علاء حسن من ينطبق عليهم وصف "رجال أزمات "ليس لديهم أدنى قدرة على حلها وحلحلتها ، كما يقال هذه الأيام ، عندما يتم الحديث عن الأوضاع السياسية في البلاد ، بعدما أخذت مسارات ومنعطفات ربما تصل الى نفق مسدود ، بحسب تعبير وتصريحات "رجال الأزمات " وهم بأعداد كبيرة ينتمون للقائمة العراقية ، وائتلاف دولة القانون ، وهؤلاء ليسوا من أعضاء مجلس النواب ، وجميعهم فشل في الانتخابات التشريعية ، لكنهم مازالوا اعضاء في قائمتهم وائتلافهم ،
وتقدمهم وسائل اعلامهم بصفة قياديين ، واصحاب قرار ، ولكنهم في حقيقة الامر، يجيدون التغريد مع السرب ، وربما كلفوا بمهمات اطلاق التصريحات لإشعال الساحة السياسية.هذه الجوقة تطل علينا في كل يوم عبر فضائيات معروفة، تعمل وتصر على الترويج لمواقف الأطراف المشاركة في الحكومة ، فعضو دولة القانون يتهم زعيم القائمة العراقية اياد علاوي بتنفيذ اجندات سعودية واخرى معادية للعملية السياسية ، والاخر يحمل رئيس الحكومة مسؤولية تدهور الوضع الامني وفرض هيمنة حزب الدعوة الاسلامية على المؤسسة العسكرية ، وعلى إيقاع هذا السجال المستمر منذ اعلان تشكيل الحكومة ، يكون المواطن العراقي مضطرا لسماع ومشاهدة من يسعى لاشعال فتيل الازمة السياسية ، وكأنه يريد القول بان لا مستقبل افضل للعراقيين الا باعلان البيعة لزعيم ائتلافه او رئيس قائمته ، ليضمن العيش الرغيد في ظل حكومة ، يقال عنها انها حققت الشراكة بمشاركة القوى الممثلة لمكونات الشعب العراقي .رجال الأزمات معروفون بالصوت والصورة ، واخذوا بحضورهم اليومي المستمر على الشاشة، ينافسون مذيعات ومقدمات برامج الفضائيات ، وباستطاعة المشاهد تشخيصهم وقراءة تصريحاتهم قبل التفوه بأول كلمة ،وقبل سرد التصريح وبداية الحديث التنظيري يكون الـ"ريموت كنترول "هو السلاح الوحيد للمشاهدين لانهاء اطلالة رجال الازمات ، والانتقال الى محطة اخرى تعرض برامج بعيدة عن الشأن العراقي . حضور "رجال الأزمات " تقف وراءه الاطراف المشاركة في الحكومة ، للتعبير عن مواقفها من واجهة اخرى ، بامكانها التخلي عنها حينما تكون ردود الافعال شديدة ، وقبل ايام صرح رجل ازمة بان "زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الحكومة يحاول استرضاء اياد علاوي بمنحه منصب رئيس المجلس الاتحادي للتخلص من ضغوط اقليم كردستان " فأشعل الرجل فتيل ازمة ، في وقت تنتظر بغداد وصول الوفد الرسمي من أربيل لتسوية الخلاف بين الجانبين ، وبعد ساعات من حصول كارثة التصريح اضطر احد نواب دولة القانون لتصحيح الموقف ، وقال ان :"ما جاء على لسان فلان يعبر عن وجهة نظر شخصية ، وتصريحه غير مسؤول لكونه لا يشغل مقعدا في البرلمان" وفي اليوم التالي يظهر صاحب التصريح من ذات الفضائية التي صرح منها ليشعل فتيلا آخر ، ضد طرف آخر في الحكومة ، وللتخلص من هؤلاء وتقديرا لجهودهم الكبيرة في خدمة ائتلافهم لابد من منحهم وظائف في سفاراتنا في الخارج ، ليكونوا بعيدين عن الساحة العراقية، لحين استقرار أوضاعها السياسية .
نص ردن :رجــال أزمــات
نشر في: 21 أكتوبر, 2011: 09:47 م