TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :رجــال أزمــات

نص ردن :رجــال أزمــات

نشر في: 21 أكتوبر, 2011: 09:47 م

 علاء حسن من ينطبق عليهم وصف  "رجال أزمات "ليس لديهم أدنى قدرة على حلها وحلحلتها ، كما يقال هذه الأيام ، عندما يتم الحديث عن الأوضاع السياسية في البلاد ،  بعدما أخذت مسارات  ومنعطفات ربما تصل الى نفق مسدود ،  بحسب تعبير وتصريحات "رجال الأزمات " وهم بأعداد كبيرة ينتمون للقائمة العراقية ، وائتلاف دولة القانون ، وهؤلاء ليسوا من أعضاء مجلس النواب ، وجميعهم فشل في الانتخابات التشريعية ، لكنهم مازالوا اعضاء في  قائمتهم وائتلافهم ،
 وتقدمهم وسائل اعلامهم بصفة قياديين ، واصحاب قرار ، ولكنهم في حقيقة الامر،  يجيدون التغريد مع السرب ، وربما كلفوا بمهمات اطلاق التصريحات لإشعال الساحة السياسية.هذه الجوقة تطل علينا في كل يوم عبر فضائيات معروفة،  تعمل وتصر على  الترويج لمواقف الأطراف المشاركة في الحكومة ،  فعضو دولة القانون يتهم زعيم القائمة العراقية اياد علاوي بتنفيذ اجندات سعودية واخرى معادية للعملية السياسية ، والاخر يحمل رئيس الحكومة مسؤولية تدهور الوضع الامني وفرض هيمنة حزب الدعوة الاسلامية  على المؤسسة العسكرية ، وعلى إيقاع هذا السجال المستمر منذ اعلان تشكيل الحكومة ، يكون المواطن العراقي مضطرا  لسماع ومشاهدة  من يسعى لاشعال  فتيل الازمة السياسية ، وكأنه يريد القول بان لا مستقبل افضل للعراقيين  الا  باعلان البيعة لزعيم ائتلافه او رئيس قائمته ، ليضمن العيش الرغيد في ظل حكومة ، يقال عنها انها حققت الشراكة  بمشاركة القوى الممثلة لمكونات الشعب العراقي .رجال الأزمات  معروفون بالصوت والصورة ، واخذوا   بحضورهم اليومي المستمر على الشاشة،   ينافسون مذيعات ومقدمات برامج الفضائيات ، وباستطاعة المشاهد تشخيصهم وقراءة تصريحاتهم قبل التفوه بأول كلمة ،وقبل  سرد التصريح وبداية الحديث التنظيري يكون الـ"ريموت كنترول "هو السلاح الوحيد للمشاهدين لانهاء اطلالة رجال الازمات ، والانتقال الى محطة اخرى تعرض برامج بعيدة عن الشأن العراقي . حضور "رجال الأزمات " تقف وراءه  الاطراف المشاركة في الحكومة ،  للتعبير عن مواقفها من واجهة اخرى ، بامكانها التخلي عنها حينما  تكون ردود الافعال شديدة ، وقبل ايام  صرح رجل ازمة بان "زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الحكومة  يحاول استرضاء اياد علاوي  بمنحه منصب رئيس المجلس الاتحادي للتخلص من ضغوط اقليم كردستان " فأشعل الرجل فتيل ازمة ، في وقت تنتظر بغداد وصول الوفد الرسمي من أربيل لتسوية الخلاف بين الجانبين ، وبعد ساعات من حصول كارثة التصريح اضطر احد نواب دولة القانون لتصحيح الموقف ، وقال ان :"ما جاء على لسان فلان يعبر عن وجهة نظر شخصية ، وتصريحه غير مسؤول لكونه  لا يشغل مقعدا في البرلمان" وفي اليوم التالي يظهر صاحب التصريح من ذات الفضائية التي صرح منها ليشعل فتيلا آخر ، ضد طرف آخر في الحكومة ، وللتخلص من هؤلاء وتقديرا لجهودهم الكبيرة في خدمة ائتلافهم  لابد من منحهم وظائف في سفاراتنا في الخارج ،  ليكونوا بعيدين عن الساحة العراقية، لحين استقرار أوضاعها السياسية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram