 كربلاء /علي العلاوي كانت مريم تبكي وهي تخفي دموعها بحافة ربطة رأسها فيما كان صوتها يتهدج بصعوبة وهي تريد القول أنها ظلمت في القبول المركزي للجامعات..مريم حصلت على معدل كما تقول 93% وفي الدور الأول من ثانوية السدرة في كربلاء وكانت تتوقع أن تحصل على قبول في كلية الصيدلة لكن رياح التغيير التكنولوجي كما تقول في ملء استمارات التقديم أوقعها في المعهد الفني في بابل وهي تقول هل يعقل أن أسجل المعاهد أولا وأنا لدي هذا المعدل؟
ربما سؤالها هذا لا يجعل مريم هي الوحيدة في كربلاء أو المحافظات الأخرى من الذين فوجئ بعضهم بأن القبول هذا العام لم يكن جيدا وان العوائل ذاتها لا تعرف ماذا تفعل غير ولوج أقسام شؤون الطلبة في الجامعات للسؤال عن كيفية الاعتراض ومتى وكم يستمر وما هي الآلية.زميلة مريم في ذات المدرسة هي زهراء تقول أنها حققت معدلا بلغ 73% وهو معدل جيد كما تقول بالنسبة لها رغم انه ليس الطموح ولكنه ملائم للظروف التي مرت بها وتقول إنها فوجئت بقبولها في المعهد التقني وتقسم أن هناك من زميلاتها من كان معدلها اقل منها وقبلت في كلية الإدارة والاقتصاد..وتقول أنها ستقدم اعتراضا على نتائج القبول مع مريم لان هذا ليس الطموح الذي نرغبه.أمام باب الجامعات ربما تجد العشرات من الطلبة يقفون مع أولياء أمورهم للاستفسار عن طريقة الاعتراض وتسمع هناك كلاما يخرج من داخل يئن..وبعضهم راح يستفسر عن كيفية التقديم إلى الكليات المسائية ومن هي الكلية التي تقبل معدله وكيفية النقل من كلية أعلى إلى كلية أدنى ومن كلية لا يرغب فيها إلى معهد ربما يحقق له الأحلام.يقول الطالب عمار وهو حاصل على معدل 79% انه قبل في المعهد التقني وهو ليس طموحه وانه يريد أن يقدم على كلية الهندسة وانه جاء ليستفسر إن كان معدله يؤهله للقبول في الكلية التي تستوفي منه مبلغ 700ألف دينار كما يقول..ويضيف أريد أن احصل على شهادة عالية نعم لم أتوقع أن يكون القبول في المعهد وكنت أتوقع في أسوأ الحالات أن احصل على قبول في كلية الإدارة والاقتصاد كوني من الفرع العلمي ولكن يبدو أن الجامعات تريد أن تشجع على الدراسة المسائية لان فيها أموالا تدفع وربما تتحول إلى التمويل الخاص من خلال هذه الطريقة لان هناك الكثير من الطلبة سيقدمون اوراقهم على كليات مسائية تجعلهم يحصلون على شهادات جيدة.فيما يقول والد الطالب علي مهدي الحاصل على معدل 88% انه كان يتوقع أن يحصل على قبول في كلية الهندسة، إلا انه فوجئ بقبوله في كلية العلوم ويقول..أدرك أن العملية الالكترونية التي تطبق للمرة الأولى في العراق سيكون فيها أخطاء ولكن على الوزارة ألا نكون نحن كبش الفداء لها..وناشد والد الطالب علي وزير التعليم العالي  بإصدار أمر بإعادة الترشيح مرة أخرى حتى لو تطلب ذلك تأخير لأسبوع واحد عن موعد الدوام بالنسبة لطلبة المرحلة الأولى في الكليات والمعاهد لان الاعتراضات قد لا تفي بالغرض. وجوه حزينة تقابلها وجوه فرحة تلك التي ظهر قبولها بما تحلم به وجاءت إلى الجامعات لتسأل عن موعد التقديم والآلية التي يتم فيها التقديم إن كان الكترونيا هو الآخر أم يدويا ويدخل الطالب في عمليات استنساخ الهويات والصعود والنزول والمشي بين شؤون الطلبة ورئاسة الجامعة وعمادات الكليات بانتظار الانتظام في دوام يستمر ربما أربع سنوات من الأحلام.