السماوة / نواف المشعلاوي تعتبر ظاهرة البطالة من الظواهر الاجتماعية السيئة لدى شعوب العالم و تحاول كافة حكومات العالم القضاء عليها و بشتى الطرق والوسائل على اعتبار انها آفة اجتماعية ما ان أصابت شريحة من شرائح المجتمع الا وانحدرت به نحو التخلف والفقر والإرهاب ، وتقلب موازين المجتمعات رأسا على عقب غير ذلك ينتج التفكك الاسري والانحراف وامتهان الجريمة .
ومن اكثر الدول احتضانا لهذه الظاهرة العراق بحسب الاحصائيات العالمية التي طرحتها منظمات عالمية معنية بهذا الخصوص كما ان الاحصائية الاخيرة التي قامت بها وزارة التخطيط والتي تصدرتها محافظة المثنى بنسبة فقر 49% اثبتت ذلك ، جاء ذلك نتيجة لالغاء بعض الوزارات وحل آلة الجيش السابق بحسب تصريحات ذوي الاختصاص .وتعتبر محافظة المثنى من المحافظات الحاضنة لهذه الآفة لوجود اعداد كبيره من الشباب العاطلين عن العمل خصوصا خريجين الجامعات .النائب في البرلمان العراقي الدكتور فالح الزيادي قال : ادرجت محافظة المثنى على رأس المحافظات التي تعاني من الحرمان والتهميش ففي السابق كانت محافظة المثنى منفى استخدمه نظام الطاغية لابعاد وتغييب ابناء العراق مما جعل منها محافظة بدائية تفتقر الى كل مظاهر المدنية الحديثة واستمر هذا الحال حتى آلت الحكومة الى ابناء الشعب بعد انتخابات نزيهة شهد لها القاصي والداني ، فبقيت محافظة المثنى على حالها بل بدأت هذه المحافظة بالاهتراء والتآكل في حين ان المحافظات المجاورة لها في تقدم مستمر سواء في البنى التحتية او المشاريع الستراتيجية وبالتالي هذا التخلف والتهميش عكس سلبا على حياة المواطن السماوي فبدأت ظاهرت البطالة بالتفشي وهي نتيجة حتمية لعدم وجود مشاريع او استثمار او حتى تجديد او توسع في دوائرها فلا نتعجب ان شاهدنا احد خريجي الجامعات قد جلس على قارعة الطريق يبيع السجائر او ما شابه .واضاف الزيادي يجب على الحكومة المركزية ان تلتفت الى الحالة البائسة التي تعيشها المحافظة وعليها ايضا ان تحتضن الشباب من خلال فتح منافذ التعيين لامتصاص اكبر عدد ممكن من العاطلين بل على الحكومة ان تتوجه الى انشاء مشاريع ستراتيجية من شانها ان ترفع من المستوى الخدمي في هذه المحافظة . جاسم حسين خريج معهد تقني (قسم ميكانيك) قال : انا من خريجي عام 2000لم تتح لي فرصة التعيين مما جعلني اعمل ببيع الخضر من اجل ان اعيل زوجتي واطفالي الاربعة وهذا العمل لا يسد كل متطلبات عائلتي الا ان القليل افضل من لا شيء ، واطالب الحكومتين المركزية والمحلية بفتح أبواب التعيين في وزارات الدولة عن طريق عرض شواغرها بكل شفافية وحيادية واختيار الشخص المناسب للمكان المناسب معتمدين في ذلك مبدأ الاولوية في التعيين بعيدا عن المحسوبية او الوساطة . من جانبه قال محمد فالح (30سنة) : اطالب كل الأطراف المعنية بملف التوظيف أولهم الحكومة المركزية في بغداد الى اخر شخصية في الحكومة المحلية في محافظة المثنى بوقفة جادة وحيادية مع ملف التعيين الذي طال أمده ، نطالبهم بإيجاد حلول جذرية لأزمة بطالة الجامعيين التي انتشرت في السنوات الاخيرة فقد وصلنا الى مرحلة من الفقر والملل والضجر من شعارات وأمور لا يمكن تطبيقها في الواقع فمن غير المعقول ان اكون جامعيا واعمل في بيع بطاقات الشحن . الى ذلك قال رئيس لجنة الاشراف والمتابعة في محافظة المثنى عبد الحسين علاج : تعتبر قضية البطالة من القضاية المعقدة والتي لا يمكن ان تحل في ليلة وضحاها ولايمكن ان يستوعب العدد الهائل من العاطلين بشكل كامل من قبل دوائر الدولة التي وصلت الى درجة الاشباع ولايمكن لهذه الدوائر ان تستوعب اعدادا اخرى من الموظفين ، فقبل 2003 كان عدد منتسبي التربية يربو على الـ2000 منتسب فوصلت الى في عام 2011 ما يزيد عن 12000الف منتسب الى مديرية الشرطة كان عدد المنتسبين فيها560 شرطيا حتى وصل في هذه اللحظة 17000 الف منتسب وهذا العدد في زيادة مستمرة وبقية الدوائر بنفس هذه الزيادة ولا ننسى ان هناك دوائر اخرى استحدثت في المحافظ مثل الجامعة التي استوعبت اكثر من 4000موظف وهذا بحد ذاته امتص رقما كبيرا من البطالة ، وحل البطالة عن طريق دوائر الدوله حلا غير مجد انما هو حل ترقيعي .
شباب المثنى بين أزمة التعيين وارتفاع نسبة الفقر

نشر في: 21 أكتوبر, 2011: 09:18 م