TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين :مازن الذي تعرفت عليه صدفة

عين :مازن الذي تعرفت عليه صدفة

نشر في: 21 أكتوبر, 2011: 09:16 م

 عبد الخالق كيطان مازن شاب سوري متزوج وله طفلان: تسنيم 5 سنوات, ومحمد شهر وبضعة أسابيع.. أنهى دراسته الثانوية وتفرّغ لإدارة محل العائلة في سوق الهال الجديد, تحول الى شركة اسمها الريادة, وبذلك فهو لا يعاني الفقر أو الحرمان، وليس لذلك أي علاقة بموقفه ضد النظام السوري.
ومازن لا ينتمي لأي حزب أو جهة, يقضي في عمله ما يزيد عن الـ12ساعة, وتتوزع بقية ساعاته بين عائلته ودراسته للانجليزية ومشاهدة مسلسل "وادي الذئاب" وحلّ مشاكل أخوته. صدم مازن وأحبط، كما الآلاف عند انتخاب بشار الأسد, هو من ذلك الجيل الذي تقلّصت أحلامه وانزوى فيها بعيدا. لا يحلم بأكثر من استمراره في العيش والحياة ليس الا.. الثورة ألهبته, حتى أنه كان يصرخ منددا بعنف النظام، ويتحدث ويدافع غير آبه بأن هناك من يراقب ويسجل كل كلماته. وأخيراً كتب فيه تقرير يصفه بكونه أحد ممولي المظاهرات، وأمور لا يعلمها غير ربك.. مازن، كالملايين، يحلم بالحرية ليس الا, وكان يردد: "الي ماتوا مو أحسن مني". وقبل أيام كان يردّد أغنية تمجد البعث بسخرية في عهد حافظ الأسد: "صامد يا بعث صامد..... حرر الشعب العظيم".دأب مازن على الخروج في المظاهرات التي تجتاح المدن السورية منذ شهور ضد نظام الأسد. وأخيراً اعتقلت عناصر الأمن السوري مازن في محل العائلة في سوق الهال. السطور السابقة وصلتني من مواطن سوري كان يتحدث عن أخيه الذي اعتقلته قوات الأمن السورية في الأيام الماضية على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح مختلف المدن السورية. ولقد وجدتني أتعاطف بقوة مع سطور هذا الأخ المكلوم، خاصة أنها تذكرني بأحداث مماثلة كنت شاهداً عليها في العراق. مشكلة هذه الأنظمة، والنظام السوري على رأسها، في كونها تعتقد بأن النقد الموجه إلى رئيس الجمهورية يمثل مساساً بأمن الدولة. ومن أجل ذلك ينبغي اعتقال، وربما تصفية، سيئ الحظ الذي قال جملة متندرة أمام صديق. كثيرون منّا يقرّون برمزية منصب رئيس الدولة، ولكننا لا نريد أن نصدق أن التعرض إلى هذا الرمز بالنقد يقود حتماً إلى الاعتقال والموت حيناً. ومن هو رئيس الجمهورية؟ أليس هو مجرد خادم للجمهور، كما ربتنا الأدبيات البعثية على ترديد مثل هذه الجملة قبل أن يتحول هذا الخادم شيئاً فشيئاً إلى شبه إله، أو إله كامل؟ وفي مختلف نظام الحكم المعروفة فإن رئيس الجمهورية لا يفعل شيئاً غير متابعة مصالح الناس من جهة ومن جهة ثانية تلقي النقد. وبعيداً عن هذا المفصل فإن الاعتقالات التي تجري جنباً إلى جنب وحملات الإعدامات الجماعية في مختلف المدن السورية صارت أمراً لا يمكن السكوت عليه. فالدم السوري هو دمنا على أية حال، وهذا النظام الذي لم يستمع حتى اللحظة إلى نداءات وطنية وعربية، إقليمية ودولية، لن يستمع مطلقاً إلى صرخات الأبرياء الذين يعانون في غياهب السجون ومصيرهم صار معلقاً بالأحلام. إذا كانت الدولة العراقية تنتمي فعلاً إلى التجربة الديمقراطية فعليها إذن أن تناصر حركات التحرر التي تجري في غير بلد عربي، ومنها سوريا. وعلى هذا الأساس هي مطالبة بموقف صريح وواضح من الانتهاكات الخطيرة التي تجري هناك. الحرية لمازن ورفاقه...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram