عامر القيسييتحفنا سياسيونا بين الفترة والاخرى بافكار تبدو جلية للعيان من انها تعبر عن يأس مطلق في قدراتهم على حل مشاكل البيت الواحد من الداخل . والترويجات الاخيرة التي قادها السيد اسامة النجيفي هي دعوة الجيران لكي يحلّوا لنا عقدة دولة القانون والعراقية . الفكرة تعبير واضح من قبل النجيفي من ان اجتماعات القيادات السياسية قد فشلت في وضع نهاية منطقية لمسرحية خلاف الزعامات بين علاوي والمالكي بالرغم من كل التصريحات المتفائلة التي سمعناها بعد كل اجتماع لقياداتنا السياسية .
السؤال الذي يطرحه المواطن عن الفائدة المرجوة من الاجتماع الراعي لدول هي في الاساس لو رفعت يدها عن العراق والتدخل بشؤونه لاستطعنا على ما اعتقد ان نحل الكثير من العقد التي تمنع المسير بالعملية السياسية خطوة واحدة الى الامام ؟ماذا تقدم لنا ايران مثلا وهي التي تقطع المياه عنّا وهي المتهمة من قبل اطراف عديدة سياسية ومن اطراف في الحكومة بتغذيتها للعنف الطائفي في البلاد وهي تحتضن عتاة المجرمين المتهمين بقضايا إيغالهم بالدم العراقي ؟ماذا تقدم تركيا وهي البادئة بسيناريو قطع المياه عنّا وتجاوزاتها اليومية على الحدود العراقية بحجج من الاولى لها ان تعالجها من الداخل وليس في جبل قنديل ؟ماذا تقدم السعودية لنا ومظاهر اصابعها الخفية في الارهاب وتغذيته فكريا واحتضانها للخلايا الارهابية لكي " يجاهدوا " في ارض العراق وليس ضد القواعد الاميركية عندها ؟ربما تكون الفكرة هي الاعلان الرسمي عن احقية هذه الدول في تقاسم نفوذها في البلاد ، ويكون لنا فضل جمع رؤوسها في بغداد وما على القوى السياسية الا ان تقوم بمهام الحارس الامين للنفوذ والمصالح التي ستتفق عليها هذه الدول ؟رسالة سيئة المعنى والشكل ترسلها هذه الدعوة للشعب العراقي تعبر عن عجز قوانا السياسية باختلاف تسمياتها ومناشئها عن ان تجد الحلول الناجعة للازمات التي نعاني منها ، وهي تبدو كمن يريد ان يعيد تجارب سابقة لاجتماعات هذه الدول وغيرها لـ"حل" مشكلاتنا الداخلية ، والذي كان يحصل هو تعميق الازمات والانفتاح على ازمات جديدة تزيد " الغركان غطه" !المنطق السياسي الحكيم والسليم هو اننا ادرى بشعاب العراق ونعرف المستور والمعلن وعلينا وحدنا ان نكون بمستوى المسؤولية الوطنية لحل مشاكلنا وعدم الاعتراف للآخرين بحقهم في الكعكة العراقية ونحن نعرف جيدا ان نجاح العملية السياسية في البلاد ليس في مصلحتهم، فتركيا تخشى تطور التجربة الكردستانية ،وايران والسعودية ترعبهما صناديق الاقتراع رغم كل الملاحظات عليها في تجربتنا . لقد قدمت لنا اجتماعات مماثلة في عواصم اخرى انقسامات حادة على طبق من ذهب وتشرذما اضافيا وتباعدا في الرؤى بين نخبنا السياسية ، بل ان تلك الاجتماعات صبت الزيت على نار صراعاتنا الدموية في أعوام التقاتل الطائفي !اذا كانت تلك من نتائج تلك الاجتماعات .. فماذا ننتظر من المؤتمر الرباعي ؟مجرد سؤال !
كتابة على الحيطان: ماذا نفعل بالمؤتمر الرباعي؟
نشر في: 21 أكتوبر, 2011: 07:39 م