقد وصلت حدة هذه الخلافات الى مرحلة بحث فيها بارزاني في الثالث عشر من الشهر الماضي مع النواب والوزراء الكرد امكانية سحب الثقة عن حكومة المالكي. وفي وقت سابق من الشهر الماضي، هددت الكتلة الكردستانية في مجلس النواب العراقي بنشر محاضر اجتماعات اربيل قبيل الوصول إلى اتفاق تشكيل الحكومة، في حال استمرت أطراف سياسية في تنصلها من تلك الاتفاقيات المبرمة. وتشير مصادر سياسية إلى أن هذه المحاضر تتعلق بجلسة مغلقة حضرتها ثلاث شخصيات سياسية، هي بارزاني وعلاوي والمالكي، وتم على أثرها التوقيع على اتفاقيات عدة، لم يعلن عن محتواها رسميًا لغاية الآن.وتهدف مباحثات الوفد الكردي الى بغداد، التي ستشمل لقاءات مع رئيسي الجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي وقادة الكتل السياسية، الى التوصل إلى إنهاء الخلافات بين الحكومتين المركزية والكردستانية، تمهيدًا لأخرى يجريها رئيس حكومة الاقليم برهم صالح، وسط دعوات إلى تشكيل لجنة سياسية، لبحث العلاقة بين الطرفين وبؤر التوتر في المحافظات، في خضم مخاوف من الإخفاق في تحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية، وتصاعد مظاهر العنف في البلاد ومعالجة المشاكل بين الإقليم وبغداد.
رئـيس حكـومـة كـردسـتان إلى بغداد الثلاثاء

نشر في: 20 أكتوبر, 2011: 06:56 م









