 بغداد/ المدى أعلنت لجنة النزاهة البرلمانية، أمس الخميس، أن التحقيقات أثبتت عدم استلام وزير الخارجية هوشيار زيباري أي مبلغ مالي من الجانب الكويتي، مبينة أن الكويت قدمت مبلغا إلى وزير النقل هادي العامري، إلا أن الأخير أعاده على الفور.
وقال المتحدث باسم اللجنة جعفر الموسوي في تصريح لوكالة السومرية نيوز": إن "لجنة النزاهة قامت بالتحقق والاستيضاح من وزراء الخارجية هوشيار زيباري والنقل هادي العامري والنفط والمالية رافع العيساوي وعبد الكريم لعيبي ووكيل وزارة النقل سلمان البهادلي بشأن موضوع استلام زيباري مبالغ نقدية من الكويت والتغاضي عن الآثار السلبية التي قد يسببها ميناء مبارك الكويتي"، مبينا أن "التحقيقات أظهرت عدم استلام زيباري أية مبالغ نقدية من الحكومة الكويتية".وأضاف الموسوي أن"الحكومة الكويتية قدمت مبلغا ماليا إلى وزير النقل هادي العامري، إلا أن الأخير أعاده على الفور".واعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في الثالث من تشرين الأول الحالي، الاتهامات التي أطلقت ضده بشأن تقاضي رشوة مقابل التغاضي عن ميناء مبارك الكويتي إساءة للحكومة وتشهيراً بعمل الوزارة، في حين أكد أنه سيثير القضية في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، وهـدد بمقاضاة متهميه ومحاسبتهم.وطلب العراق، في الـ27 من تموز الماضي، رسمياً من الكويت وقف العمل مؤقتاً في ميناء مبارك، حتى التأكد من عدم تأثر حقوق العراق في خطوط الملاحة والإبحار الحر والأمن في المياه المشتركة، فيما أعلنت الكويت، في اليوم نفسه، عن رفضها الطلب معتبرة أنه لا يستند إلى أي أساس قانوني، وفيما جددت تأكيدها على أنه يقع ضمن الحدود الكويتية، أشارت إلى أن الميناء لا يعيق الملاحة البحرية في خور عبد الله. الى ذلك، قالت النائبة عن التحالف الوطني في مجلس النواب سوزان السعد ان المشاركة في التظاهرات المقرر القيام بها عند منفذ سفوان الحدودي تعـد واجبا وطنيا يستحق الدعم والتأييد من الحكومة ومجلس النواب .وأضافت السعد في بيان صحفي تلقت "المدى" نسخة منه: ان " تظاهرات اليوم ستمثل الرفض الشعبي الواسع للتجاوزات الكويتية على العراق المتمثلة بإصرارها على انشاء ميناء مبارك وعمليات خطف وتعذيب الصيادين العراقيين فضلا عن مساعيها لإبقاء العراق تحت طائلة الفصل السابع ،مشيرة الى انه" لا يستبعد أن يكون المسؤولون في الحكومة الكويتية يترقبون هذه التظاهرات لمعرفة حجم غضب ابناء الشعب العراقي إزاء هذه التجاوزات" .واوضحت ان"هذه التظاهرات لن تقتصر على المواطنين من محافظة البصرة ، بل ستضم الآلاف من أبناء المحافظات الاخرى مبينة ان منفذ سفوان سيكون بديلا عن ساحة التحرير ليحمل مدلولات جديدة تعطي للتظاهرة خصوصيتها واهدافها .واشارت السعد الى انه" ينبغي على الجهات الامنية توفير الغطاء الأمني للمتظاهرين واتخاذ الحيطة والحذر من هجمات بعض الجماعات المسلحة " .وكشفت كتلة سياسية عراقية عن تقديمها قبل عشرة ايام لمقترح قانون إلى هيئة رئاسة مجلس النواب يحظر بموجبه التعامل مع ميناء مبارك الكويتي من الحكومات العراقية المتعاقبة. وقال النائب عن كتلة كفاءات هيثم الجبوري: "قدمت كتلة كفاءات ومعاضديها من نواب مختلف الكتل النيابية بمقترح قانون حظر التعامل مع ميناء مبارك الكبير من الحكومات المتعاقبة بهدف حماية الاقتصاد العراقي والحفاظ على الموقع الجغرافي المميز للعراق كونه القناة الجافة الرابطة بين الشرق والغرب".وأضاف الجبوري "أقدمنا على تقديم مقترح القانون بعد توافر الأدلة بجسامة الخطر المحدق باقتصاد العراق من جراء بناء ميناء من مبارك من الجارة الكويت وخرقها لقرار الأمم المتحدة المرقم (833) لسنة 1993 ومحاولتها خنق الممر المائي الوحيد للعراق في خور عبد الله برغم امتلاكها لسعة الخيار".وتابع بالقول "يجب على مجلس النواب العراقي عدم الوقوف مكتوف الأيدي جراء تلك المعضلة الستراتيجية". وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب قد ناقشت يوم الأحد الماضي التقرير الفني الخاص بتأثرات ميناء مبارك على الاقتصاد والموانئ العراقية الذي أعدتها لجنة خبراء مختصة تابعة لمجلس الوزراءوتوصلت إلى قرار يقضي بضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية والدولية لإيقاف بناء ميناء مبارك، لكن الحكومة العراقية لم تتخذ بعد موقفا رسميا من الميناء الكويتي.وأكد الجبوري الذي تلا بيانا عن كتلته المنضوية في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، على أن "مقترح القانون يأتي تعضيدا للجهد الدبلوماسي المبذول من قبل الحكومة العراقية وانطلاقا من شعورنا بالمسؤولية في الحفاظ على مصالح الشعب العراقي ونتوقع ان يلقى مشروع القرار الذي سيأخذ طريقه نحو التشريع على نحو دستوري قبولا من اغلب القوى النيابية".يذكر أن الكويت باشرت، في السادس من نيسان الماضي، بإنشاء ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان القريبة من السواحل العراقية، وذلك بعد سنة تماماً من وضع وزارة النقل العراقية حجر الأساس لمشروع إنشاء ميناء الفاو الكبير، مما ت